ما هو الجديد الذي حمله خطاب أمبيكي؟

كشف السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة عن اجتماع مرتقب تعقده أحزاب نداء السودان في العاصمة الإثيوبية …

محجوب محمد صالح

كشف السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة عن اجتماع مرتقب تعقده أحزاب نداء السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد عيد الفطر مباشرة لمناقشة رسالة تسلمها السيد الصادق المهدي من رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى تابو أمبيكي في الأسبوع الأخير من الشهر المنصرم استمراراً لمناقشات سابقة بينهما حول رؤية المعارضة لمطلوبات انخراط أحزاب المعارضة وحملة السلاح في الحوار الوطني، واعتبر السيد الصادق أن تلك الرسالة قدمت (مقترحات للتعامل الإيجابي مع خريطة الطريق التي وقعتها الحكومة ورفضت قوى المعارضة السياسية والمعارضة المسلحة التوقيع عليها) كما يرى السيد الصادق أن اجتماع نداء السودان المرتقب إذا وافق على تلك المقترحات فإن ذلك (سيفتح الطريق للتوقيع على خريطة الطريق) من جانب نداء السودان وبالتالي يفتح المجال للحوار.
لم يفصح بيان السيد الصادق عن مجمل تلك (المقترحات) التي احتواها خطاب أمبيكي والتي من شأنها أن تستجيب بطريقة ما لما تعتبره المعارضة مستحقات أساسية لا بد من الوفاء بها وفي غيبة هذه التفاصيل لا يستطيع المرء أن يحدد ما إذا كانت مقترحات أمبيكي قد أحدثت اختراقاً حقاً أم هي مجرد تبريرات لحمل المعارضة على التوقيع على خريطة الطريق، كما أننا لا نعرف إن كان أمبيكي قد حصل مسبقاً على موافقة الحكومة على تلك المقترحات أم هي ما تزال اجتهاداً فردياً من لجنته قد ترفضها الحكومة.

السيد الصادق ظل هو الأحرص من بين قوى المعارضة على انطلاق الحوار الوطني وهو الأكثر حراكاً للوصول إلى تفاهم مشترك يضمن انطلاق حوار حقيقي وهو يعلم أن محاولات سابقة لحوار انفرد حزبه بإجرائه ولم يحقق شيئاً وأن المستحقات التي تطالب بها المعارضة هي الضمانات لجدية الحوار وشمولها واستهدافه تحقيق المطلبين الهامين: السلام الشامل والتحول الديمقراطي وأن أي حوار لا تتضمن أجندته إجراءات واضحة وعاجلة لتحقيق هذين المطلبين هو حرث في البحر.

نخشى ما نخشاه أن يكون رد أمبيكي هو مجرد محاولة لإلحاق المعارضة بالحوار دون الاستجابة لمستحقات هذا الحوار التي أجمعت عليها قوى المعارضة بما فيها حزب الأمة- ومما يزيد من احتمال أن يكون هذا هو الهدف الحقيقي وراء خطاب أمبيكي الأخير هو تصريحات أميركية وبريطانية مع وعود هلامية بتطوير الحوار بعد انطلاقته، ومعنى هذا أن أمبيكي ولجنته لم تحدث أي تغيير في موقف الحكومة وتريد من المعارضة أن تقبل الأمر الواقع وتوقع على خريطة الطريق كما هي.
وإذا كان هذا هو الموقف فإننا لا نتوقع سوى الفشل لاجتماع أديس أبابا المرتقب ولا نظن أن قوى نداء السودان ستوقع صكاً (على بياض) في هذا الاجتماع.

حزب الأمة والسيد الصادق المهدي خير من يدرك أن أي حوار لا تتوفر مستحقاته وضمانته والاتفاق المسبق لإنفاذ مخرجات لا يحل مشكلة بل ربما زادها تعقيداً ولدى حزب الأمة حصيلة كبيرة من تجارب الحوار التي أدت إلى اتفاقات لم تجد طريقها للتنفيذ، وقد وصلت الأزمة السودانية الآن قمة لا تحتمل المزيد من التجارب الفاشلة أو (الحوار) الذي لا يعدو أن يكون مجرد عملية علاقات عامة تهدف إلى تجميل الوجه وكسب المزيد من الوقت.!!