ياسر عرمان : باريس 17 ابريل 2024 مصدر الصورة : راديو دبنقا

كمبالا: 23 ديسمبر 2025م: راديو دبنقا


قال ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري – إن الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء كامل إدريس أمام مجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين 22 ديسمبر 2025، يثير سؤالا جوهرياً يتعلق بطبيعة ما طُرح فيه، متسائلًا عما ورد في الخطاب يمثل اشتراطات غير قابلة للتفاوض أم موقف تفاوضي يمكن البناء عليه لإنهاء الحرب.
وأكد عرمان أن من واجب رئيس الوزراء، منذ بداية تعيينه، إذا كان رئيس وزراء مدنياً فعلياً، أن ينحاز للسلام الذي يخدم المدنيين، موضحًا أن الجيش يسعى لتحقيق أهدافه عبر الحرب، بينما ينبغي على رئيس الوزراء المدني تحقيق أهدافه عبر السلام، معتبرا أن ذلك يتطلب فكرا مختلفا وخيالًا سياسيًا وتفكيرًا خارج الأطر التقليدية.


لابد من التجاوب مع تحركات الرباعية


ودعا عرمان إلى التعاطي الإيجابي مع تطورات الأزمة، مشددًا على أن القضية تتعلق بمصير الشعب السوداني ووقف حرب كارثية، تسببت في قتل مئات الالاف وارتكاب الجرائم بحق المدنيين، محذرًا من أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى تمزيق السودان وامتداد الصراع إلى دول الجوار، وربما استمراره لعقود، مستشهدًا بتجارب الصومال والكنغو واليمن.
وأشار إلى ضرورة التعامل بجدية مع تحركات الرباعية الدولية الساعية للسلام، معتبرا أن العالم يشهد تصاعداً غير مسبوق في النزاعات المسلحة، ما يهدد بتراجع الاهتمام الدولي بالحرب في السودان إذا لم يُستثمر الظرف الراهن.


مثلث الموت


وأوضح عرمان أن الفرق بين الاشتراطات والموقف التفاوضي جوهري، إذ إن الاشتراطات – بحسب تعبيره – غير قابلة للتفاوض أو المساومة، وتتطلب تلبيتها قبل الجلوس إلى طاولة الحوار، وهو ما يعني استمرار الحرب، بينما يقوم الموقف التفاوضي على طرح مطالب قابلة للأخذ والرد بين الأطراف.


وطالب عرمان الوسطاء الدوليين بدعوة طرفي النزاع إلى حوار مباشر إذا كان ما طرحه رئيس الوزراء يمثل موقفًا تفاوضيًا، أو إلى حوار غير مباشر إذا كان اشتراطات، مشددًا على أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة فيما وصفه بـ “مثلث الموت” (الأبيض – الدلنج – كادوقلي) تستدعي تحركًا عاجلًا.


وحذر من أن عدم تحرك الوساطة في الوقت الراهن قد يعني الحكم على ما يقارب ثلاثة ملايين مدني في كردفان الكبرى بالموت وارتكاب جرائم حرب بحقهم، مؤكدا أن التفاوض علم له خبراؤه، وأن السودان يمتلك تجارب واسعة يمكن الاستفادة منها للوصول إلى حلول، متى ما توفرت الإرادة السياسية لدى أطراف الحرب، والإرادة الإقليمية والدولية لدعم حلول واقعية.


وجدي صالح: الخطاب لم يضف شيئا


فيما قلل القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل” وعضو مبادرة إعلان نيروبي من أهمية خطاب رئيس الوزراء د. كامل إدريس الذي ألقاه أمام مجلس الأمن والذي يتضمن رؤية الحكومة.


