هجوم جديد بولاية غرب دارفور.. وبريطانيا تؤكد وقوع جرائم التطهير العرقي

مدينة مستري بولاية غرب دارفور -المصدر:خرائط قوقل

تعرضت مدينة مستري بولاية غرب دارفور، الاسبوع الماضي، لأضرار بسبب النيران التي اندلعت للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب.

ورصد مركز مرونة المعلومات، وهو مركز غير ربحي في المملكة المتحدة، أرضًا محروقة في المناطق السكنية وملعب كرة قدم بالقرب من وسط المدينة يوم 9 أكتوبر، وذلك عبر تحليل الصور الجوية، كما لاحظ مزيداً من الأضرار في الصور التي تم التقاطها في 16 أكتوبر.

وسبق أن تأثرت مستري بأضرار حريق واسعة النطاق، في أواخر مايو وبداية يونيو من العام الجاري، ولوحظت الأضرار في جميع أنحاء المدينة.

وأشار المركز إلى أنه تمكن من تحديد الموقع الجغرافي لمقطع فيديو نشرته مجموعة تتبع لقوات الدعم السريع حول حرائق اندلعت في مستري في نهاية مايو.

صور جوية من مدينة مستري بغرب دارفور-اكتوبر 2023-سنتلن هوب

تهجير قسري

وأكد شرف الدين جمعة، وهو لاجئ في أدري التشادية، إن أفراد المليشيات المتحالفة مع الدعم السريع تواصل عمليات النهب على مستري خاصة لأسقف المنازل (الزنك) والممتلكات داخلها مع حرق لجميع المباني بصورة مستمرة. وقال إن إشعال الحرائق يهدف لضمان عدم عودة اللاجئين إلى منازلهم ومحو آثار المنطقة والاستيطان في المناطق المجاورة لها، وأشار إلى طرد مجموعات عادت إلى المدينة قبل ثلاثة أيام للحصول على ممتلكاتهم التي دفنوها هناك. من جانبها كشف الحاج آدم وهو من أبناء مستري بالخارج إن ثلاثة أشخاص من أبناء المنطقة قتلوا في سبتمبر الماضي إثر عودتهم خلال الشهر الجاري.

لجوء جماعي

وقال الدكتور عز الدين محمد عبد البنات، وهو لاجئ بمعسكر اركوم 2 الذي يبعد 70 كيلومتراً من مدينة أدري الحدودية في شرق تشاد، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن جميع سكان مدينة مستري وعددهم 45 الف شخصاً غادروا المدينة بعد الهجوم الأول الذي شنته قوات الدعم السريع والمليشيات في 28 مايو الماضي. وأشار إلى وصولهم إلى منطقة قنقر على الحدود السودانية التشادية قبل ترحيلهم إلى معسكر أركوم .

وتقول رانيا وهي لاجئة مستري بمعسكر اركوم لراديو دبنقا إن قوات الدعم السريع والمليشيات شنت هجوماً من جميع الاتجاهات على منطقة مستري، وقالت إن الهجوم أدى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى مما أدى للجوء المواطنين إلى تشاد. وتؤكد رميصاء وهي لاجئة من مستري في معسكر اركوم إن القوة التي هاجمت المدينة تستقل عدد كبير من العربات والمواتر ونهبت جميع ممتلكات المواطنين وأشارت إلى أنهم تعرضوا لهجمات في الطريق إلى تشاد مما أدى لسقوط قتلى وجرحى. وأضافت (الأوضاع بالمعسكرات مأساوية ونتمنى حلول الأمن حتى نتمكن من العودة إلى منطقتنا).

صور جوية من مستري بولاية غرب دارفور -مايو – 2023 -سنتلن هوب

تطهير عرقي

وقال وزير شؤون أفريقيا في المملكة المتحدة، أندرو ميتشل، في تصريح لبي بي سي إن هذا يحمل “كل بصمات التطهير العرقي”. وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الحكومة البريطانية هذا المصطلح لوصف ما يحدث في السودان.

وقال مدير التحقيقات بن ستريك، في مركز مرونة المعلومات.” إن حجم ما تمكنا من توثيقه أكبر مما رأيناه من قبل”،

وأكد إنهم تمكنوا من توثيق 89 حريقا، ألحق أضرارا ب 68 قرية منذ 15 أبريل، وأشار إلى القضاء على قرى بأكملها في بعض الأحداث واستهداف بعض المباني الصغيرة في أحداث أخرى. وأوضح إن حرق القرى بصورة متتالية في دارفور يعد أحد أعنف فصول الحرب خارج الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم محليات ولاية غرب دارفور عدا كلبس وجبل مون.

ويعمل المركز على تحليل معلومات المصادر المفتوحة من تقنية ناسا للتعرف على الحرارة للتعرف على الحرائق. ويعمل على تحليل صور الأقمار الصناعية للكشف عن الدخان والمباني المحترقة بجانب مطابقة كل ذلك مع صور من الأرض على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يتم تحديد موقعها الجغرافي باستخدام الخرائط والصور.

مستري بولاية غرب دارفور – اكتوبر 2023- المصدر: تقرير مركز مرونة المعلومات

هجمات متتالية

وكانت منصة مرصد الصراع في السودان التي أطلقتها الولايات المتحدة أشارت إلى أدلة على أن قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها تورطت في عمليات “تدمير شامل ومنهجي” استهدف ما لا يقل عن (26) مجتمعًا محليًا في دارفور، وأدى إلى التهجير القسري لما لا يقل عن (668) ألف مدني، إلى جانب تخريب البنية التحتية المدنية الضرورية للبقاء على قيد الحياة في تلك المناطق.

وأوضح المرصد في تقرير له أن هذه الأدلة تشير لانتهاكات شملت استهداف مساكن المدنيين والمدارس والمستشفيات وأسواق المواد الغذائية والبنية التحتية للاتصالات والمياه والكهرباء، فضلًا عن استهداف المنشآت الإنسانية في عموم دارفور.

ولفت المرصد الذي أنشأته الحكومة الأمريكية في يونيو الماضي، إلى عمليات اعتقال وقتل خارج نطاق القضاء استهدفت الرجال والفتيان في دارفور، وقال إن قوات الدعم السريع وحلفاءها هم من ارتكبوها، كما أكد أن هذه القوات انخرطت في أعمال عنف جنسي على “نطاق واسع”، مع تسجيل عشرات حالات الاغتصاب المبلغ عنها، مشيرًا إلى أنه “من شبه المؤكد أن الأرقام المسجلة أقل من الأرقام الحقيقية التي قُدرت بالآلاف”. ونشر مركز رصد الصراع في السودان صوراً جوية إن قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها هاجمت مدينة سربا ودمرتها في يوليو الماضي مما أدى لتقدر عدد المباني بـ 4463 مبنى، تمثل ما لا يقل عن 86% من إجمالي عدد المباني.

Welcome

Install
×