عشرات القتلى في هجوم بمسيّرة تابعة للدعم السريع على مسجد بالفاشر


الفاشر – 19 سبتمبر 2025 – راديو دبنقا
أوقعت مسيّرة تابعة للدعم السريع عشرات القتلى والجرحى صباح اليوم الجمعة في مسجد حي الدرجة بالفاشر أثناء أداء صلاة الفجر.

وقالت شبكة أطباء السودان في بيان اطّلع عليه “راديو دبنقا” إن الهجوم بالمسيّرة على المسجد أدى إلى مقتل 43 مصليًا، بينهم شيوخ وشباب، فيما أصيب آخرون بجروح خطيرة.

ووثّق رواد مواقع التواصل الاجتماعي القتلى والجرحى والأضرار التي لحقت بالمسجد. وقال متحدث من الفاشر في مقطع فيديو إن عدد القتلى بلغ أكثر من 75 قتيلاً إلى جانب عشرات الجرحى.

من جانبها، قالت القوة المشتركة للحركات المسلحة إن 70 شخصًا قُتلوا وجرح 10 آخرين خلال الهجوم بمسيّرة على المسجد.


وقال مواطنون إن من بين القتلى 11 طفلاً، فيما ووريت جثامين 59 شخصًا داخل المسجد. ورصد ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أسماء عدد من قيادات الإدارة الأهلية والمجتمعية والموظفين في الخدمة المدنية.

وقد أوقع القصف المستمر من قبل قوات الدعم السريع مئات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في الفاشر، إلى جانب تشريد عشرات الآلاف فرارًا من جحيم الحرب المستعرة، وبحثًا عن ملاذات آمنة في مناطق أخرى.

تنسيقية لجان المقاومة تدين


وأدانت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر في بيان حصل عليه “راديو دبنقا” الهجوم، ووصفته بأنه “مجزرة جماعية” بعد أن استهدفت مسيّرة استراتيجية للدعم السريع مواطنين أثناء أدائهم صلاة الصبح اليوم، مخلفة حتى الآن أكثر من 75 شهيدًا.

وتشهد مدينة الفاشر نقصًا في الأكفان، مما يضطر السكان إلى تكفين موتاهم في أكياس بلاستيكية أو في ملابسهم، أو بما يتوفر من أغطية وملابس.

واشتدت ضراوة المعارك خلال الأسبوع الماضي بالفاشر، حيث توغلت قوات الدعم السريع في عدد من الأحياء السكنية إلى جانب مقر اليوناميد، الذي تتخذه القوات المشتركة مقرًا دائمًا، قبل أن تضطر إلى الانسحاب منه.

جريمة مروعة


قالت شبكة أطباء السودان إن الدعم السريع ارتكب فجر اليوم جريمة مروعة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث استهدفت طائرة مسيّرة مسجدًا أثناء صلاة الفجر، مما أدى إلى مقتل 43 مصليًا، بينهم شيوخ وشباب، فيما أصيب آخرون بجروح خطيرة.

وأدانت الشبكة هذه الجريمة المروعة التي تخالف كل القوانين الدولية والإنسانية، مؤكدة أن استهداف المواطنين العزّل يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان ووصمة عار في جبين مرتكبيها، كما يكشف حجم الانتهاك الصارخ للدعم السريع للقيم الإنسانية والدينية والقانون الدولي الإنساني.

وطالبت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، وكل الجهات ذات الصلة، بالضغط الجاد لإيقاف هذه الجرائم، وضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية فورية، وتوفير الغذاء والدواء للمدينة المنكوبة.

وحذّرت الشبكة من أن استمرار صمت المجتمع الدولي سيُعدّ تواطؤًا غير مباشر مع الجناة، وسيفتح الباب واسعًا أمام تكرار مثل هذه المجازر، مما ينذر بكارثة إنسانية واسعة، وتهديد مباشر لحياة الآلاف من المدنيين في الفاشر.

انتهاك صريح
من جانبها، أدانت القوة المشتركة للحركات المسلحة الهجوم، معتبرةً أنه انتهاك صريح لكافة القوانين الإنسانية والدينية والوجدان السليم. وقالت في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” إن هذه الجريمة التي نفذتها قوات الدعم السريع إعلان واضح لحرب شاملة ضد المدنيين، ومنحنى خطير يؤشر إلى اتخاذ مدينة الفاشر بكاملها هدفًا لا يُستثنى فيه حتى المساجد.

وحمّلت القوة الدعم السريع مسؤولية كل ما ترتب من أضرار بسبب هذا الفعل، واعتبرت الاستهداف وما نتج عنه إعلانًا لحرب إبادة جماعية تستهدف مواطني مدينة الفاشر.
وقالت إن الهجوم يأتي انتقامًا لفشل هجماتهم الميدانية بعد 243 هجومًا وحصار دام عامًا ونصف.

وأضافت: “مقراتنا العسكرية ودفاعاتنا معلومة لديكم، وحتى ميادين المواجهة معلومة، فعليكم مواجهتنا بعيدًا عن استهداف المدنيين”.

Welcome

Install
×