هجوم جديد على الفاشر من ثلاثة محاور.. ووفاة 63 شخصًا بسبب سوء التغذية

عربة عسكرية مصفحة أعلنت القوة المشتركة الاستيلاء عليها خلال هجوم الدعم السريع على الفاشر- 11 أغسطس 2025-لقطة شاشة من مقطع فيديو على صفحة القوة المشتركة في فيسبوك

عربة عسكرية مصفحة أعلنت القوة المشتركة الاستيلاء عليها خلال هجوم الدعم السريع على الفاشر- 11 أغسطس 2025-لقطة شاشة من مقطع فيديو على صفحة القوة المشتركة في فيسبوك


الفاشر – 11 أغسطس 2025 – راديو دبنقا

كشفت مصادر ميدانية لراديو دبنقا عن شن قوات الدعم السريع صباح اليوم هجومًا من ثلاثة محاور على الفاشر، مع استمرار القصف المدفعي والقصف بالطائرات المسيّرة.
وقال شهود عيان إن القصف بدأ باتجاه المحور الشمالي في نيفاشا، مصحوبًا بالقصف المدفعي العنيف والهجمات المستمرة بالطائرات المسيّرة، واصفين الهجوم بأنه الأعنف من نوعه خلال الفترة الأخيرة.

وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن القصف شمل عدة محاور داخل المدينة.

صد الهجوم

قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن القوات المسلحة والقوة المشتركة تمكنتا من صد الهجوم.
من جانبه قال العقيد أحمد حسين مصطفى، الناطق باسم القوة المشتركة، في بيان تحصل عليه راديو دبنقا، إن قوات الدعم السريع هاجمت المدينة من ثلاثة محاور بحوالي 543 سيارة قتالية، مؤكدًا أن القوة جرى تجهيزها قبل عدة أسابيع في معسكر زمزم للنازحين، الذي استولت عليه الميليشيا وحولته إلى معسكر عسكري، إضافة إلى تمركز بعض القوات في مناطق جنوب وشمال الفاشر.
وأوضح أن القوات المسلحة والقوة المشتركة كبدتا المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ودمرتا واستولتا على عدد من المركبات والمصفحات، مشيرًا إلى مشاركة قوات من بعض الحركات المسلحة في الهجوم، مثل قوات الهادي إدريس والطاهر حجر.

60 حالة وفاة خلال أسبوع


وفي السياق الإنساني، ذكرت مصادر طبية لوكالة “فرانس برس” أن 63 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، لقوا حتفهم خلال الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية.
من جانبها، أعربت إديم وسورنو، مديرة العمليات والمناصرة، عن قلقها البالغ إزاء التقارير الواردة، مجددة الدعوة إلى هدنة إنسانية عاجلة لتمكين وصول الغذاء إلى المحاصرين.

كارثة إنسانية


قال محمد، من تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، خلال مداخلته في ندوة اسفيرية نظمتها قوى الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب إن الحصار أدى إلى ندرة حادة في المواد الغذائية وارتفاع كبير في أسعار السلع، ما أجبر السكان على الاعتماد على الأمباز (علف الحيوانات) كغذاء رئيسي. وأوضح أن المواطنين يعتمدون على التكايا والمطابخ الخيرية التي تقدم وجبة واحدة في اليوم.
وأشار إلى خروج جميع الأسواق في المدينة عن الخدمة، وحتى المحلات التجارية المحدودة التي تعمل في سوق نيفاشا يحفر أصحابها خنادق للجوء إليها عند بدء القصف المدفعي.
وأضاف أن المياه شحيحة للغاية بسبب سيطرة قوات الدعم السريع على مصادرها وقصف الآبار الرئيسية، ما يضطر السكان إلى الخروج صباحًا بحثًا عن مياه قد لا تتوفر، مع مخاطر القصف المستمر يوميًا على موارد المياه ومناطق توزيعها.

انهيار صحي


تشهد الفاشر انهيارًا شبه تام للقطاع الصحي، حيث تعرضت مستشفيات الأطفال والجنوبي والسعودي والعسكري للقصف، ما أدى إلى توقف معظمها عن العمل، والاعتماد على مراكز صحية محدودة تفتقر للأدوية والمستلزمات الطبية، بما في ذلك الشاش وأدوات العمليات وأدوية إنقاذ الحياة.وأفادت التقارير بوقوع وفيات بين الأمهات بعد الولادة، ووجود أطفال دون رعاية أو غذاء بديل، إضافة إلى إصابات ووفيات بسبب استخدام بدائل محلية للمضادات الحيوية وغياب المعينات الطبية.

المعسكرات المحيطة، مثل أبوجا ونيفاشا، لم تسلم من القصف والحصار، حيث تحولت بعضُها، كمخيم أبوجا، إلى مقرات عسكرية لقوات الدعم السريع، فيما خرجت أسواقها الرئيسية من الخدمة. ونتيجة لذلك، غادر نحو 80% من سكان معسكر نيفاشا، وسط تفشي سوء التغذية وارتفاع معدلات الوفيات، خاصة بين النساء والأطفال.

قوة قتالية مشتركة


بحث حاكم إقليم دارفور بالإنابة مصطفى تمبور مع ولاة ولايات دارفور، أمس، تشكيل قوة قتالية موحدة من ولايات دارفور الخمس للمشاركة في عمليات الزحف المتجهة إلى الفاشر.
وأكد الاجتماع على ضرورة التنسيق العاجل بين حكومات ولايات دارفور الخمس والآلية المكلفة من قِبل الحاكم، لحماية المدنيين في الفاشر، إلى جانب دعم “التكايا” والمبادرات الإغاثية بمساهمات من الولايات والجهات الخيرية الوطنية.

Welcome

Install
×