طفلة نازحة وصلت حديثا من ريفي الفاشر الى طويلة بغد ؤحلة طويلة وشاقة من نزوح الى نزوح .. لقطى شاشة لفيديو نشرته المنسقية العامة لمعسكرات النازحين

أمستردام : 3 نوفمبر 2025 : راديو دبنقا

دعت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان (FIDH)، بالتعاون مع المرصد السوداني لحقوق الإنسان (SHRM) والمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام (ACJPS)، إلى جانب 41 منظمة إقليمية ودولية أخرى، إلى بتدخل دولي فوري لحماية المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وفرض عقوبات مستهدفة على قادة قوات الدعم السريع والدول الداعمة لهم، وعلى رأسها دولة الإمارات.

وأعربت المنظمات الـ 44 الموقعة على بيان مشترك تحصل عليه “راديو دبنقا” عن “قلق بالغ” إزاء سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر 2025، واصفةً ذلك بأنه “تصعيد كارثي” للنزاع المستمر في السودان.

وقال مدير المرصد السوداني لحقوق الإنسان مجدي النعيم لـ راديو دبنقا” إن البيان صدر أثناء انعقاد “الكونغرس” رقم 42 للفدرالية الدولية الذي شاركت فيه منظمات من مختلف انحاء العالم وقد وقع على البيان 44 منظمة إقليمية ودولية.

وأضاف أن البيان أشار إلى الأوضاع في مدينة الفاشر قبل سقوطها في يد قوات الدعم السريع وتابع قائلاً: خضعت مدينة الفاشر لحصار قاسٍ دام 18 شهرًا، أدى إلى محاصرة نحو 260 ألف مدني، نصفهم من الأطفال، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الطبية، فيما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسبة 460% مقارنة ببقية مناطق السودان.

وفيما يلي نص بيان المنظمات الذي حمل عنوان : السودان: دعوة لتحرك دولي عاجل لحماية المدنيين ومنع ارتكاب مزيد من الفظائع في الفاشر

تعرب الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، بالشراكة مع منظمتيها العضوين في السودان، المرصد السوداني لحقوق الإنسان (SHRM) والمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام (ACJPS)، إلى جانب المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه من مختلف أنحاء أفريقيا والمنطقة العربية، عن قلقهم البالغ إزاء سقوط مدينة الفاشر بيد قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر 2025، في تصعيد كارثي جديد للنزاع المستمر في السودان.
ترك حصار المدينة الممتد لـ 18 شهرًا، مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين جائعين ومعرضين لهجمات متواصلة، وبسقوط المدينة اتسع نطاق الفظائع بما في ذلك مخاوف جدية بشأن عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية.

اطفال هذا مسكنهم وصلوا حديثا مع اسرهم النازحة من قري حول الفاشر الى طويلة بولاية شمال دارفور 7 ابريل 2025 : راديو دبنقا

مدينة تحت الحصار: 18 شهرًا من العنف المدمر

تعرضت الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر معقل للجيش السوداني فيها، لحصار وحشي من قبل قوات الدعم السريع منذ مايو 2024. أدى الحصار إلى انقطاع تام للمساعدات الإنسانية لأكثر من عام، حيث حوصر ما يقارب 260 ألف مدني – نصفهم من الأطفال – دون طعام أو مياه نظيفة أو رعاية طبية أو مأوى آمن.
ولم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الغذائية برًا لأكثر من عام، فيما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنسبة وصلت إلى 460% مقارنة ببقية أنحاء السودان.
وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية مقتل نحو 1850 مدنيًا في شمال دارفور منذ بداية عام 2025 وحتى 20 أكتوبر، بينهم نحو 1350 قُتلوا في الفاشر وحدها، ويُعتقد أن هذا الرقم أقل بكثير من الأرقام الفعلية بسبب انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول الميداني.
وخلال شهر أكتوبر فقط، قُتل ما لا يقل عن 115 مدنيًا، بينهم 17 طفلًا، وأُصيب 102 آخرون في 6 هجمات متفرقة على المدينة المحاصرة.

