عائشة حمد محمد مستشارة رئيس الوزراء السوداني الأسبق عبدالله حمدوك لشؤون النوع الاجتماعي والباحثة الرئيسية في مجال بناء السلام وإدماج المرأة : مصدر الصورة : راديو دبنقا

أمستردام :2 نوفمبر 2025 : راديو دبنقا

قالت عائشة حمد مستشارة رئيس الوزراء السوداني الأسبق عبدالله حمدوك لشؤون النوع الاجتماعي ، ان الحرب الجارية اليوم في السودان تُخاض على أجساد النساء حيث شهدت معدلات العنف الجنسي ارتفاعا وصل الى 288% خلال عام واحد فقط فيما يهدد العنف القائم علي النوع الاجتماعي نحو 12 مليون شخص في السودان
وقال عائشة وهي أيضا باحثة رئيسية في مجال بناء السلام وإدماج المرأة في مقابلة مع راديو دبنقا عبر برنامج بصراحة بث يوم الاحد قالت ان السلام الحقيقي والمطلوب في السودان ( يحتاج إلى عدالة انتقالية حقيقية تضع النساء في مراكز القرار وتعترف بمعاناتهن)
وأكدت ان المشاركة النسوية المطلوبة في عملية السلام تبدأ من مرحلة التصميم وصياغة القضايا وليس تمثيلاً شكلياً وشددب في هذا الخصوص على ضرورة( إدماج قضايا النساء بلغة حندرية وحساسة للنوع الاجتماعي بمشاركة بنسبة لا تقل عن 40% )
وقالت في المقابلة مع راديو دبنقا ان الوجود النسائي (محدود في مراكز صنع القرار داخل الأحزاب و القوى السياسية.) وطالبت بضرورة محاسبة مرتكبي الفظائع و الانتهاكات التي وقعت في الفاشر و بارا و تُوفير آليات فعّالة لحماية المدنيين
وشددت ( ان لا حل عسكري في هذه الجرب ، ولا سلام دون عدالة جندرية ، ومحاسبة على الانتهاكات ) وقالت ان المطلوب الان جبهة مدنية واسعة النطاق ، تضم كل المبادرات و المجموعات للمطالبة بوقف الحرب الان واحلال السلام

صراع على السلطة وأعمق من ذلك

تشير عائشة حمد ، المتخصصة في النوع الاجتماعي والتنمية ، وبناء السلام، لا سيما في بيئات ما بعد النزاع والمراحل الانتقالية في مستهل مقابلتها مع راديو دبنقا ، تشير إلى أن (الحرب في السودان صراع على السلطة والنفوذ بين قوتين عسكريتين، لكن جوهرها أعمق بكثير من مجرد التنافس على الحكم. ) وأوضحت ان هذه الحرب هي أيضا ( نتاج تراكمات بنيوية معقدة تتعلق بسوء إدارة الدولة وبالتوزيع غير العادل للسلطة والثروة. ) . و اوضجت أن غياب المشروع الوطني الجامع الذي يعبر عن تطلعات كل مكونات الشعب السوداني كان من الأسباب الرئيسية لاندلاع الحرب واستمرارها.

وأكدت ان فشل النخب السياسية والعسكرية تاريخياً في بناء دولة المواطنة القائمة على العدالة والمساواة ساهمت في تأجيج الأزمة . واوضحت أن ( هذا الفشل أدى إلى انقسامات جهوية وقبلية عميقة، وتحولت الولاءات من الدولة إلى المجموعات والعشائر، لكنها توضح أن الولاءات القبلية ليست سبباً أصيلاً في الحرب، بل نتيجة طبيعية لغياب الدولة الوطنية الحاضنة للجميع.)

(Photo: Amgad Abdelgadir / RD)

ساحة صراع بالوكالة

وفيما يتعلق بالموارد والثروات ودورها في استمرار الحرب، تجيب عائشة بأن هناك تنافساً واضحاً بين الأطراف المتحاربة على ثروات البلاد، خاصة الذهب والمعادن. وأوضحت ان اندلاع الحرب واستمرارها ( ارتبطا بتحول الموارد نفسها إلى أداة لتمويل الصراع… القوى المتصارعة تتسابق للسيطرة على مناطق التعدين، وتستخدم عائدات هذه الموارد في شراء السلاح وتمويل العمليات العسكرية، مما جعل الاقتصاد جزءاً من ماكينة الحرب.)

