د. نعمات كوكو القيادية بالحزب الشيوعي والناشطة النسويةـالمصدرـ خاص راديو دبنقا

امستردام: كمبالا /الثلاثاء 24 ديسمبر 2025: راديو دبنقا

اكدت د. نعمات كوكو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومديرة مركز النوع الاجتماعي إن الدعوة التي طُرحت من الأمم المتحدة لدعم ما سمي بحوار سوداني – سوداني، عبر اجتماع تشاوري في القاهرة، لا تمثل في تقديرها فرصة حقيقية للنجاح، بل من شأنها أن تُسهم في تشتيت الجهود القائمة.


وأوضحت كوكو في تصريح لـ(دبنقا) أن السؤال الجوهري الذي يجب طرحه هو: لماذا فشل اللقاء الذي كان مقرّرًا في جيبوتي من قبل؟ ولماذا لم يحقق أهدافه؟


وأضافت أن محاولات الحوار السوداني – السوداني تكررت أكثر من مرة، بعضها جرى تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وبعضها في القاهرة نفسها، لم ينجم عنها سوى المزيد من التشتت السياسي، والتمترس حول المواقف المسبقة، دون الوصول إلى حلول حقيقية.

وأكدت أن دور الأمم المتحدة في المرحلة الراهنة لا ينبغي أن يكون رعاية حوار سوداني -سوداني، بل يجب أن ينحصر في إيقاف الحرب، وفتح المسارات الآمنة، والعمل على الحفاظ على السودان دولة واحدة أرضًا وشعبًا. وشددت على أن الحوار السوداني – السوداني يمكن أن يتم بمبادرات من القوى المدنية والسياسية نفسها، وليس عبر فرضه من جهات خارجية، لأن طبيعة الدعوة ومن يقف خلفها مسألة حاسمة في تحديد جدواه.

وأشارت كوكو إلى أن مصطلح “الحوار السوداني – السوداني الشامل” حمال أوجه، خاصة عندما يُطرح في القاهرة، معتبرة أن القاهرة تُعد جزءًا من الدول الداعمة للحرب في السودان، بحسب وصفها.


وتساءلت عن الأطراف التي يُراد إشراكها في هذا الحوار الشامل، وهل المقصود به الإسلاميين، أم ما يُعرف بالكتلة الديمقراطية، أو المجموعات السياسية المقيمة في القاهرة، مؤكدة أن استخدام هذا المصطلح دون وضوح يفتح الباب لمزيد من الالتباس.

ولفتت إلى وجود حوار آخر يجري بين الحكومة السودانية ودولة الإمارات في الولايات المتحدة، معتبرة أن ذلك يعكس حجم الاستقطاب الإقليمي والدولي المحيط بالملف السوداني. وأضافت أن ملف السودان بات، في نظرها، ملف ارتزاق بالنسبة للمحاور الإقليمية والدولية، وكذلك بالنسبة لبعض المنظمات الدولية، مشيرة إلى أن الملف ينتقل باستمرار بين العواصم؛ من أديس أبابا إلى نيروبي، ومن كمبالا إلى سويسرا، ثم إلى نيويورك وواشنطن، دون الوصول إلى نتيجة ملموسة.

وأضافت أنه إذا حل مطلع عام 2026 والحرب لا تزال مستمرة، فإن الحديث عن حوار سوداني – سوداني يصبح بلا معنى، لأن الحوار في هذه الحالة سيكون حوارًا سياسيًا بينما الناس تموت، وتعاني من الجوع، ويعيش اللاجئون أوضاع حصار قاسية، ويواجه النازحون داخل السودان أوضاعًا إنسانية بالغة السوء. واعتبرت أن القفز فوق هذا الواقع المرير للحديث عن حوار سياسي لتقاسم السلطة أو التحكم في الموارد يُعد تجاهلًا لأولويات الشعب السوداني.

وقالت إن تقييمها لفرص نجاح هذا الحوار لا يختلف عن تقييم الحوارات السابقة التي عُقدت في القاهرة، أو أديس أبابا، أو نيروبي، أو كمبالا، أو جوبا أو سويسرا، متسائلة عمّا إذا كانت أي من تلك الحوارات قد أفضت إلى خطوة حقيقية إلى الأمام.

وأكدت أن التمهيد لأي انتقال مدني في السودان لن تتوفر له فرص النجاح ما لم تتوقف الحرب أولًا، وما لم يعد النازحون واللاجئون إلى البلاد، حتى يُعقد الحوار السوداني–السوداني داخل السودان نفسه، وبأولويات السودان، وبقضايا الشعب السوداني، وبمشاركة المواطنين الموجودين داخل البلاد.

وتساءلت كوكو عن جدوى عقد الحوار في القاهرة، وعن الأطراف التي يُراد إشراكها فيه، مشيرة إلى أن من يحضرون مثل هذه اللقاءات هم في الغالب أشخاص يتنقلون من فندق إلى آخر ومن عاصمة إلى أخرى، في حين أن المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع داخل السودان، ورفعوا لافتاتهم في التاسع عشر من ديسمبر، لا يجدون موقعهم في هذه الخارطة السياسية.

وختمت بالقول إن السودان أصبح في وضع يستغل فيه كملف ارتزاق واستقطاب إقليمي ودولي حقيقي، داعية قوى الثورة والتغيير، والقوى المدنية والسياسية والوطنية الديمقراطية، إلى الانتباه لما وصفته بالمؤامرات التي تستهدف السودان والإنسان السوداني، والعمل على جعل الخطوة الأولى والأساسية هي إيقاف الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ثم بعد ذلك يمكن للسودانيين أن يناقشوا مستقبل بلدهم بأيديهم.

Welcome

Install
×