تحالف مزارعي الجزيرة يطالب بإعفاء المزارعين من الرسوم ودعم الموسم الشتوي

جانب من مشروع الجزيرة الزراعي - المصدر وكالة السودان للانباء


مدني: 1 أكتوبر2025م: راديو دبنقا
تقرير سليمان سري
دعا تحالف مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل، الدولة بضرورة التدخل العاجل، وإعفاء المزارعين من الرسوم الزراعية التي تثقل كاهلهم واعتبارهذا العام استثنائياً. لكونهم دخلوا هذا الموسم دون تحضير كما دعوا طالبوا بدعم الموسم الشتوي بتوفير مدخلات الانتاج الزراعي.

وقال المتحدث الرسمي باسم تحالف مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل، عابدين برقاوي
في حديثه لـ “راديو دبنقا”: إنهم يناشدون الدولة في كآفة مستوياتها ابتداءً من رئيس مجلس السيادة ورئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة ومحافظ مشروع الجزيرة، لدعم المزارع لإزالة الطمي والحشائش من الترع حتى يصل المزارع إلى مرحلة الحصاد، والاستعداد للموسم الشتوي وتوفير مدخلات الإنتاج الزراعي من وقود وتقاوى وأسمدة.

“لازم نزرع”:


وعزا مطالبتهم الدولة لإعفاء المزارعين من الرسوم الزراعية، إلى إنَّ المزارع دخل هذا الموسم معدماً تماماً، خاصة وأن هذا الموسم جاء في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على الولاية لمدة عامين متتاليين.

واضاف أن المزارع حُرم خلال العامين الماضيين من الزراعة وتعرضت محاصيله وأبقاره وأغنامه للنهب، كما تعرض الكثير من المزارعين “للتهجيرالقسري”. مشيراً إلى أن الذين تمكنوا من الزراعة مُنعوا من الوصول إلى مزارعهم وحواشاتهم، ما جعل المزارع أقرب إلى الجوع مع القهر الشديد.

وأشار برقاوي إلى أنه بعد دخول الجيش إلى الجزيرة وتحريرها، رفع تحالف مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل شعار “لازم نزرع”، إلا أن المزارعون دخلوا هذا الموسم دون أي تحضير، بسبب ارتفاع أسعار الوقود التي لم يستطع إلا القليل منهم الحصول عليها، فضلاً عن انعدام الأسمدة أو بيعها بأسعار خيالية، مشيراً إلى أن سعر جوال اليوريا من 30 ألف ارتفع إلى 150 ألف جنيه. وانتقد غياب الدولة عن تقديم أي دعم للمزارع، فيما أحجمت البنوك عن التمويل.

انسداد قنوات الري:


وأوضح المتحدث الرسمي بإسم تحالف مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل عابدين برقاوي، أن قنوات الري لم تُنظف من الطمي والحشائش خلال فترة الحرب، وحتى بعد انتهائها ظل الحال كما هو، مما صعّب وصول المياه إلى الحقول.

وأضاف أن بعض المزارعين اضطروا للتنازل عن 20% من مساحتهم لأصحاب المال والجرارات لتنظيف القنوات، رغم أن هذه المسؤولية تقع على عاتق إدارة الري، لكن المزارع هو من تكفل بها.

وأكد برقاوي أنه رغم كل هذه المعوقات والتقصير، إلا أن الموسم كان ناجحاً بفضل الله، نتيجة هطول أمطار متوازنة سدت العجز في الري وقللت حاجة المزارع لسماد اليوريا.

لكنه انتقد الإدارة التي وصفها بالمقصرة، قائلاً إنها “وسط كل هذا الإهمال فرضت رسوماً خرافية بلغت 25 ألف جنيه على الفدان، وهو مبلغ كبير جداً”.

حل اتحاد المزارعين:


ولفت المتحدث الرسمي بإسم تحالف مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل عابدين برقاوي، إلى أن المزارعين يفتقدون اليوم لأي جسم يدافع عنهم، بعد حل وإلغاء اتحاد المزارعين واستبداله بجمعيات الإنتاج الزراعي والحيواني، التي انتهت فترة صلاحيتها، وحتى حين كانت قائمة لم تكن أجساماً نقابية بل مؤسسات خدمية، مهمتها جلب الدعم للمزارع لا الدفاع عن حقوقه. مشدداً على أن غياب اتحاد المزارعين جعل القرارات تُفرض على المزارعين دون أي سند منطقي أو جهة تمثلهم.

وقال برقاوي أنه في آخر اجتماع قبل سقوط نظام الإنقاذ، اعترف محافظ مشروع الجزيرة أن عدد موظفيه قليل جداً مؤكداً أن المزارع في العروة الصيفية وحدها، إذا زرع 650 ألف فدان، يمكن أن يحقق عائداً يبلغ 4 مليارات و550 مليون جنيه، من محصول واحد غير الفول والعدسية والجنين وغيرها.

وأوضح أن العوائد الكلية للمحاصيل قد تصل إلى عشرة مليارات جنيه بالجديد، أي ما يعادل عشرة تريليونات بالقديم، وهو رقم ضخم جداً يتحقق رغم الإهمال، وغياب دور الدولة، وانعدام الرعاية، في وقت يضطلع فيه المزارع بكل الأعباء، بينما تنشط الإدارة فقط في فترة تحصيل الرسوم، حتى أن المرشد الزراعي ترك وظيفته وصار “جابياً للرسوم”.

السماح بقيام تكوين نقابي:


وأكد برقاوي أهمية السماح بقيام تكوين نقابي مستقل يدافع عن حقوق المزارعين، موضحاً أن غياب مثل هذا الجسم يجعل القرارات تفرض على المزارع دون نقاش أو حماية.

كما طالب الدولة بالالتفات لمشروع الجزيرة، الذي قال بأنه يمكن بقليل من الاهتمام أن يستعيد دوره الحيوي، حيث كان يرفد الخزينة العامة سابقاً بأكثر من 70% من العملة الصعبة من محصول واحد هو القطن.

وتوقع برقاوي إلى أن دخول محاصيل جديدة مثل فول الصويا وغيره من المحاصيل المخصصة للصادر يعزز من إمكانيات المشروع ويضاعف عوائده.

واشار إلى هنالك أسراب من الطيور مهددة للمحاصيل وتم إبلاغ الإدارة لكنه قال إنهم تلقوا معلومات عن أن الإدارة تعاقدت مع شركة لمكافحة هذه الطيور وعبر عن أمله في أن تكون هذه المعلومات حقيقية، مشيراً إلى أن هذه الطيور بهذا الحجم الكبير سيكون تأثيرها سلبي جدا على الزراعة ويمكن أن تؤدي لخروج المزارع صفر اليدين من الموسم.

من جهة أخرى أطلق برقاوي نداءً عاجلاً للدولة في مستوياتها ووزير الصحة والمنظمات الصحية للتدخل العاجل لوقف التردي المريع في الخدمات الصحية في ولاية الجزيرة وانتشار الباعوض والإصابات بحمى الضنك والملاريات، وقلة المحاليل والأدوية والمبيدات لتلك الأنواع القاتلة للباعوض الغريب بالنسبة لهم في ولاية الجزيرة. وعبر راديو دبنقا عسى أن نجد أذن صاغية لتقدم الخدمات اللازمة للأهالي في ولاية الجزيرة.

Welcome

Install
×