وأكدت عائشة أن تدخل العوامل الإقليمية والدولية في الصراع عمّقت الأزمة في السودان وأضافت في هذا الخصوص (هناك عدد من الفاعلين الإقليميين رأوا في الحرب فرصة لتوسيع نفوذهم وحماية مصالحهم الاستراتيجية في المنطقة، فقدموا دعماً سياسياً ولوجستياً وعسكرياً لأطراف النزاع. نتيجة لذلك، تحوّل السودان إلى ساحة صراع بالوكالة تتقاطع فيها المصالح الإقليمية والدولية، خصوصاً أن موقعه الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر جعل الصراع أكثر تعقيداً وتشابكاً.)

فارون من الحرب في شمال دارور :المصدر : وسائل التواصل الاجتماعي

مدى واقعية الحل العسكري

وفي ضوء هذه التعقيدات، تتحدث عائشة عن مدى واقعية الحل العسكري، مشيرة إلى أن فهم الأبعاد المتداخلة لهذه الحرب ( يوضح أنه لا يمكن أن يكون الحل عسكرياً، لأن هناك جملة من الأسباب الجذرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى اندلاعها.) وتؤكد عائشة على ضرورة التعامل مع هذه الأسباب وفهمها ( إذا كنا نسعى لإيجاد حلول حقيقية لوقف الحرب.)

الوضع الإنساني وانتهاكات النساء

تصف الوضع الإنساني في ظل استمرار الحرب بالانهيار الكامل في المنظومتين الأمنية والإنسانية، حيث يتعرض المدنيون، ولا سيما النساء والأطفال والفتيات، لأبشع أنواع الانتهاكات من قتل جماعي واغتصاب ونزوح قسري، في ظل غياب شبه تام للخدمات الصحية. وتشير إلى أن الأمم المتحدة وصفت الوضع الإنساني في السودان بأنه الأسوأ عالمياً من حيث عدد النازحين، وغالبية هؤلاء من النساء والأطفال.

الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان حميدتي – أرشيف

وتوضح عائشة في المقابلة مع راديو دبنقا ، أن هذه الحرب تُخاض على أجساد النساء، فمنذ اندلاعها تغيّرت حياة الملايين جذرياً، وبلغت الانتهاكات مستويات كارثية، تمثلت في موجات من العنف الجنسي والتهجير القسري وفقدان المعيل والحرمان من الرعاية الصحية والتعليم. وتضيف أن النساء في مناطق النزوح يتعرضن لمستويات غير مسبوقة من العنف الجنسي والاغتصاب، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو 12 مليون شخص في السودان مهددون بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.

ارتفاع حالات العنف الجنسي بنسبة 288%

وتؤكد أن تدمير المستشفيات وتعطل خدمات الصحة الإنجابية والنفسية قاد إلى آثار خطيرة على حياة النساء والأمهات، ما اضطر العديد منهن إلى العودة إلى أساليب الولادة التقليدية بسبب غياب خدمات الرعاية الصحية الحديثة وتعطل البنية التحتية.

وتشير إلى أن تقرير بعثة تقصي الحقائق في السودان الصادر مؤخراً أظهر ارتفاع حالات العنف الجنسي بنسبة 288% خلال الفترة من ديسمبر 2023 إلى عام 2024، وقبل الأحداث الأخيرة في الفاشر وبارا ، مع احتمال أن تكون الأعداد اللاحقة أكبر بكثير. وتوضح أن التوثيق لا يشمل أكثر من 20% من الحالات الفعلية بسبب الوصمة الاجتماعية والخوف وانعدام الأمان.

صورة تبين إحدى المطابخ بمراكز الإيواء في إقليم دارفور ـ المصدر ـ مواقع التواصل الاجتماعي


دور النساء منذ اندلاع الحرب

وبشان جهود النساء منذ اليوم الأول للحرب، تسلط عائشة الضوء على مشاركتهن في حملات إيقاف الصراع، وتنظيم إيواء المتضررين، وتوفير الغذاء، وتضيف في المقابلة مع راديو دبنقا أن معظم العاملين في لجان الطوارئ والمطابخ والمبادرات المجتمعية هم من النساء، بالإضافة إلى إدارة المبادرات المتعلقة بالمناصرة والتوثيق محلياً ودولياً.