وقال صالح في حديث لـ”راديو دبنقا” إنَّ الخطاب الذي ألقاه كامل إدريس أمام مجلس الأمن في الأمس لم يأت بجديد، معتبراً أنه نفس ما يطرحه أو “سلطة الأمر الواقع” في بورتسودان مشيراً إلى أنها نفس الشروط التي كانت قد وضعتها من قبل ويعني أنهم لن يجلسوا للتفاوض إلا إذا تحققت هذه الشروط والمتمثلة في وقف شامل لإطلاق النار بمراقبة دولية مع الالتزام بأن يخرج الدعم السريع من كل المناطق التي يسيطر عليها معتبراً وطبعا هذا يعقد الأمر أكثر.


حوار وانتخابات في خطاب ادريس


وحول دعوة إدريس للحوار السوداني ـ السوداني قال صالح: لا أعتقد أن هناك من يرفض الحوار، ولكن الحوار في ظل أي واقع؟ مبيناً بأن كامل إدريس تحدث عن فترة انتقالية لكنه لم يتحدث عن السلطة التي تحكم هذه الفترة الانتقالية.
وذكر صالح أن كامل إدريس أشار في خطابه إلى انتخابات تجرى بنهاية الفترة الانتقالية دون ان يحدد طول هذه الفترة الانتقالية وبلا إشارة او توضيح حول السلطة التي تحكم الفترة الانتقالية، معتبراً أن السلطة الحالية الموجودة الآن في بورتسودان تتحدث كسلطة أمر واقع، ولكنها تعتقد أنها هي التي ستدير الفترة الانتقالية، حيث لا زال رئيس هذه السلطة عبد الفتاح البرهان يتمسك بأنه رئيس مجلس سيادة انتقالي، ويتعمد ألا يتحدث عن الانتقال والكيفية التي ستحدث بها.


اغفال منبر جدة


عبر وجدي صالح عن اعتقاده بأن هذا الخطاب لا يضيف شيئاً جديداً، حتى انه لم يتحدث عن المبادرة السعودية الأمريكية في منبر جدة، وانما تحدث عن المبادرة الامريكية السعودية المصرية، مشيراً إلى أنه يتحدث عن مبادرة جديدة غير واضحة المعالم.


وأوضح أن المبادرة المعروفة هي الآلية الرباعية، ولكن خطاب كامل ادريس لم يشر إلى الامارات كأنه يتحدث عن مبادرة ثلاثية. وتابع قائلا: أنا اعتقد أن هذه الطريقة في طرح القضايا لا يمكن أن تؤدي الى سلام، يجب على السلطة في بورتسودان الجلوس والتفاوض من أجل الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية لكل المتضررين من هذه “الحرب اللعينة”، وخلص إلى أن هذا الخطاب لم يضف جديداً ولا يغير أي شيء من الواقع الموجود الآن.


تصريحات مضحكة


المتحدث الرسمي بإسم الحزب الشيوعي فتحي فضل سخر من تصريحات كامل إدريس ووصفها بالمضحكة وبالغريبة كونها تصدر أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن وليس في السودان.


وقال فضل في حديثه لـ”راديو دبنقا” إن الشئ الغريب في الأمر أن يصدر هذا التصريح من “رئيس الوزر المعين” من قبل “السلطة العسكرية” في السودان ومن قبل “جماعة الأخوان المسلمين” أمام الأمم المتحدة ولا يصدر هذا التصريح في السودان.

وأضاف قائلاً: إذا كان هو متمكّن من السلطة التنفيذية، لماذا لم يتصل بالقوة السياسية، ووصفه بـ “اللعب على الحبال” وقال واضح من “مضحك جداً “حصر الترحيب بمبادرة الآلية الرباعية في في الثلاث دول، الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والسعودية متسائلا عن أنه لماذا لم يذكر الأمارات، مشيراً إلى أن شخض يتحدث عن الرباعية يعلم أنها رباعية وليست محصورة في الدول الثلاث. مضيفاً بأن هذا يؤكد بأن المسألة ليست لها علاقة بالواقع السياسي معتبراً بأن الرئيس المعين كامل ليست له أي سلطة في السودان.

Welcome

Install
×