كمبالا: 25ابريل2024: راديو دبنقا

على هامش أعمال المؤتمر التنسيقي لمشروع “كلمات سودانية” ، و في إطار حملة “ساندوا السودان” التي أطلقها منتدى الإعلام السوداني نظم راديو دبنقا فعالية بفندق الهيلتون بالعاصمة الأوغندية كمبالا حضرها نخبة من الصحفيين والناشطين وممثلي منظمات المجتمع المدني السوداني إضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات الدولية الداعمة للسودان وفق شعار المنتدى “ساندوا السودان.”

تخللت الدعوة عدة فقرات أبرزها كلمات من ممثلي المؤسسات المشاركة في منتدى الإعلام السوداني والمنظمات الداعمة للمشروع  حيث استعرضت بعض الكلمات حجم المخاطر والمعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون السودانيون نتيجة للحرب التي تشهدها البلاد من العام الماضي.

إحصائيات

ممثل شبكة الإعلاميات السودانيات مشاعر دراج أوردت خلال كلمتها إحصائيات صادمة حول الانتهاكات التي تعرضن لها الصحفيات السودانيات بعد اندلاع حرب 15 أبريل، مشيرةً إلى وفاة صحفيتين خلال فترة الحرب، بينما تعرضن 3 صحفيات إلى الاعتداءات من بينهن حالة اعتداء الجنسي، إضافة إلى تعرض 5 صحفيات للاعتقال، فيما تعرضت 16 صحفية إلى التهديدات الشخصية، وتم اختطاف صحفيتين من منازلهن لفترات متفاوتة، بالإضافة إلى احتجاز 25 صحفية في مواقع عملهن خلال الفترة الأولى للحرب، ومنعت صحفية من السفر، وتم الاعتداء على منازل عشرات الصحفيين، وقالت دراج إن 130 صحفية لازلن في السودان وقد فقدن وظائفهم بسبب النزوح إلى مناطق أخرى أو إغلاق المؤسسات اللائي كن يعملن فيها، بينما توزعت عدد من الصحفيات السودانيات في دول اللجوء حيث توجد في مصر 70 صحفية، وفي أوغندا 30 بعضهن فقدن وظائفهن، وعشر صحفية متواجدات الإن في العاصمة الكينية نيروبي، وبعضهن في الدول العربية.

جانب من الحضور

مشاركة الشبكة في المنتدى

وأكدت الصحفية مشاعر دراج إن مشاركة شبكة الإعلاميات السودانيات في منتدى الإعلام السوداني نابعة من موقفها الأساسي الداعم لوقف الحرب في السودان، حيث شاركت في تحرير المواد الصحفية والاجتماعات المختلفة، وجددت التأكيد بان الشبكة ستواصل عملها في المنتدى بالرؤى والأفكار والمواد التحريرية لمحاربة خطاب الكراهية المتداول الآن، بجانب كشف الأوضاع الصحية والإنسانية والمجاعة وتأسيس ثقافة السلام في المجتمع، وتعهدت بأن تكون الشبكة قوة ضاغطة مع الآخرين في اتجاه وقف الحرب وتأسيس مستقبل جديد للصحافة السودانية.

محمد عبدالعزيز -نقابة الصحفيين

ضرورة التزام المهنية

من جانبه قال سكرتير نقابة الصحفيين السودانيين محمد عبد العزيز أن الصحفيين السودانيين يعملون الآن في أتون حرب لا تحترم أطرافها القوانين، وينتشر في البلاد خطاب كراهية وتضليل إعلامي وممارسات تصل إلى العمليات الإرهابية. وحذر عبد العزيز من أن يكون هناك نموذج السودان أسوأ مما حدث في رواندا. وشدد على ضرورة أن يلتزم الصحفيون في ظل هذه الحرب بالمهنية والانحياز للحقيقة والمواطن.

ووصف عبد العزيز مخرجات منتدى الإعلام السوداني بالبناءة ويمكن التعويل عليها في خدمة الصحافة والصحفيين، وقال “في المنتدى عملنا على وضع مجموعة القوالب والقواعد لتغطية الحرب، من المهم تنسيق الجهود لدعم الصحفيين والمنصات الإعلامية لمواجهة التضليل وخطاب الكراهية، كما انه من المهم التركيز على الاستثمار في التدخلات طويلة الأمد لدعم الصحافة في السودان. واعتبر المنتدى خطوة لتوحيد الجهود لمواجهة التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية.”