تمثيل شكلي للنساء في عمليات السلام

وأثارت في المقابلة نقطة مهمة حول معاناة النساء من الإقصاء من العمليات السياسية وعمليات السلام في السودان ، رغم تحسن مشاركتهن في سلام دارفور، وتؤكد عائشة في هذا الخصوص علي ضرورة وجود تمثيل حقيقي للنساء في عمليات السلام منذ مرحلة تصميم المباحثات وتصميم القضايا والمواضيع التي ستناقش، لضمان إدماج قضاياهن بلغة جندرية وحساسة للنوع الاجتماعي، وليس مجرد تمثيل شكلي بنسبة 25%، بل على الأقل 40%.

صورة نشرها مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط على حسابه الرسمي له على منصة اكس ويظهر في الصورة هو وممثلي دول الرباعية السعودية ومصر والامارات بواشنطن – السبت 25 أكتوبر 2025

تقييم الرباعية ومسار السلام

وحول مبادرة الرباعية الدولية لسلام السودان بقيادة أمريكا والسعودية ومصر والامارات تري أن مبادرة دول الرباعية تواجه اليوم تحديات، وقالت قي هذا الخصوص (هناك تعنت واضح من الجيش، وغياب مشاركة المدنيين والمجموعات النسوية في وقف إطلاق النار) وتضيف: ( لا يمكن التأكيد ما إذا كانت المبادرة ستمضي في مسارها أم لا، لكن حتى لو تقدمت، لدى المجموعات النسوية رؤيتها للسلام وسردياتها الخاصة يالسلام وكيف يكون .)

واكد عائشة في المقابلة مع راديو دبنقا أن السلام الحقيقي ( لا يتحقق دون مشاركة النساء بشكل فعلي، مع تضمين قضاياهن منذ البداية، ودمجهن في كافة مستويات التفاوض وصنع القرار،.. لأن أي سلام لا يستوعب قضايا كل المجموعات سيكون ناقصاً وهشاً.) وجددت عائشة التأكيد مرة اخري علي ضرورة (مشاركة النساء مشاركة حقيقية ، تبدأ من مرحلة التصميم: تصميم المباحثات، تصميم القضايا، وتصميم المواضيع التي ستناقش في الملفات، وأن يكن متواجدات منذ البداية لضمان عرض قضايا النساء بلغة جندرية حساسة للنوع الاجتماعي، ) وتابعت قائلة ( يجب أن يكون لهن صوت مسموع ،وأن تكون مشاركتهن على الأقل بنسبة 40%.)

وأشارت عائشة في المقابلة مع راديو دبنقا للواقع الحالي المحيط بمبادرة دول الرباعية وقالت أن ( الواقع الحالي في الرباعية يتركز على طرفي الحرب فقط، مع غياب واضح لمشاركة المدنيين والمجموعات النسوية في وقف إطلاق النار، ) وتقول في هذا الخصوص : أن النساء ( بحاجة لتجهيز أنفسهن بخطط واضحة لكيفية المشاركة وامتلاك العملية السياسية، من العون الإنساني إلى الحوار السياسي، لضمان مشاركة فعالة في كل مراحل العملية.)

عدالة انتقالية تضع النساء بمراكز القرار وتعترف بمعاناتهن

وتؤكد الباحثة في بناء السلام وإدماج المرأة على ضرورة (منح الرباعية، السيدات ، مساحة لرؤية واضحة كمجتمع نسوي ، ومدني، وعدم فرض إجراءات او حلول جاهزة عليهن،) وأضافت ( إنشاء مسار سياسي شامل يضم النساء والمجتمع المدني كأطراف فاعلة في بناء السلام أمر ضروري، بمشاركة كل الفئات، الشباب، النساء، والمجتمع المدني لضمان أن تكون العملية شاملة وفعالة.)

