نحو 3 آلاف لاجئ سوداني في اثيوبيا يدخلون في إضراب عن الطعام

لاجئون سودانيون فروا من معسكر اولالا باثيوبيا إلى غابة مجاورة - مايو 2024- راديو دبنقا

اولالا: 23 مايو 2024: راديو دبنقا

دخل أكثر من 2800 لاجئ سوداني في منطقة اولالا بإقليم الأمهرا في اثيوبيا، اليوم الخميس، في إضراب عن الطعام بسبب انعدام الأمن، وتردي الأوضاع الخدمية والمعيشية، مطالبين بإجلائهم إلى مكان آخر أكثر أمناً. بينما شكا اللاجئون السودانيون في منطقة الكرمك الإثيوبية في إقليم “بني شنقول قمز” من عدم اكتمال إجراءات التسجيل الرسمية بجانب ضعف الخدمات الصحية والإيواء.

ويأتي الإضراب عن الطعام في ظل استمرار اعتصام اللاجئين السودانيين في معسكري كومر واولالا للأسبوع الرابع مطالبين بالترحيل إلى مكان آمن، بسبب استمرار الاعتداءات بواسطة المليشيات المحلية بجانب عدم توفر الخدمات الأساسية.

وقال عبد العزيز محمد، وهو أحد قيادات اللاجئين في معسكر أولالا بإقليم الأمهرا لراديو دبنقا إن عدد المضربين عن الطعام من المعتصمين في غابة أولالا يبلغ 2843 لاجئ من بينما تم استثناء 2133 طفل، 76 من ذوي الاحتياجات الخاصة، و1196 من الحوامل و327 امرأة مرضعة، بجانب عشرات المسنين.

وأرجع اللاجئ عبد العزيز محمد في حديث لراديو دبنقا دخولهم في الإضراب عن الطعام للمزيد من الضغط على السلطات من أجل الاستجابة لمطالبهم، مشيراً إلى أن الغذاء شارف على النفاد، مما أدى إلى تخصيص ما تبقى منه للأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

إضراب اولالا

ويضيف اللاجئ عبد العزيز إنهم يعتصمون منذ أكثر من ثلاث أسابيع في غابة أولالا التي تبعد عن المعسكر كيلومترين. ويضيف ” حجم المعاناة يتزايد يومياً، والوضع الإنساني يتفاقم في ظل فصل الخريف مع هطول الأمطار الغزيرة وعدم توفر الإيواء وتزايد معاناة المرضي والأطفال والرضع والنساء”.

ولكن المتحدثة باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين في القرن الافريقي وشرق افريقيا فيث كسيني قالت لراديو دبنقا في تعليقها على اعتصام اللاجئين يوم 8 مايو “إن المفوضية وشريكتها منظمة الرؤية العالمية الدولية جهزت عيادة صحية متنقلة في المنطقة لتقديم الدعم الطبي، إذا لزم الأمر. كما أعلنت دائرة اللاجئين والعائدين الاثيوبية الرسمية في بيان في ذات اليوم إنه تم نشر فريق صحي متنقل لتقديم المساعدة الطبية للاجئين وطالبي اللجوء.

وبحسب المفوضية السامية لشئون اللاجئين فإن أكثر من 53,500 لاجئا إلى البلاد عبروا الحدود إلى السودان، نصفهم تقريبا في إقليم الأمهرا والنصف الآخر في إقليم بني شنقول قمز.


ويستضيف معسكر كومر للاجئين حوالي 6,500 شخص، معظمهم من السودان وإريتريا وجنوب السودان بينما يضم معسكر أولالا للاجئين 2,000 شخص، معظمهم من اللاجئين السودانيين وجنوب السودان.

وبشأن تصريحات مفوضية اللاجئين بأنها اقنعت بعض اللاجئين بالعودة من الغابة إلى معسكر اولالا، قال اللاجئ عبدالعزيز لراديو دبنقا إن المفوضية فشلت في اقناع اللاجئين بالعودة إلى المعسكرات التي  قال إنها تفتقر لأبسط مقومات الحياة مع الانعدام التام للأمن نسبة لانتشار حاملي السلاح المحليين وتزايد الانتهاكات والسطو المسلح، وأوضح إن المواد الغذائية التي كانت تقدم للاجئين غير كافية مشيراً إلى أن حصة أي لاجئ شهريا  تبلغ 10 كيلو قمح، و رطل زيت طعام، و900 جرام من العدس، وكيلو دقيق ، ومعلقتين قتين من الملح ،وأوضح إن تلك الكمية من الغذاء لا تكفي اللاجئين لعشرة أيام مبيناً إنهم يعيشون أوضاع مأساوية في ظل عدم توفر مصادر الدخل.

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أكدت إنها تمكنت بالتعاون مع دائرة اللاجئين والعائدين في إثيوبيا والسلطات الإقليمية، من زيادة دوريات الشرطة. ونبهت إلى عودة بعض اللاجئين إلى مواقعهم بينما واصل معظمهم الإقامة على جانب الطريق، على بعد حوالي 1.5 كيلومتر من معسكر أولالا فيما تتواصل الجهود لإقناع بقية المجموعة بالعودة إلى الموقع.