لن نتسامح

قطع سكرتير نقابة الصحفيين بأن النقابة لن تتسامح مع الجرائم التي ارتكبت في حق منسوبيها، وتعهد بأن تتخذ النقابة كل الإجراءات الممكنة لملاحقة مرتكبي الجرائم في حق الصحفيين، كما أن النقابة لن تتسامح بحق من يرتكبون خطاب الكراهية باعتباره جريمة من جرائم الحرب.

فيصل محمد صالح -وزير الإعلام الأسبق

توحيد الجهود

بينما قال وزير الإعلام السابق رئيس المركز السوداني للدراسات والتدريب وبحوث التنمية فيصل محمد صالح إن منتدى الإعلام السوداني فرصة لتوحيد جهود كل الإعلاميين والمنظمات الداعمة والمساندة للإعلام في منصة واحدة، وذكر أن المنتدى يضم مؤسسة تعمل في مجالات الإعلام المختلفة بجانب منظمات تعمل في التدريب الصحفي، وأخرى تعمل في مجال حماية الصحفيين، وأشار إلى انه من أهداف المنتدى كذلك توفير قناة واحدة للتواصل بين المؤسسات الإعلامية والمجتمع الدولي، ولتنسيق التواصل وعدم الازدواجية.

كلمات بحق دبنقا

استهل وزير الإعلام السابق الصحفي فيصل محمد صالح حديثة بكلمات في حق راديو دبنقا، حيث قال إن راديو دبنقا آل على نفسه منذ تأسيسه أن يكون صوت من لا صوت له، خاصة ضحايا الانتهاكات التي وقعت في دارفور في مطلع الألفينات، وذكر انه في وقت كان غير مسموح لوسائل الإعلام تغطية أخبار دارفور، كانت دبنقا هي المنفذ الوحيد للمواطنين للاستماع إلى أخبارهم، وأضاف “مكان ما تمشي تجد راديو دبنقا، واعرب عن شكره لراديو دبنقا على الجهد المتواصل منذ تلك الحقبة، بينما يعملون الآن بجهد أكبر بعد الحرب حيث توسع فضاء بثهم إلى كل السودان.”

ليون ويليمس-مستشار فري برس آنلميتيد

ذكريات في السودان

أما مستشار منظمة فري برس انليمتد “ليون ويليمس” الذي تربطه علاقات واسعة مع السودانيين فقد استرجع جوانب من ذكرياته في الخرطوم التي زارها عدة مرات، وقال “أنا هنا لأشارك في حملة “ساندوا السودان” وانا سعيد بأن أقف مع السودان،” وأعرب عن شكره لكل المؤسسات والهيئات التي أعلنت تعاونها مع السودان وساندت حملة منتدى الإعلام السوداني، وأضاف “نحن نعمل على أن نقف مع السودان لأنه في أمس الحاجة إلينا، لكنه أشار إلى أن هناك مشكلة تواجه العالم في وقفته مع السودان تتمثل في انقطاع الاتصالات.”

ليون ويليمس ذكر أن 95% من السودانيين معتمدين على تطبيق “بنكك” للحصول على التحويلات المالية، وفي حال انقطاع الاتصالات سيكون هناك مشكلة وفي مثل هذه الظروف ليس من السهل الحصول على المعلومات.

وتطرق ليون إلى بعض الأدوار المهمة التي لعبتها مؤسسة راديو دبنقا خلال فترة الحرب التي تمر بها السودان، مستدلاً بحادثة وقعت في منطقة أم دخن الحدودية مع دولة تشاد، حيث جاءت الحلول بفضل تغطية راديو دبنقا للحادثة، وأضاف “من هنا تنبع أهمية دعمنا للإعلام المستقل في السودان.”

كمال الصادق-رئيس تحرير راديو دبنقا

التفكير الجماعي

في ختام الفعالية تحدث رئيس تحرير راديو دبنقا كمال الصادق مؤكدا أن مستقبل الصحافة المستقلة في السودان يحتاج إلى العمل الجماعي لتوفير احتياجات الصحافة بمختلف منصاتها، وأضاف “في الوقت الراهن الذي تمر به بلادنا نحتاج لأن نعمل مع بعض ونفكر مع بعض في المستقبل لتكون لنا خارطة طريق للعمل الإعلامي المستقل، تابع “هذا مسار طويل لذلك يمثل منتدى الإعلام السوداني بداية هذا الطريق، فكلنا في هذا المنتدى نتفاكر في المستقبل ونرى مستقبل الإعلام وعلى هذا الأساس”