وتوضح عائشة أن السلام الحقيقي ( لا يتحقق باتفاقيات شكلية فقط، بل يحتاج إلى عدالة انتقالية حقيقية تضع النساء في مراكز القرار وتعترف بمعاناتهن لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع،) وتضيف قائلة : ( قبل الحرب كان هناك بعض التقدم في حقوق النساء خلال الفترة الانتقالية، لكن النساء كنّ يعانين خلال فترات الدكتاتوريات ويقاومن بوسائلهن الخاصة، ) . وأكدت أن قضية عدم العدالة النوعية في السودان لها جذور تاريخية، وأن النساء بحاجة لمعالجتها، وكذلك لمكافحة العقلية الذكورية السائدة.

وحول ماهو مطلوب اليوم طالبت عائشة بتشكيل جبهة نسوية شاملة تضم كل المجموعات والمبادرات النسوية التي تطالب بإيقاف الحرب والمشاركة في بناء السودان، كما طالبت يضرورة دمج النساء في كل مستويات التفاوض وصنع القرار، وربط السلام بالعدالة الانتقالية والعدالة الجندرية، وضمان تمثيل النساء في أي عملية سياسية بنسبة لا تقل عن 40%.

العاملات في الخطوط الأمامية في منظمة تقودها نساء تعمل على مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الطفل في السودان (الصورة: اليونيسف / تيس إنغرام)

حالات انتحار وغياب للدعم النفسي

وتحذر المتخصصة في مجال النوع الاجتماعي من أن التعوّد على العنف، والاغتصاب، والعنف الممنهج الممارس ضد النساء أصبح من أخطر نتائج الحرب، وتؤكد أن هذا التكرار جعل المجتمع يتعايش مع هذه الأوضاع، مما أدى إلى تدهور كبير في حقوق النساء وقضاياهن. وتضيف ( هناك فتيات انتحرن، وكل يوم تحدث حالات انتحار جديدة لأنهن غير قادرات على الإبلاغ أو الوصول إلى دعم نفسي مناسب.) مشيرة إلى أن هذه من أصعب وأكبر التحديات التي تواجهها المجموعات نسوية والناشطات في مجال حقوق النساء،( إذ لا يمكن تلبية كل احتياجات النساء المتضررات.)

تحديات مؤلمة وقاسية

وتري عائشة (إن تُقدم شابة على الانتحار ، لأنها لم تجد دعمًا نفسيًا ،أو رعاية صحية، أو لأنها عانت من وصمة اجتماعية، أمر محزن للغاية في هذه الحرب. )وتشير هنا إلى جانب آخر من المشكلة، ( وهو أن المجتمع نفسه أصبح تركيزه الأساسي منصباً على البقاء، مثل تأمين الطعام للأسرة.) وأضافت ( عندما تقول فتاة إنها تعرضت لعنف أو اغتصاب، قد لا تلتفت الأسرة ، التي تكافح لتأمين لقمة العيش إلى قضيتها، لأن احتياجاتها الأساسية ، طغت على كل شيء.)
وأوضحت عائشة أن المجتمع السوداني، والنساء بشكل خاص، يواجهون اليوم تحديات قاسية ( اختلطت فيها مآسي العنف القائم على النوع الاجتماعي مع الجوع والمجاعة، فصارت الأولويات معكوسة.) واعتبرت أن هذا الواقع ( مؤلم وصادم للنساء المطالبات بحقوقهن، لأنه يُظهر إلى أي مدى أصبحت معاناة النساء هامشية وسط صراع البقاء.)

تأثير خطاب الكراهية على النساء

وبشان خطاب الكراهية، تشير عائشة إلى أنه من أخطر التداعيات الاجتماعية، إذ أصبحت النساء مستهدفات بهذا الخطاب، وأوضحت انه والي جانب التهجير حدثت حالات اختطاف، وأضافت : (وعندما ظهرت هذه الوقائع في الإعلام كان هناك من يبررها ويعتقد أن الفتيات “يستحقن” ما جرى لهن، وهو أمر مؤلم للغاية.) وتقول ان (الإعلام لعب دورًا سلبيا في ترسيخ خطاب الكراهية ضد الناشطات، من خلال تصويرهن على أنهن ينتمين إلى إثنيات معينة أو أنهن متعاونات مع أطراف محددة، مما زاد من تعرضهن للعنف والوصم الاجتماعي.) وتري عائشة أن خطاب الكراهية ( ترك أثرًا بالغًا على النساء سواء من حيث استهدافهن الجسدي أو المعنوي.) وزادت قائلة : ( لكي نتفادى آثار هذه الخطابات، من الضروري العمل على رفع الوعي وبناء السلام المحلي بين المجموعات، وتكريس الجهود لاحترام حقوق الإنسان ، دون تمييز على أساس النوع ، أو القبيلة، أو الإثنية.) وتضيف أن مواجهة خطاب الكراهية ونبذه أمر ضروري، فالسلام يبدأ من طريقة حديثنا وتقبلنا للآخر.