أدلة على ارتكاب فظائع جماعية وتطهير عرقي

منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، أفادت تقارير موثوقة بوقوع فظائع واسعة النطاق، تشمل إعدامات ميدانية، ومداهمات للمنازل، وهجمات على المدنيين الفارين لمنعهم من الوصول لمناطق آمنة.
وبحسب مختبر البحوث الإنسانية في كلية ييل للصحة العامة ثمة أدلة تدعم وقوع ارتكاب قوات الدعم السريع لعمليات قتل جماعي. إذ أظهرت صور الأقمار الصناعية أجسامًا يُعتقد أنها جثث بشرية بالقرب من مركبات تابعة للدعم السريع، بالإضافة إلى تغيّر لون التربة إلى الأحمر نتيجة تشبعها بالدماء. كما أظهرت الصور انتشارًا تكتيكيًا لعناصر الدعم السريع يشير إلى عمليات تمشيط منظمة من منزل إلى آخر.
ونشر أفراد من قوات الدعم السريع لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي توثق جرائمهم، في إعلان فج تجاهلهم التام للقانون الدولي وتأكدهم العميق من الإفلات من العقاب.
وبالتوازي مع هذه التطورات في الفاشر، نفذت قوات الدعم السريع هجمات دامية بحق المدنيين في مدينة بارا بولاية شمال كردفان بين 25 و27 أكتوبر، عقب انسحاب الجيش السوداني. هذه الأحداث وقعت في ظل تشويش كامل على الاتصالات، ما حال دون التحقق من حجم الفظائع، وسّهل تنفيذ عمليات قتل جماعي استهدفت مدنيين عزل، بينهم نساء وأطفال ومسنين، فضلاً عن أعمال نهب وتعذيب واسعة النطاق. هذه الأحداث تؤكد اتباع الدعم السريع لنهج التطهير العرقي الممتد من دارفور إلى كردفان.

لقطة شاشة من فيديو لعمليات اعدام لمواطتين مدنيين فارين من الفاشر نفذها ابولولو

يقول موسى علي، المدير التنفيذي للمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام: “إن سقوط الفاشر والمجزرة الأخيرة في بارا يمثلان فشلًا كارثيًا للمجتمع الدولي في حماية المدنيين ومنع الفظائع الجماعية، رغم التحذيرات المتكررة من منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والجهات المحلية. يجب وقف حملة التطهير العرقي التي تنفذها قوات الدعم السريع في الفاشر فورًا. المدنيون المحاصرون يواجهون خطرًا وشيكًا بالقتل الجماعي، والعنف الجنسي، والتهجير القسري. وعلى المجتمع الدولي أن يتجاوز بيانات القلق ويتخذ خطوات ملموسة تشمل آليات المساءلة، وفرض العقوبات، وتوفير الحماية الفعلية للمدنيين على الأرض.”

وفقًا لمكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، نفذت قوات الدعم السريع إعدامات ميدانية بحق مدنيين حاولوا الفرار من المدينة، مع وجود مؤشرات على دوافع إثنية وراء عمليات القتل.
وبحسب مختبر ييل ” تشهد مدينة الفاشر عملية تطهير عرقي ممنهجة ومتعمدة تستهدف سكان الفور والزغاوة والبرتي وغيرهم من المجموعات غير العربية، بالتصفية والتهجير القسري.”
كما يستمر الإبلاغ عن حالات عنف جنسي واسع النطاق بحق النساء والفتيات. إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى تضاعف أعداد الأشخاص المعرضين للعنف القائم على النوع الاجتماعي ثلاث مرات، ليصل إلى 12.1 مليون شخص في مختلف أنحاء السودان. ومؤخرًا انهار آخر مستشفى للولادة كان يعمل في الفاشر، مما ترك أكثر من 6,200 امرأة حامل دون أي إمكانية للحصول على خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة. بالإضافة إلى تعرض كل المرافق الطبية للنهب والهجمات، ما تسبب في تدمير البنية التحتية الصحية للمدينة بشكل شبه كامل.

معلومات خلفية:

أكدت بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة المعنية بالسودان، في تقريرها الصادر في سبتمبر 2025 بعنوان “حرب الفظائع”، أن كلًا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع مسئولة عن هجمات مباشرة واسعة النطاق بحق المدنيين، وتدمير شامل للبنية التحتية الحيوية.

