محللون يستبعدون مناقشة ملفات استراتيجية خلال زيارة كامل إدريس إلى أسمرا

وزير الخارجية الارتري يستقبل رئيس الوزراء السوداني في العاصمة الإرترية أسمرا- 9 اكتوبر 2025-وزارة الإعلام الإرترية
بورتسودان: 9 اكتوبر 2025:راديو دبنقا
وصل رئيس الوزراء الدكتور كامل ادريس إلى العاصمة الإرترية أسمرا في زيارة تستغرق يومين يرافقه وزيري الخارجية والثقافة والإعلام بجانب الممثل الخاص لرئيس الوزراء وكان في استقباله رئيس الوزراء الإرترية عثمان صالح .
وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس منذ تعيينه رئيسا للوزراء، وتأتي هذه الزيارة بعد زيارته لكل من مصر والسعودية بجانب مشاركته في اجتماعات الدورة الثمانين لمجلس حقوق الإنسان.
وأشارت وكالة السودان للأنباء إلى:” عمق العلاقات السودانية الإريترية وتميزها على كافة الأصعدة، فضلاً عن موقف إريتريا، حكومة وشعباً، المساند والداعم للسودان وأمنه واستقراره”.
وقالت إن الزيارة لاسمرا فرصة لبحث آفاق التعاون المشترك وترتيب وتعزيز اواصر العلاقة القوية بين شعبي البلدين في المجالات كافة.
وقال وزير الإعلام الإرتري يماني قبرمسقل في تدوينة على منصة إكس إنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الدكتور كامل والوفد المرافق له بالرئيس الإرتري أسياس أفورقي لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية، وتطورات الصراع في السودان، وغيرها من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك.

شواغل أمنية
تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات بين ارتريا واثيوبيا توترا وتصعيدا وصلت إلى شكاوى إلى الأمم المتحدة، حيث ظلت اثيوبيا تبدي رغبتها في الحصول على منفذ بحري وتتهم جارتها بتأجيج حدة التوتر . كما تتصاعد حدة الاتهامات المصرية لإثيوبيا بأنها السبب في الفيضانات التي شهدها السودان مؤخراً بسبب تشييدها سد النهضة وعدم قدرتها على التحكم فيه.
وتواصل عدد من الحركات المسلحة تدريب قواتها داخل الأراضي الإرترية وسط تململ صامت من قبل الاستخبارات العسكرية التي تتبع للقوات المسلحة والضغط على بعض الحركات بالعودة إلى السودان واستكمال تدريبها وانخراطها في العمليات العسكرية الحالية أسوة بالقوات المساندة الأخرى. كما أن ملف تجارة الحدود والوضع الأمني على الملف الحدودي الذي يربط بين السودان واثيوبيا وارتريا أحد الشواغل الأمنية بين البلدين
وظل الرئيس الإرتري اسياس افورقي يستقبل الوفود الأهلية والسياسية السودانية بصورة مستمرة.
ولكن يستبعد محللون سياسيون أن تتضمن الزيارة مناقشة أي ملفات أمنية أو استراتيجية.
زيارة بروتوكولية
يرى الصحفي والمحلل السياسي خالد أحمد طه في حديث لراديو دبنقا أن الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس إلى العاصمة الإرترية أسمرا، تحمل طابعا بروتوكوليا أكثر من كونها تحركا سياسيا فعّالا.
ويضيف :” على على الرغم من الحديث الرسمي عن تعزيز التعاون الثنائي وبحث ملفات التجارة والطاقة والثقافة، إلا أن الواقع يشير إلى أن العلاقات بين الخرطوم وأسمرا تُدار فعليا عبر المجلس السيادي وقيادة الجيش السوداني برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وليس من خلال الحكومة التنفيذية الحالية”.
ويتابع قائلاً : “بناءً على ذلك، يمكن القول إن هذه الزيارة تمثل محاولة لإظهار الحراك الدبلوماسي للحكومة أكثر من كونها خطوة تفاوضية مؤثرة في الملفات المشتركة بين البلدين”.
كما أن مشاركة وزير الإعلام والثقافة والسياحة خالد الإعيسر، المعروف بعلاقاته الجيدة مع الجانب الإرتري، تضفي على الزيارة بعدا ثقافيا وشخصيا قد يسهّل التواصل ويمنحها طابعا وديا دون نتائج سياسية كبيرة متوقعة.
ويختم المحلل السياسي خالد أحمد طه قائلا :”بصورة عامة، تبدو الزيارة أقرب إلى رسالة حسن نية وعلاقات عامة، في وقت تبقى فيه الملفات الاستراتيجية والأمنية بين البلدين مرتبطة بمستوى السيادة والعلاقات العسكرية لا بالحكومة التنفيذية”.