اطفال فارون من الفاشر : وسائل التواصل الاجتماعي

النساء داخل الأحزاب والقوي السياسية

وفي تقييمها لدور ومكانة النساء داخل الأحزاب والقوى السياسية في السودان، توضح عائشة أن ( القوى السياسية نفسها ، تضم نساء ،ومجموعات نسوية داخل الأحزاب، لكن المشكلة أن النساء لا يتولين المناصب العليا ، أو مواقع اتخاذ القرار داخل هذه الأحزاب.) واضافت ( إذا نظرنا إلى القوى السياسية، سنجد أن هناك وجوداً نسائياً، لكنه محدود جداً في المستويات العليا.) وتشدد عائشة في هذا الخصوص على ضرورة ( أن تمثل الأحزاب السياسية النساء في هياكلها تمثيلاً عادلاً، بنسبة لا يقل عن 40%، وأن تكون النساء في المواقع القيادية ومراكز اتخاذ القرار، كما يجب تمثيلهن أيضاً في العمليات السياسية.)

الانتهاكات في الفاشر وبارا

وحول على الانتهاكات الفظيعة التي حدثت مؤخراً في الفاشر وبارا، اكدت عائشة في المقابلة مع راديو دبنقا أن مجموعة من المنصات النسوية، بما في ذلك منصتها “نساء سلام السودان”، أصدرت بيانات تندد بهذه الانتهاكات التي طالت المدنيين، وطالبت بمساءلة المسؤولين عنها.كما طالبت عائشة بتوفير آليات فعّالة لحماية المدنيين، خصوصاً النساء والفتيات والأطفال، في كل أنحاء السودان، وفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، ودعم المجموعات المحلية التي تعمل في المناطق المتضررة مثل طويلة وبالقرب من بارا لتوفير الدعم الصحي والنفسي والمأوى والغذاء. ووصفت هذه الانتهاكات التي وقعت في الفاشر بانها كبيرة وخطيرة، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بتحقيق العدالة بمناصرة جهود حماية المدنيين.

السلام لا يتحقق عسكرياً

وفي ظل استمرار الحرب، ترى عائشة في المقابلة مع راديو دبنقا أن ( السلام لا يمكن أن يتحقق عبر الحل العسكري، وأي محاولة لفرض الحسم بالقوة لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدماء، كما ظهر خلال العامين الماضيين.) وطالبت بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية، مؤكدة أنه لا يمكن أن يتحقق سلام حقيقي إلا عبر الحوار الشامل الذي يجمع كل الأطراف لمعالجة القضايا الأساسية.

دعوة لتشكيل جبهة مدنية

وتختم عائشة حديثها بالتأكيد على أن الكلمة الأخيرة تكمن في ضرورة تشكيل جبهة مدنية تضم كل المبادرات والمجموعات المطالبة بوقف الحرب، وأضافت (نحن نفقد بلدنا يوماً بعد يوم ، وهذا يتطلب منا جميعا ، التحرك بجدية ومسؤولية كمجتمع مدني ونساء وشباب، وكل من يريد مصلحة السودان) وشددت ( الوقت حان للعمل معاً لوقف التصعيد والحفاظ على ما تبقى من وطننا.)

ام تجلس أمام جثة طفلتها هاجر إسحاق عمرها عشر سنوات توفيت نتيجة الجوع والعطش أثناء خروجهم من داخل الفاشر باحثين عن مخرج لارواحهم في الطريق الى منطقة طويلة بشمال دارفور : وسائل التواصل الاجتماعي

Welcome

Install
×