وقدّر اللاجئ عبد العزيز محمد عدد المعتصمين في غابة أولالا وأمام مركز الشرطة بمعسكر كومر بأكثر من ست آلاف لاجئي مشيراً إلى استمرار الاعتصام لليوم الثالث والعشرين، ويقول عبد العزيز إن مطالبهم تتلخص في الإجلاء الفوري إلى منطقة آمنة خارج اثيوبيا، أو فتح ممرات لعبور السودانيين إلى منطقة آمنة خارج اثيوبيا أو اعادتهم إلى السودان.

ولكن المتحدثة الرسمية باسم المفوضية السامية لشئون اللاجئين في القرن الإفريقي وشرق افريقيا “فيث كيسيني”، قالت لراديو دبنقا إنه في الأول من مايو خرج ما يقرب من ألف لاجئ، معظمهم من السودان، من معسكر أولالا للاجئين في منطقة شمال غوندر في إقليم أمهرا باتجاه الطريق السريع المتمة مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالسلامة والخدمات المحدودة في الموقع.

وأوضحت إلى أن مجموعة أخرى تضم أكثر من 300 لاجئ من موقع كومر البقاء على الطريق بالقرب من مركز للشرطة الاتحادية، مشيرة أيضا إلى مخاوف أمنية.

من جانبها قالت دائرة اللاجئين والعائدين الاثيوبية الحكومية إن الحكومة الإثيوبية تدرك التحديات المتعلقة بالخدمات والسلامة التي واجهها اللاجئون في المعسكرات مؤكدة التزامها بمعالجة الفجوات بالتعاون الوثيق مع شركائها الإنسانيين المحليين والإقليميين والدوليين.

وأوضحت الدائرة إنها تعمل بالتعاون مع السلطات الإقليمية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاء آخرين، للاستجابة السريعة للوضع، وقالت إن السلطات المحلية بذلت كافة الجهود لضمان سلامتهم وأمنهم


وأعربت مفوضية اللاجئين عن قلقها إزاء الوضع الأمني الصعب في مواقع اللاجئين وحولها، بما في ذلك بعض التقارير عن وجود متسللين مسلحين، والخسائر التي تكبدتها للاجئين الذين مروا بالفعل بالكثير بعد فرارهم من الصراع في السودان. وأضافت “نواصل الدعوة مع السلطات لإيجاد حل قابل للتطبيق. وتواصل المفوضية الدعوة إلى زيادة الدعم لتعزيز توفير الأمن والخدمات الأساسية.

معاناة في الكرمك الاثيوبية

وفي مدينة الكرمك الاثيوبية بإقليم بني شنقول قمز، شكا اللاجئون السودانيون الفارون من الحرب من عدم استكمال إجراءات التسجيل وضعف خدمات الصحة والإيواء.

وقال أحد اللاجئين السودانيين بمعسكر استقبال اللاجئين بالكرمك لراديو دبنقا إنهم عبروا الحدود إلى اثيوبيا ووصلوا إلى معسكر الاستقبال في الكرمك منذ أغسطس الماضي ، مشيراً إلى عدم استلامهم أي مستندات تفيد بقبولهم كلاجئين حتى الآن.

ونبه إلى إشكاليات تتعلق بضعف الرعاية الصحية وعدم توفر الأدوية الكافية وعدم وجود الكوادر المؤهلة. كما أشار إلى عدم توفر الإيواء الكافي مشيراً إلى توزيع عدد من الخيام والمشمعات مؤخراً ولكن  لم تصل إلى جميع المستحقين بسبب إشكاليات تتعلق بالتوزيع .

ولفت إلى أنهم يعانون من عدم توفر أي أكفان في حالة الوفاة، وعدم استخراج شهادة للمتوفين.

وأوضح إن عدد اللاجئين القادمين من الخرطوم إلى مركز استقبال الكرمك الاثيوبية يبلغ 500 أسرة، بجانب اللاجئين الذين قدموا جراء الاشتباكات بين الجيش والحركة الشعبية، حيث يعيشون مع ذويهم في بعض القرى. ونبه إلى قلة مواد الإيواء مثل الخيام والمشمعات وإنهم يضطرون لجمع الحطب والأخشاب لتشييد مساكنهم لافتاً إلى إشكاليات في التوزيع .

من جهتها شكت لاجئة من المعسكر في حديث لراديو دبنقا من عدم توفر الإيواء الكافي بمعسكر استقبال اللاجئين بالكرمك الاثيوبية وقلة المساعدات الغذائية بجانب إشكاليات في العلاج وعدم توفر الكوادر الصحية المؤهلة.

وبحسب المفوضية السامية لشئون اللاجئين فإن إقليم بني شنقول قمز في اثيوبيا المتاخم للسودان يأوي أكثر من 20 ألف لاجئ. فيما اشارت إلى أن العدد الكلي للذين عبروا الحدود من السودان إلى دول الجوار بلغ 2,6 مليون شخص.

Welcome

Install
×