وفاة معلمين تحت التعذيب داخل معتقلات الجيش بالدلنج
صورة لزنزانة تم توليدها بالذكاء الاصطناعي
الدنلج: 18 ديسمبر 2025: راديو دبنقا
قالت لجنة المعلمين السودانيين،الاربعاء إن معلمين اثنين توفيا بعد تعرضهما للتعذيب أثناء احتجازهما لدى الاستخبارات العسكرية بمدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان. في وقت كشفت الاسرة لراديو دبنقا القصة الكاملة لماجدث بمعتقلات استحبارات باللواء (54) مشاه الدلنج
وذكرت اللجنة، في بيان ، أن الاستاذ (الإمام الضاي)، وهو معلم مرحلة ابتدائية بقرية الفرشاية، توفي متأثراً بما وصفته بتعذيب تعرّض له داخل معتقل تابع للاستخبارات العسكرية باللواء (54) مشاه. وأضافت أن زميله وابن عمه، المعلم ترتور الضاي، كان قد توفي في نوفمبر الماضي بعد احتجازه لدى الجهة نفسها وفي ظروف مماثلة.
وبحسب البيان، فقد جرى استدعاء المعلمين إلى إدارة التعليم بمدينة الدلنج بحجة استلام مستحقاتهما المالية، قبل أن يتم اعتقالهما فور وصولهما، دون أوامر قضائية أو توجيه تهم رسمية، أو عرض على جهة عدلية، وظلا رهن الاحتجاز لعدة أشهر.
وذكرت اللجنة في بيانها إن المعلمين تعرضا خلال فترة احتجازهما لسوء معاملة وتعذيب أدى إلى تدهور حالتهما الصحية ووفاتهما لاحقاً،
وطالبت بفتح تحقيق جنائي مستقل وشفاف ومحاسبة جميع المتورطين دون حصانات. مؤكدة أن ما جرى ليس حادثة معزولة، بل يأتي في سياق انتهاكات أوسع بحق المعلمين، وشددت على ضرورة مساءلة جميع المتورطين، بمن فيهم من أصدروا الأوامر أو نفذوها أو تستروا عليها.
من جانبها حمّلت أسرة المرحوم الأستاذ إمام الضاي ترتور، المعلم بمدرسة الفرشاية بولاية جنوب كردفان، استخبارات اللواء54 الدلنج المسؤولية الكاملة عن وفاته، التي وقعت متأثرًا بما وصفته الأسرة بـالتعذيب والتجويع اللذين تعرض لهما داخل المعتقل، وذلك بعد أشهر من الاحتجاز التعسفي.
ذهبا لصرف الراتب ولم يعودا
وتعود تفاصيل القضية بحسب إفادة أحد أقارب المرحوم في تسجيل خاص لراديو دبنقا – إلى أن الأستاذ إمام الضاي ترتور وزميله الأستاذ ترتور الضاي الضو تحركا بتاريخ 7 أبريل 2025م من منطقة الفرشاية إلى مدينة الدلنج، عقب تواصلهما مع زملائهما والجهات الرسمية بشأن صرف رواتبهما الشهرية.
وأوضح المتحدث أن المعلمين طالبا بتحويل رواتبهما عبر تطبيق “بنكك” التابع لبنك الخرطوم، إلا أن الجهات المعنية أصرت على صرف الاستحقاقات المالية بالحضور الشخصي، وطالبت المعلمين بالتوجه إلى مدينة الدلنج، التي تبعد نحو 20 كيلومترًا جنوبي الفرشاية، رغم المخاطر الأمنية التي يشهدها الطريق.
ضرب وتعذيب وتجويع
وبحسب الإفادة، تمكن المعلمان من الوصول إلى الدلنج، إلا أنهما فور وصولهما تعرّضا للاعتقال. وأضاف المتحدث أن السلطات كانت على علم مسبق بأن الأستاذ ترتور الضاي الضو يعاني من مرض السكري، ومع ذلك أمضى أكثر من سبعة أشهر داخل المعتقل دون تمكينه من تلقي أي علاج، فضلًا عن تعرضه وزميله لظروف احتجاز قاسية، شملت افتراش الأرض وسوء التغذية.
وأشار المتحدث إلى أن المعلمين تعرّضا لتعذيب وصفه بـ”المهين” داخل المعتقلات على يد جهاز الاستخبارات، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على تدهور حالتهما الصحية. ورغم المبادرات المتعددة التي أُطلقت للمطالبة بالإفراج عنهما، لم تستجب الاستخبارات لتلك النداءات، كما لم تُبدِ لجنة الأمن – التي يرأسها المدير التنفيذي – أي تفاعل مع هذه الجهود.
وأضاف أن الاستخبارات واصلت احتجازهما وتعذيبهما وتجويعهما، فقط لأنهما ينتميان إلى منطقة خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع أو قوات حكومة “تأسيس”، على حد تعبيره.
وبعد فترة طويلة من الاعتقال، قررت السلطات تحويل المعلمين إلى الشرطة تمهيدًا لتقديمهما للمحاكمة، غير أن القرار جاء متأخرًا، إذ توفي الأستاذ ترتور الضو الضاي في المستشفى متأثرًا بمضاعفات مرض السكري، إلى جانب التعذيب والتجويع الذي تعرض له داخل المعتقل. ولحق به لاحقًا الأستاذ إمام الضاي، الذي توفي في ديسمبر 2025م، متأثرًا بذات الظروف.


and then