(مع الجمهور): السودانيون بين الشك والأمل والتفاعل مع مبادرة الرباعية

Cartoon of Radio Dabanga interview
الخرطوم: 21 اكتوبر 2025: راديو دبنقا
أثار سؤال طرحه راديو دبنقا على صفحاته في منصات فيسبوك واكس حول فرص نجاح مبادرة دول الرباعية في تحقيق السلام في السودان، موجة واسعة من التفاعل والنقاش بين المتابعين، عكست حالة من الانقسام الواضح بين من يرون في المبادرة بارقة أمل لإنهاء الحرب، وآخرين يشككون في نوايا الأطراف الإقليمية ويعتبرونها امتداداً لصراع المصالح الخارجية في البلاد، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب في البلاد. وتعود مبادرة دول الرباعية إلى جهود تقودها كل من الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات لإعادة أطراف الصراع في السودان إلى طاولة التفاوض.
حصيلة التفاعلات
نشر السؤال في دبنقا على منصتي فيسبوك واكس بتاريخ 18 اكتوبر 2025م. حيث حصدت صفحة فيسبوك مشاهداته بلغت 27,459 وعدد 173 تعليقاً و166 اعجاباً اضافة الى 3 مشاركات. وفي صيغة الاستبيان تفاعل 76% بنعم و 21% بلا و 3% صوتوا بـ (لم أكون رأيا) وبلغ عدد المصوتين 101 شخصاً. اما في صفحة دبنقا على منصة اكس فقط تفاعل مع السؤال حوالي 507 شخص 54% منهم اجابوا بنعم و44% بلا، بينما اختار 2% من المتفاعلين خيار (لم اكون رأيا). واكثر المعلقين على السؤال هم من السودان بنسبة 77% تلتها السعودية بحوالي 6% والبقية من ليبيا ومصر وجنوب السودان وتشاد.
هذه التفاعلات مع السؤال أبرزت خمس اتجاهات رئيسية يمكن من خلالها قراءة المزاج العام حيال المبادرة.
تشكيك في نجاح المبادرة
وفقا لتحليل نتيجة تعليقات أصدقاء صفحة دبنقا على فيسبوك فان حوالي 58% من المتفاعلين استبعدوا نجاح المبادرة، معتبرين أن وجود الإمارات ضمن المجموعة يمثل العقبة الكبرى أمام أي اتفاق سلام. وربط كثيرون موقفهم باتهامات متكررة لأبوظبي بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الجارية. وكتب أحد المعلقين: “طالما الإمارات ضمن الرباعية أبشركم بفشلها”، فيما رأى آخر أن “أي مبادرة فيها الامارات هي مبادرة مشبوهة”. آخرون حمّلوا مصر مسؤولية تعقيد ملف الأزمة في السودان واتهموها بالسعي لحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية في البلاد، مؤكدين أن الرباعية تخدم أجندات خارجية أكثر مما تهتم بوقف الحرب.

دعوات لاغتنام الفرصة
في المقابل، أبدى 14% من المعلقين تفاؤلاً حذراً بإمكانية نجاح الجهود الدولية، إذا توفرت الإرادة السياسية والنيات الصادقة. وقالت إحدى المتابعات: “الرباعية ستنجح بإذن الله ويعم السلام في ربوع السودان”، بينما رأى آخر أن العمل على إنجاح المبادرة هو الخيار الوحيد المتاح امام السودانيين في ظل تعقيدات الأزمة الراهنة.
https://www.facebook.com/share/p/1CWL5bnCHk
نحاج وفقا لشروط
18% من المشاركين في الاستطلاع ربطوا نجاح المبادرة بجملة من الشروط والمطالب المسبقة، أبرزها: استبعاد الإمارات من الوساطة، دمج جميع القوات المسلحة في جيش وطني موحد، تسليم قادة “المليشيات” ومحاكمتهم، وضمانات دولية حقيقية لتنفيذ أي اتفاق. ولخص أحد المعلقين ذلك بقوله: “ممكن تنجح إذا خرجت الإمارات وقبل الجنجويد بشروط الجيش”.
في حين اعتبر 7% من المتفاعلين أن الحل لن يأتي من الخارج، داعين إلى مبادرة سودانية خالصة تقوم على العفو والمصالحة وقبول الآخر. وكتب أحدهم: المبادرة الوطنية الأهلية أولى بالنجاح لأنها نابعة من الداخل، أما الرباعية فستنتج تسوية مادية ومقاعد سياسية. بينما علق 3% من المتفاعلين بعبارة “بل بس” وترى هذه الفئة أن السلام لا يمكن أن يتحقق عبر التفاوض، وأن الحل في القضاء على قوات الدعم السريع عسكرياً أو تعلن استسلامها التام.
https://www.facebook.com/share/p/1Dk2LTg3fn
مطالب لانجاح المبادرة
من خلال تحليل محتوى تفاعلات جمهور راديو دبنقا في فيسبوك، تتلخيص أكثر المطالب تكراراً في تعليقات المتابعين في إخراج الإمارات من مبادرة الرباعية، تفكيك قوات الدعم السريع ومحاسبة قادتها، اضافة الى دمج الجيوش تحت قيادة وطنية موحدة، فرض ضمانات دولية لتنفيذ أي اتفاق ودعم حل وطني داخلي يعبر عن إرادة السودانيين.
وتظهر هذه التفاعلات أن الثقة في المبادرات الإقليمية والدولية محدودة، وأن رأي المشاركين بات أكثر ميلًا للحلول المحلية والعدالة قبل التسوية السياسية. ورغم أن بعض الأصوات أبدت تفاؤلًا مشروطًا، فإن الغالبية العظمى ربطت فشل أو نجاح أي مبادرة بمدى نزاهة الأطراف المشاركة فيها. وبين تفاؤل حذر وتشكيك واسع، يبدو أن المواطن السوداني سيظل مكتوف الأيدي، تزداد معاناته تحت نار حرب ضروس؛ تتفاقم فيها المعاناة الإنسانية. ويرى مراقبون أن تعثر المسارات السياسية وغياب ضغط دولي حاسم جعل المدنيين يدفعون الثمن الأكبر للحرب.
