وضع المخرج السوداني مهند بلال يحصد جائزة "الأفلام المؤثرة" في مهرجان( Films That Move )لعام 2025 بعمله القصير "آخر حِنّة" يضع معاناة النساء في صدارة السرد السينمائي: راديو دبنقا

أمستردام :كمبالا /5 ديسمبر 2025 : راديو دبنقا
وضع المخرج السوداني مهند بلال بعمله القصير “آخر حِنّة” معاناة النساء في صدارة السرد السينمائي، مستلهماً قصته من واقع الحرب التي اندلعت بالسودان منتصف أبريل
الفيلم الذي حصد جائزة “الأفلام المؤثرة” في مهرجان( Films That Move )لعام 2025، يقدم قراءة إنسانية لتجربة الفقد من زاوية امرأة تفقد زوجها في الساعات الأولى للحرب، في سرد يصور قسوة الحرب وقوة النساء في مواجهتها.
قال بلال في مقابلة مع راديو دبنقا إنه تلقى خبر فوز “آخر حنة” بالجائزة الشرفية بفرح كبير، معتبراً أن هذا التقدير يعكس وصول الفيلم إلى الجمهور وقدرته على تحريك مشاعرهم. وكشف أنه تولّى توزيع الفيلم بنفسه بعد تعذر التواصل مع شركة التوزيع، مؤكداً أن العمل سيواصل مشواره في مهرجانات جديدة خلال الفترة المقبلة.

قصة واقعية


أُنتج الفيلم في عام 2024 عقب خروج بلال من الخرطوم، وهو عمل مدته عشر دقائق يروي حكاية امرأة سودانية تقيم في دولة عربية وتتهيأ لعملية طفل أنابيب، قبل أن تتلقى خبر استشهاد زوجها الطيار في اليوم الأول للحرب.
يقول بلال في مقابلة مع (راديو دبنقا) إن القصة مستوحاة من واقعة حقيقية مع إجراء تعديلات سينمائية بسيطة، مؤكداً أنه يرى فيها مرآة لمعاناة نساء كثيرات فقدن أزواجهن أو اضطررن للنزوح القسري بحثاً عن الأمان.
ويضيف أن حرب منتصف أبريل ألقت بثقلها الأكبر على النساء، سواء بفقدان المعيل، أو التعرض لانتهاكات، أو خوض رحلة نزوح مرهقة من مناطق آمنة إلى مصائر مجهولة. ويؤكد أن الرسالة الأساسية للفيلم هي إبراز صمود المرأة السودانية رغم الألم والفقد والصدمة.
ويرى بلال أن تركيز الفيلم على موضوع الحرب والنساء كان من أبرز العوامل التي لفتت اهتمام لجان التحكيم، في وقت يشهد اهتماماً عالمياً متزايداً بقضايا النساء في مناطق النزاع. وبرغم محدودية الإمكانات، استطاع الفيلم أن يمضي بثبات نحو المهرجانات بفضل صدقه وملامسته للواقع.

تصوير في القاهرة وسط صدمة الحرب


واجه بلال صعوبات كبيرة خلال تصوير الفيلم في العاصمة المصرية القاهرة، بسبب الظروف النفسية واللوجستية التي صاحبت خروج السودانيين من مناطق القتال. ويشير إلى أن معظم طاقم العمل كان في حالة عدم استقرار نفسي نتيجة الصدمة والتروما، ما جعل عملية التصوير أكثر تعقيداً. ومع ذلك، شكّل الإصرار على إيصال القصة دافعاً أساسياً لإكمال العمل.

“سوف ننجو”… المشروع القادم


يعمل بلال حالياً على فيلم جديد بعنوان “سوف ننجو”، يصفه بأنه رحلة ذاتية تعكس مشاهداته الشخصية خلال الحرب. ويتوقع أن يشارك الفيلم في عدة مهرجانات عالمية نظراً لطابعه الإنساني.
وأشاد (ضيف دبنقا) بالحراك المتصاعد في السينما السودانية، مشيراً إلى أن عدداً من المخرجين الشباب وصلوا إلى العالمية في فترة وجيزة، وذكر منهم أمجد أبو العلى، محمد كردفاني، سنوبي، طلال عفيفي، راوية، سارة، وسوزان مرغني، مؤكداً أن إسهاماتهم أسهمت في إلهام جيل جديد من صناع الأفلام.
وفي ختام حديثه، شدد بلال في المقابلة مع راديو دبنقا على ضرورة تأسيس نقابة سينمائية قوية وتوفير دعم مالي وفني لصناعة الأفلام، باعتبارها إحدى أهم الوسائل لنقل حكايات السودانيين إلى العالم خاصة ان المنصات التلفزيونية لم تستطع أن تعكس التجربة السودانية بالشكل المطلوب.

Welcome

Install
×