هجوم جديد على قرى غرب الفاشر يؤدي لنزوح آلاف المواطنين ـ خاص راديو دبنقا ـ أرشيف

الفاشر: 26 أبريل 2024: راديو دبنقا
تشهد مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تردياً في الوضع الأمني، واستمرار المناوشات بين الجيش وقوات الدعم السريع في شمال وشمال شرق المدينة. وتكاد تكون الأحياء الشمالية والشرقية لمدينة الفاشر مثل حي الثورة شمال والقبة وحي الشاطئ وغيرها قد خلت من السكان، وبحسب مواطنون تحدثوا لراديو دبنقا من الفاشر أن التوتر بات سيد الموقف، في وقت تشهد سوق المدينة نقصاً حاداً في السلع وارتفاع أسعارها بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة مليط في الخامس عشر من أبريل الجاري مما قلت تدفقات السلع التي كانت تأتي إليها.

تردي الوضع الأمني
ويقول مواطن من الفاشر لراديو دبنقا أن الوضع الأمني غير مستتب بمدينة الفاشر وحتي الآن هناك مناوشات من هنا وهناك صباحاً ومساء والأوضاع متوترة وحتي المواطن غير مستقر، ويضيف لا نزال نسمع إطلاق النار في شمال الفاشر وأغلبية السكان نزحوا نحو جنوب المدينة، ويتابع هناك تسلل دائم لقوات الدعم السريع على ناحية الشمال والشمال الشرقي للمدينة ويقوم الجيش بالتصدي. ويوضح أن قوات الدعم السريع ترتكز في شمال الفاشر وأيضاً الجيش له ارتكازات لتوفير الحماية للمواطنين ولحماية المدينة، ويناشد الجيش وقوات الدعم السريع بمراعاة حال المواطن المغلوب على أمره الموجود في شمال دارفور والذي يحاول توفير قوته عليهم الرجوع إلى صوت العقل وحتي يعم السلام ربوع السودان.

نقص البضائع وارتفاع الأسعار
ويشير المواطن إلى أن هناك نقص كبير في البضائع بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة مليط بشمال دارفور، ويؤكد أن تدفقات البضائع قد قلت ارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية بصورة كبيرة وزادت إلى أضعاف وارتفاع في تعرفة المواصلات الداخلية، ويضيف أن هناك زيادة في أسعار الوقود كذلك مما ضاعف من أسعار المياه وبلغ سعر برميل المياه ما بين 4 الف إلى 5 الف جينه مما ضاعفت من معاناة المواطنين في الحصول على مياه الشرب.

انعدام أدوية الأمراض المزمنة
ويلفت إلى أن المراكز الصحية التي تعمل بالأحياء الشمالية هي فقط ثلاثة مركز صحي عبد السلام ومركز نصر ومركز القبة، ويضيف باقي المراكز التي تعمل في جنوب المدينة، ويشير إلى ازدحام المراكز وتردد المرضي بأعداد كبيرة وكذلك تردد الأسر نتيجة لتنظيم حملات تطعيم الأطفال مما سبب تكدس وتدافع الأسر لتطعيم أطفالهم. ويؤكد أن علاجات الأمراض المزمنة كالضغط والسكري شبة منعدمة وأغلبية المراكز غير متوفرة فيها وهي موجودة في بعض الصيدليات لكن أسعارها مرتفعة وظروف الناس الاقتصادية صعبة جداً ولا يستطيعون شراء الأدوية.

عام بدون مرتبات
ويؤكد أن أغلب الموظفين في القطاع الصحي يعملون كمتطوعين لمساعدة المرضي وما زال المتطوعين يقومون بتقديم الخدمات ولم يتم صرف المرتبات لمدة سنة كاملة، ويتابع حتي هذه المراكز سوف تغلق أبوابها قريباً إذا لم يتم دعمها ولا توجد أي جهة رسمية ولا منظمات تقوم بتوفر المواد وكافة الاحتياجات للطاقم الطبي مما يضطرهم للطلب من مرافقي المرضي دفع مبلغ الف جينه لتسيير المركز حتي يتم توفير الوقود الذي يمد المراكز الصحية بالكهرباء وشراء بعض المستلزمات الطبية لمعالجة المرضي. ويناشد كل من يستطيع تقديم خدمة سواء بتوفير الوقود أو غيرها من المستلزمات مد المراكز الصحية، ويقول أن الطواقم الطبية مصريين على عدم توقف المراكز الصحية الشمالية بالفاشر عن العمل، وهم يعملون من أجل إنقاذ المواطن الذي ما زال يعاني من تردي الوضع الأمني والصحي وعدم توفر العلاج والخدمات الأساسية بالنسبة للمواطن وعلى الرغم من إطلاق الرصاص إلا أن الكوادر الطبية يواصلون عملهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

تحذيرات أمريكية من مهاجمة الفاشر
وكانت الولايات المتحدة دعت جميع المجموعات المسلحة في السودان إلى وقف الهجمات فورا على الفاشر، شمال دارفور. وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن القلق إزاء مؤشرات هجوم وشيك من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها. وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميللر في بيان إن أي هجوم على مدينة الفاشر سيعرض المدنيين لخطر شديد، بما في ذلك مئات الآلاف من النازحين الذين لجأوا إليها.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تعرب عن قلقها العميق إزاء التقارير الموثوقة التي تفيد بأن قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها قد سوّت قرى متعددة غرب الفاشر بالأرض. كما أدان البيان ما وصفه بالقصف الجوي العشوائي الذي وردت تقارير عن وقوعه في المنطقة من قبل القوات المسلحة السودانية، التي قال البيان أنها مستمرة في فرضها قيوداً على وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح.