مناوي يكتب : خارطة الطريق و أسلاك الليل !!

في هذه الايام نسمع ان خارطة الطريق الغير معدلة و لا مضافة ، صار التوقيع عليها قاب قوسين او ادني

 

 

 

بقلم : مني اركو مناوي * 

 

في هذه الايام نسمع ان  خارطة الطريق  الغير معدلة و لا مضافة ، صار  التوقيع عليها قاب قوسين او ادني . و حيث تعد  الإنقاذ مهرجانا غنائيا تنشد فرقها الجهادية إنشادًا نادرا تقول فيه :- المعارضة قد دَنا عذابها"  ترحيبا  للتوقيع المنشود ان معهود . التصريحات التي نسمعها مثيرة للدهشة ، كأن لم تبقي امامنا الا دقائق معدودة لتتقيأ أقلامنا علي سطح ضالة الطريق .ستظل هذه الوثيقة ضالة الي ان تجد طريقها ، هي ضالة  لانها اقلعت قبل حضور طاقم القيادة الذي كان في حوزته احداثيات المقصد و البوصلة . و الطاقم يتفرج خارج قمرة القيادة ، لم يجد  من التعاون شئ  لإعادة التوجيه الا عناد المختطفين الذين يشجعهم  الموقف الدولي الذي مد فروعها المثمرة علي مائدة المؤتمر الوطني . رغم جنجويد ، رغم اغتصابات جماعية ، رغم المعسكرات الكتزة تضيق باللاجئين و النازحين ، رغم سحل و تنكيل و استعباد الانسان السوداني  و رغم الدعم السريع التي أسست خصيصة لمحاربة القانون الدولي الإنساني  ، رغم المجازر ضد الأطفال في جبل مرة و الاغتيالات و القتل بدم بارد في مدن دارفور ، رغم المحكمة الجنائية و اوامر قبضها ، رغم  مركوب النمر و الجزمة التي اعتلت علي القانون الدولي و قآلت كلك تحتي ، رغم رقصة البريك((brake dance)) علي اجساد الغلابة  ، رغم الانتينوف و حجارتها من سجيل ترمي بها علي  روؤس الأطفال  و امهاتهم ، رغم تبول علي مقابر القتلي ، رغم الفساد و المفسدين ، رغم العنصرية التي اباحت الاغتصاب و منحت شرفا للمغتصبة اذا اغتصبت ،  كما جاء علي عضم لسان صاحبه و شهد شاهد من اهله و ذويه  ، رغم الاٍرهاب و دعمه ، رغم الداعش و فتاويها ، رغم أسواق ملئت بتجار  بشر من  الأمن الوطني امتهنوا تصدير و توريد اللاجئين  .  من نال حظا ليعبر المتوسط فهو من الفائزين .  و من  لم ينل من الحظ ليصل مقصده و قبلته سيُصبِح وجبة خفيفة(( snack )) للجوارح و الحيتان ، رغم دارفور كلها و المنطقتين و بما لها وما فيها ،  رغم سبتمبر و عامه 2013 بضحاياه ، رغم كل ذلك ، نسمع اكثر مما نري . و لم نر نورا الذي يقودنا الي التوقيع . كل الذي نراه امامنا،  هي فرقة من  التوائم المتشابه من أب واحد و لم تلدهم ام واحدة تنشد و تتراقص  . (( تصريحات الالية متطابقة تماما مع تصريحات ابراهيم محمود و بعض الدوليين بشويا خجل  )) لا ادري من يقوم بصياغتها بهذه الدقة من الشبه الشبح ؟؟؟

المثل الشعبي يقول ، الدخان أصله نار .
من أين يأتي هذا الدخان ليتشكل  منه سَحَابة الشك ترسل في آذاننا  تحايا من الريب غيمة غيمة ، و العملية  السياسية ذات رأسين مازالت في مراحلها أولية و لا سيما مواقف الأطراف يقسمها خط تقسيم المياه ليرسل كل طرف  مائه الي الاتجاه المضاد المعاكس اذا استثنينا خط انابيب الوسيط .
بمعني ان العملية مازالت عذراء و لا تقبل الوصفة اكثر من انها بداية الطريق .

الثعبان الدفان .
في مناطق رملية تعيش انواعا من الثعابين ، منها من يزحف علي ظهر الارض و منها من يدفن نفسه و يسبح في باطن الرمال كسمكة في ماء . اما القاسم المشترك في الجميع هو  السم القاتل .  الدفان السباح  الغامض اكثر بغضا من النوع الاخر . النوع الاخر الذي يتميز بالشفافية  حتي لدغته فيها من الوضوح شئ . اما الدفان ، انتهازي بارع  و متربص  يستغل أضعف ثغرات و هشاشة الرمل في الاخفاء و التسلل ، لينهي ضحيته بلدغة واحدة او يبتلعه . و هو ايضا مضربا للأمثال للذين يمتازون بالكيد في جنح أليل و للخداعين يجيدون اخفاء الشئ في نفس يعقوب .
اما السوأل الذي يبقي حيا هو :- كيف لا يظهر السم اذا سري في عروقنا . ؟؟

اصدق ما قيل في الشعر ، قول الشاعر الجاهلي  زهير ابن ابي سلمي .
:- و مهما تكن عند امرئ من خليقة  و ان خالها تخفي علي الناس تعلم .

هنالك ثلاثة احتمالات حية  نضعها امام هذه التصريحات الغامضة :-
١/ اما يريد منا  المغردون  ان نرتمي في فخ الخارطة  المخروطة  دون اعتبار لمواقفنا و جعلها صحيفة مطهرة مقدسة مغتسلة ببول الحركة الاسلامية التي تبولت علي كل الذي صنعته أياديها . من الداعش ، القاعدة ، الشباب ، أنصار الشريعة و بكو حرام  . لتنفخ لها روحا جديدة جزاءآ لما قدمتها من القتل ، التشريد و الإبادة الجماعية .
في هذه الحالة ، مصدر الدخان معروف . انه النار التي وقودها الشعب السوداني    و لسان حال المجتمع الدولي يقول (( خذها او اتركها take it or leave it))

٢/ الاحتمال الاخر : او هنالك جهل يطوف و يحيط  علي المواقف السياسية المعلنة التي تكررها  المعارضة نيابة عن الشعب السوداني . و هي مواقف عادلة لا يكسوها الغباش او الضباب ، مثلا ،
أ- تضمين المطالَب المعلنة  الي الخارطة قبل التوقيع عليها  لتكون وثيقة مؤهلة للتوقيع و أهمها  :- انعقاد الاجتماع التحضيري  بحضور وفد الحكومة السودانية لضمان الالتزام بمقررات المؤتمر ، و لا بأس ان يجلس معه اي ( الوفد الحكومي )من وقف معه و بكي له بعينيه و ساعده بفضل مسام ليتنفس منه الانتفاخ ،  و جلوس وفد المعارضة السودانية من جهة اخري  للطاولة . و ليس الاجتماع باللجنة ٧+٧ التي  يرددها الوسيط و المؤتمر  بالأوركسترا  ، لا اقصد  الموتمر التحضيري إنما الوطني . و ال 7+7  التي يتبعها الغاؤون و الرقم السبعة فيها لا ينقص ، يبقي كماء البحر كل ما أخذته زاد . فهذه اللجنة لم تكن سوي عبدا مأمورا و لم نسمع بحزب في داخلها الا الموتمر الشعبي اليتيم  .
ب- الاتفاق علي الإجرائيات ، مثل اليات و سقوف زمنية .
ج-الاتفاق علي القضايا الجوهرية اي  قضايا الحوار و محاورها و جدولتها .
في هذه الحالة ، و هي أحسن الحالات  صحة" ، ستنقاد المعارضة بكاملها و الحكومة بتوابعها الي جلسة سودانية سودانية يزكرها التاريخ مثلها مثل اليوم الذي تغني له عصفورالوطن و الشعب  ، الراحل محمد الوردي ، يقول فيه .
اليوم نرفع راية استقلالنا ، و يسطر التاريخ مولد شعبنا .