كما خلصت البعثة إلى أن قوات الدعم السريع ارتكبت خلال حصار مدينة الفاشر العديد من الجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل، والتعذيب، والاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والتهجير القسري، والاضطهاد على أساس العرق والنوع والانتماء السياسي. كما استخدمت قوات الدعم السريع سلاح التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، وحرمت المدنيين من احتياجاتهم الحيوية، وهو ما قد يصل حد جريمة إبادة جماعية.

و حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك من أن خطر وقوع انتهاكات وفظائع جديدة ذات دوافع إثنية في الفاشر يزداد يومًا بعد يوم.
أدى النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في أبريل 2023، إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، إذ تسبب في مقتل أكثر من 150 ألف شخص، ونزوح أكثر من 14 مليونًا، بينما يواجه أكثر من 25 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، وسط تأكيدات ببلوغ مستوى المجاعة في عدة مناطق.
يقول مجدي النعيم، المدير التنفيذي للمرصد السوداني لحقوق الإنسان (SHRM): “ما نشهده في الفاشر ليس فقط كارثة إنسانية، بل حملة رعب ممنهجة تستهدف السكان المدنيين. فقد استخدمت قوات الدعم السريع سلاح التجويع، ودمرت البنية التحتية المدنية بشكل منهجي، وارتكبت فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والعنف الجنسي.”

نازحون من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور -
نازحون من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور –اكتوبر 2025-راديو دبنقا

دعوة للتحرك العاجل

رغم التحذيرات المتكررة بشأن خطر وقوع فظائع جماعية في الفاشر طيلة العام الجاري، لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات كافية لمنع الكارثة الحالية. والآن، تدعو المنظمات الموقعة أدناه المجتمع الدولي إلى اتخاذ هذه الإجراءات العاجلة:

• ضغوط دبلوماسية قوية وعاجلة على جميع أطراف النزاع لوقف الأعمال العدائية فورًا في الفاشر وفي جميع أنحاء السودان.
• والضغط على قوات الدعم السريع لوقف جميع الهجمات بحق المدنيين والبنية التحتية المدنية والعاملين في المجال الإنساني.
• ضمان توفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من الفاشر ومناطق النزاع الأخرى.
• وفتح جميع طرق الهروب فورًا، وتمكين المدنيين من الوصول إلى مناطق آمنة دون عرقلة أو احتجاز أو عنف.
• تأمين وصول إنساني غير مشروط عبر جميع المعابر الممكنة، سواء عبر الحدود أو عبر خطوط النزاع، وإزالة جميع العقبات البيروقراطية، والسماح للمنظمات الإنسانية بتسليم الغذاء والماء والدواء والإمدادات الأساسية للمدنيين المحاصرين.
• عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لتفعيل القرار رقم 2736 (2024)، بشأن رفع الحصار عن الفاشر.
• ودعوة بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة لاطلاع أعضاء المجلس على حقيقة الأوضاع، واعتماد قرار حازم للتصدي للتصعيد الحالي، بما يشمل فرض عقوبات إضافية تستهدف قيادات الدعم السريع المسئولة عن الفظائع، وتفويض آليات لحماية المدنيين تتجاوز البيانات الرمزية.
• تعزيز آليات الرصد وجمع الأدلة، الدولية والإقليمية، وضمان توفير الموارد الكافية للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب وبعثة تقصي الحقائق الأممية وتمكينهما من مواصلة توثيق الانتهاكات.
• ينبغي أن تسمح السودان والدول المجاورة بدخول غير مقيد للبعثتين لإجراء تحقيقات شاملة.
• دعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية الجارية بشأن الجرائم المرتكبة في السودان، وتجديد الدعوة إلى المدعي العام للمحكمة لتوسيع نطاق التحقيقات وتسريعها، وإصدار مذكرات توقيف لا تشمل فقط قادة الدعم السريع والجيش، بل كل من ثبت تورطه في التخطيط أو التمويل أو التسليح أو دعم هذه الجرائم.
• فرض عقوبات مستهدفة على الأفراد والجهات المسئولة عن الفظائع، بما في ذلك قيادات الدعم السريع، وعلى رأسهم محمد حمدان دقلو وعبد الرحيم دقلو، وكل الأطراف التي تعزز استمرار العنف، وخصوصًا دولة الإمارات العربية المتحدة التي وثّقت عدة مصادر دورها كممول ومصدر رئيسي لتسليح قوات الدعم السريع، في انتهاك للحظر الأممي على السلاح.
• توفير تمويل عاجل لتقديم المساعدات المنقذة للحياة للمدنيين المحاصرين في الفاشر والفارين إلى المناطق المحيطة، ودعم غرف الطوارئ المحلية ومنظمات المجتمع المدني العاملة ميدانيًا في مجال حماية حقوق الإنسان، وتقديم الإغاثة، وتوثيق الانتهاكات.

