مواطنون: الظروف الإنسانية والأمنية لا تزال غير مواتية لعودة السكان للخرطوم

(ارشيف) مباني سكنية تعرضت للدمار من الرصاص والمعارك بمنطقة ود نوباوي وسط - أمدرمان القديمة

الخرطوم: 4 ديسمبر 2025: راديو دبنقا
حذّر مواطنون من ولاية الخرطوم، من أن الظروف الإنسانية والأمنية في الولاية لا تزال غير مناسبة لعودة المواطنين، رغم الحملات الإعلامية التي تروّج لاستقرار الأوضاع وعودة الحياة إلى طبيعتها. مشيرين الى إن الواقع على الأرض يناقض تماماً هذه الصورة، في ظل استمرار التدهور الأمني والإنساني والخدمي.

وأوضحت الناشطة حنان احمد الجعلي محمد من الخرطوم لـراديو دبنقا، أن انعدام الأمن الغذائي أجبر العديد من الأسر على اتخاذ تدابير صعبة للبقاء، مثل عمالة الأطفال، الزواج المبكر، التسول، الأعمال اليومية غير المستقرة، إضافة إلى بيع الممتلكات المنزلية والاعتماد على التحويلات الخارجية. وأشارت إلى أن غالبية الأسر تعيلها نساء، مع ارتفاع ملحوظ في نسبة تزويج القاصرات لتخفيف الأعباء الاقتصادية.

وذكرت خنان أن الوضع في محلية شرق النيل أسوأ من غيرها لاعتماد السكان على مياه الآبار، في ظل غياب الخدمات الأساسية. كما أكدت أن قرار العودة للعاصمة مكلف ماديًا ومعنويًا، خصوصًا مع استمرار الدمار وغياب الخدمات الحيوية.

ولفتت حنان إلى أن عودة المؤسسات الحكومية لم تؤد إلى تحسن حقيقي، إذ إن العديد من الموظفين إما خارج السودان أو موزعون على ولايات أخرى، ما يجعل إعادة تشغيل المرافق أمراً صعباً. وأضافت أن استمرار وجود الحكومة الإدارية في بورتسودان يعكس عدم جاهزية الخرطوم بعد. وأوضحت أن معظم المراكز الصحية الحكومية خارج الخدمة، فيما تعمل المرافق المتبقية بكفاءة ضعيفة نتيجة هجرة الكوادر الطبية. كما تعاني العاصمة من ارتفاع حاد في أسعار السلع والخدمات، مما يزيد من صعوبة المعيشة.

وأشار ت حنان إلى استمرار انتشار السلاح وارتفاع حالات النهب المسلح بواسطة مجموعات متفلتة ترتدي زياً عسكرياً، مبينةً أن الأمن يتركز نسبياً في محلية كرري أكثر من غيرها، بينما تواجه بقية المحليات فراغاً أمنياً كبيراً. وكشفت أن عدداً من الأسر التي حاولت العودة إلى الخرطوم اضطرت للنزوح مجدداً بعد مواجهتها تحديات معيشية وأمنية، ما يؤكد أن الوقت لا يزال مبكراً للعودة.

وأوضحت حنان الجعلي أن المنظمات الإنسانية تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ المسوحات والزيارات الميدانية، بسبب غياب السكان عن أحيائهم، مما يعقّد تقديم أي مساعدات فعّالة في الوقت الحالي. مجددةً تاكيدها على أن العاصمة تحتاج إلى وقت أطول وجهود كبيرة في إعادة الخدمات الأساسية وتعزيز الأمن قبل الحديث عن عودة آمنة وكاملة للسكان.

Welcome

Install
×