استمرار التفلتات الأمنية في كتم بشمال دارفور وارتفاع أسعار السلع والوقود

مواطنون يكشفون عن تردي الوضع الأمني بمدينة كتم بولاية شمال دارفور - المصدر وسائل التواصل الاجتماعي
كتم:30 سبتمبر 2025:راديو دبنقا
شهدت مدينة كتم بولاية شمال دارفور (120 كيلومتر شمال غرب الفاشر) خلال الأسابيع الماضية تحديات أمنية ومعيشية وخدمية متصاعدة، انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين في المدينة والمناطق المجاورة لها.
وتسيطر قوات الدعم السريع على محلية كتم على معظم محليات شمال دارفور عدا الفاشر ومناطق أخرى.
وقال المعلم والناشط يحي الخمس لراديو دبنقا إن الطرق الرئيسية المؤدية إلى كتم، خاصة في الاتجاه الشرقي نحو منطقة الحمره وفتابرنو، تشهد انتشارًا واسعًا لظاهرة النهب عبر الدراجات النارية، ما جعل المواطنين عرضة لاعتداءات متكررة أثناء ذهابهم وإيابهم من السوق.
وأوضح إنه على الرغم من وجود ارتكازات أمنية داخل المدينة، إلا أن التهديدات تتصاعد في المناطق الطرفية، حيث سجلت بلاغات عديدة دون أن تؤدي إلى وضع حد نهائي للظاهرة.
وخلال الأسبوع الماضي، تعرض عدد من المتاجر في السوق إلى محاولات كسر ونهب، لكن السلطات الأمنية أعلنت تشديد الحراسة على السوق، فيما تبقى الطرق المؤدية إلى القرى أكثر خطورة.
ويضطر بعض المواطنين للاستعانة بأطواف أمنية مدفوعة الأجر لنقلهم من السوق إلى المعسكرات أو القرى، وهو حل مكلف يزيد الأعباء على المواطنين.
وضع معيشي متدهور
شهدت مدينة كتم بشمال دارفور وصول قافلتين إنسانيتين خلال سبتمبر، تم من خلالهما توزيع مواد غذائية في المدينة والمعسكرات والريف، رغم محدودية الكميات.
وقال يحيى الخمس إن الأسواق شهدت ارتفاعا في أسعار السلع الأساسية، حيث وصل سعر رطل السكر إلى 2200 جنيه بعد أن كان 1800، فيما انخفض سعر جركانة الزيت من 125 ألفًا إلى نحو 80–95 ألف جنيه. وتبقى المواد متوفرة لكن بأسعار مرتفعة تفوق قدرة معظم السكان الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل رئيسي.
موسم زراعي مبشر رغم التحديات
ويواجه المزارعون تحديات كبيرة أبرزها ارتفاع أسعار الوقود والأسمدة والأدوية الزراعية، حيث تجاوز سعر جالون الوقود 160 ألف جنيه والبنزين 180 ألفًا. كما تؤدي تكاليف الترحيل المرتفعة إلى زيادة أسعار السلع، إذ تبلغ تكلفة نقل شوال بصل يزن 50 كيلو من كتم إلى مليط 20 ألف جنيه.
على الرغم من هذه التحديات، يسير الموسم الزراعي الحالي بشكل مطمئن نسبيًا، إذ أسهمت الأمطار الجيدة في تحسن الإنتاج. وقد جرى تكوين لجان لحماية الموسم الزراعي، بالتنسيق بين الإدارات الأهلية والمزارعين والرعاة، مما ساهم في تقليل الاحتكاكات وحماية المحاصيل. ويتوقع أن يخفف نجاح الموسم الزراعي من حدة الضغوط المعيشية على السكان.
انتشار واسع للملاريا
تُعد الملاريا أكبر مهدد صحي في كتم حاليًا، في ظل انتشار واسع للمرض وارتفاع أسعار الأدوية بسبب تكاليف الترحيل من المدن البعيدة مثل نيالا والطينة.
ولا تزال الأمراض المزمنة تمثل تحديًا مع ندرة الأدوية الخاصة بها، إضافة إلى نقص الأخصائيين. أما مرض الكوليرا فلم تُسجل حالات مؤكدة في كتم حتى الآن، رغم ظهوره في مناطق قريبة مثل “كفوت”. وقد تدخلت بعض المنظمات والسلطات الصحية في كورما والمناطق الشرقية المجاورة بتوزيع الأمصال ووسائل الوقاية.
خطوات لفتح المدارس
يبقى التعليم من أبرز القضايا المقلقة في كتم، حيث توقفت المدارس منذ عام 2023 نتيجة الحريق وأحداث العنف، ولم تُستأنف الدراسة بشكل منتظم منذ ذلك الحين. واقتصرت العملية التعليمية على دروس خاصة داخل الأحياء.
ومؤخرًا بدأت الإدارة المدنية، بالتنسيق مع الإدارات الأهلية والمجالس التربوية وأولياء الأمور، خطوات عملية لإعادة فتح المدارس الحكومية والخاصة. ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسجيل وافتتاح المدارس خلال الأيام المقبلة، استجابة للمطالب الشعبية الواسعة، بعد تحذيرات من خطورة بقاء آلاف الأطفال خارج دائرة التعليم.