منتدى الإعلام السوداني يعرب عن قلقه البالغ إزاء الاستهداف الممنهج للصحافيين
أعرب منتدى الإعلام السوداني عن قلقه البالغ إزاء الحملة الشرسة التي تشنّها السلطات السودانية وأجهزتها العدلية على عدد من الصحافيين، مشيرا إلى استغلال القانون في فتح بلاغات بمواد تصل عقوبتها إلى الإعدام، ووضع صحافيين عزّل في ذات الخانة التي يُوضع فيها من يحملون السلاح، في محاولة مكشوفة لخلط الأوراق وتجريم الكلمة الحرة.
نص البيان :
منتدى الإعلام السوداني
بيان: الرأي الحر ليس جريمة: حول الاستهداف الممنهج للصحافيين السودانيين
يتابع منتدى الإعلام السوداني بقلق بالغ الهجمة الشرسة والممنهجة التي تشنّها السلطات السودانية وأجهزتها العدلية على عدد من الزملاء الصحافيين، في سابقة خطيرة تهدد حرية الصحافة والتعبير وتنسف ما تبقى من استقلالية مؤسسات العدالة في البلاد.
لقد بلغت هذه الحملة حدّ استغلال القانون في فتح بلاغات بمواد تصل عقوبتها إلى الإعدام، ووضع صحافيين عزّل في ذات الخانة التي يُوضع فيها من يحملون السلاح، في محاولة مكشوفة لخلط الأوراق وتجريم الكلمة الحرة، وتحويل العمل الصحفي الشريف إلى جريمة.
تُشكل الإجراءات المُتخذة ضد الصحافيين —من ملاحقات جنائية واستخدام مواد قانونية عقوبتها الإعدام— استغلالاً لإجراءات قانونية مُوجهة تنتهك مبدأ الشرعية الجنائية وتُخالف المعايير الدولية لحرية التعبير والصحافة.
ويزداد الأمر خطورة مع الإجراءات المتعلقة بـحرمانهم من حقوق المواطنة، مثل منعهم من الحصول على الأوراق الثبوتية وجوازات السفر. هذا الحرمان يُمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك:
الحق في التنقل, وهو مكفول بموجب القانون الدولي.
- الحق في الحصول على الجنسية والتمتع بها ، إذ تُعد الوثائق الثبوتية دليلاً أساسياً على هذا الحق.
- التمييز والعقاب الجماعي: حيث يُستخدم هذا الحرمان كعقوبة إضافية غير قضائية وغير دستورية تُعطّل الحياة المدنية للصحافي وتُقيد حقه في الوجود والعمل والسفر، وهو ما يُعد إجراءً تعسفياً بامتياز.
وندين على وجه الخصوص الاستهداف السافر الذي تتعرض له الزميلة رشا عوض رئيسة تحرير صحيفة التغيير، التي لم تكتفِ السلطة بفتح البلاغات ضدها، بل أطلقت في مواجهتها حملة إعلامية منفلتة تتجاوز كل حدود المهنية والأخلاق.
وبذات القدر، نعلن تضامننا غير المشروط مع الزميل شوقي عبد العظيم رئيس تحرير منصة استقصائي، والزميل الصحفي ماهر أبو الجوخ، والزميلة الصحافية صباح محمد الحسن، الذين يواجهون جميعاً حملة تضييق متصاعدة والملاحقات التي لا تستهدفهم كأشخاص، بل تستهدف الحق في الوصول للمعلومات والتعبير عن الرأي بحرية وواجب الصحافة في كشف الحقيقة.
يعتبر منتدى الإعلام السوداني هذه الهجمة اعتداءً مباشراً على حرية التعبير والصحافة، ومحاولة لترهيب الصحافيين وإسكات الأصوات المستقلة عبر تطويع القانون كسيف مسلط على الرقاب.
نطالب في منتدى الإعلام السوداني بإسقاط هذه البلاغات فوراً، ووقف كل أشكال التحريض الإعلامي، واحترام حق الصحافيين في أداء مهامهم دون تهديد أو ابتزاز أو تشهير، ورفع القيود فوراً عن حصولهم على حقوقهم المدنية والوثائق الرسمية.
إن الكلمة لن تُعدم.
والحقيقة لن تُقبر.
والصحافة السودانية، رغم كل الجراح، ستظل في صف شعبها.
منتدى الاعلام السوداني
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥


and then