شعب السودان لا يحتمل شعب المزيد من التأخير أو أنصاف الحلول. هناك حاجة فورية لتحرك دولي حازم ومنسق من أجل حماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، وضمان المساءلة عن الجرائم الجسيمة المرتكبة في الفاشر وفي مختلف أنحاء السودان.

لقد أتاح الإفلات المستمر من العقاب عن الجرائم السابقة – في الجنينة، وزالنجي، والجزيرة، والخرطوم، وشرق الجزيرة، وسنار، والنيل الأزرق، وغيرهم – المناخ الملائم لتكرار الفظائع وتصاعدها، على النحو الذي نشهده اليوم في الفاشر وبارا. وأي تقاعس إضافي سيفسر باعتباره ضوءً أخضر لارتكاب مجازر أوسع نطاقًا.

المنظمات الموقعة:

Co-signatories

  1. African Center for Justice and Peace Studies (ACJPS)
  2. Al-Haq
  3. Al Mezan Center for Human Rights
  4. Association africaine des droits de l’Homme (Asadho)
  5. Association Nigérienne pour la Défense des Droits de l’Homme (ANDDH)
  6. Association rwandaise pour la défense des droits de la personne et des libertés publiques (ADL)
  7. Association Tchadienne pour la Promotion et la Défense des Droits de l’Homme (ATPDH)
  8. Cairo Institute for Human Rights Studies (CIHRS)
  9. Centre for Democracy and Human Rights (CDD)
  10. DITSHWANELO – The Botswana Centre for Human Rights
  11. Egyptian Initiative for Personal Rights
  12. Ethiopian Human Rights Council (EHRCO)
  13. Foundation for Human Rights Initiative (FHRI)
  14. Groupe LOTUS
  15. International Federation for Human Rights (FIDH)
  16. Kenya Human Rights Commission (KHRC)
  17. Lawyers for Human Rights (LHR)
  18. Legal and Human Rights Centre Tanzania (LHRC)
  19. Les mêmes droits pour tous (MDT Guinée)
  20. Ligue Bissao Guinéenne de droits de l’homme (LGDH)
  21. Ligue Burundaise des droits de l’homme Iteka
  22. Ligue Centrafricaine des Droits de l’Homme (LCDH)
  23. Ligue des Droits de l’Homme (LDH)
  24. Ligue Djiboutienne des Droits Humains (LDDH)
  25. Ligue Ivoirienne des Droits de l’Homme (LIDHO)
  26. Ligue Senegalaise des Droits Humains ( LSDH)
  27. Ligue Tchadienne des Droits de l’Homme (LTDH)
  28. Maison des Droits de l’Homme du Cameroun (MDHC)
  29. Moroccan Association for Human Rights
  30. Moroccan Human Rights Organization
  31. Mouvement Ivoirien des Droits Humains (MIDH)
  32. Mozambique Human Rights Defenders Network (RMDDH)
  33. Observatoire Congolais des Droits de l’Homme (OCDH)
  34. Observatoire des droits de l’Homme au Rwanda (ODHR)
  35. Organisation guinéenne de défense des droits de l’homme et du citoyen (OGDH)
  36. Organisation Nationale des Droits de l’Homme Senegal (ONDH)
  37. Palestinian Center for Human Rights
  38. Palestinian Human Rights Organisation
  39. Rencontre Africaine pour la Défense des Droits de l’Homme (Raddho)
  40. Riposte Internationale Algeria
  41. Safeguarding Committee of the Algerian League for the Defense of Human Rights
  42. Sudanese Human Rights Monitor (SHRM)
  43. Tunisian League for Human Rights
  44. Zimbabwe Human Rights Association

Welcome

Install
×