٣- اما الاحتمال الثالث :-   ربما يستمع النظام و احيانا الوسيط و بعض الشخصيات من المجتمع الدولي  دندنة الذئاب و الثابتين و خفافيش ألليل   تمد الايادي لأخذ  عطايا و هبات او وعود لتنازلات مجانية تصل رناتها للمجتمع الدولي و الغرض منها نيل القاب  العربية و الانجليزية  مثلا.((ممتاز excellent  )) و (( الولد الصالح good boy ))  تاركون ورائهم ما توافقوا مع الحلفاء و الأصدقاء .
في هذه الحالة ، و هي أسوأ حالات :-
تلزمنا الظروف لنعيد الماضي و نكرر العبارة قلناها سابقا ، ان  للجرة سمنة  لو تصدعت سكبت و البادي اظلم .،
، غدا لناظره قريب  , لكن الفضولية تقودنا نعني و نقول ، أقابلك في زمن ماشي و زمن و زمن لِسَّه . لكن  يا ريت باكر يكون هسي لأعرف ماذا يجري تحت هذه الإنفاق ؟  تعجل الشاعر اصدر نصيحته قبل الباكر الصباح أمانيا  سلامة الوصول . يقول  الشاعر  لمن يستمع إليه فقط  فنأخذ قوله و ننتظر الغد ،  قال مخاطبا هذه الحالة التي لا نتمني لها ان تلوح في حوالينا و لا علينا.        هذه هي النصيحة :- تأبي الرماح اذا اجتمعن تكسرا : و اذا افترقن تكسرت آحادا .

في كل الاحوال  ، حركة الرمال تصنع كثبانا  ليسبح فيها الدفان و حركة الرياح تصنع سَحَابا تصدر منها ذبذبات من اصوات  رعد  ، احيانا بلا امطار و حالنا يشبه ذلك .
و كثبان اليوم عبارة عن مجموعة من الخناجر تخترق قلب الهدف الشعبي و النزوات تلتقي في الخرطوم العاصمة
  منها علي سبيل المثال:-
١- وثيقة الدوحة الجامدة ،( انها شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه روؤس الشياطين )( الدعم السريع و الجنجويد )
٢- الحوار الخرطومي  في غرفة الصداقة ، يشبه جدل بين اليمين المتطرف و اليسار المعتدل حول الإجهاض .  و الجنين ميت ، و الطبيب يمانع الإجهاض في هذه الحالة ،  الصعوبة و المخاطر تحاصر الام  . (( لابد لليل ان ينجلي و لا بد للقيد ان ينكسر ))
٣- الخارطة المخروطة علي شكل المشروع الحضاري . هذه الخارطة تشبه زواج المثليين  التزاوج بلا إنجاب .
٤- الدعم الاوروبي لمكافحة الهجرة . يبدو و كأن الاتحاد الاروبي يقول ، مهلا يا الشعب السوداني ،انت لم تشبع الموت ساشبعك حتي تترع .
٥-  تقارب اي طرف دولي مع النظام :- اي تقارب يسبق السلام الدائم العادل و التحول الديمقراطي و ارساء الدعائم  لحقوق الانسان و إشاعة الحريات العامة تعتبر خنجرا في كبد الشعب السوداني .
٦-  أسلاك الهواتف المنبرشة و الدردشات الليلية  :- اي خط اتصال ليلي يسبق الاجتماعات الموعودة ، بمثابة زنا  الذي لا يمهل فاعله كثيرا ، اما ظهر حاملا او نفساء .
الهم ابعد كل شر و لا تجعل هذه العناصر تتكالب علينا  حتي لا تصبح خرطومنا  مقرنا و ملتقي  للاحقاد و الخناجر المسمومة  المصوبة علي قلب القضية .

بالاختصار :-

اذا تم التنفيذ ما يجري من الحراك التحتي المشبوه ، سينتج الآتي :

 ١- تجريد الاعزل   .
٢- تسليح المسلح  .

٣- مقاضاة الضحية و القاضي جلاد .
 

* رئيس حركة تحرير السودان