مقتل قابلة في الفاشر جراء استمرار القصف المدفعي وتدهور مريع في الوضع الإنساني

النازحون من الفاشر إلى طويلة

النازحون من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور -يونيو 2025- منسقية النازحين واللاجئين

الفاشر – طويلة – شرق تشاد: 26 يونيو 2025 – راديو دبنقا

واصلت قوات الدعم السريع قصفها المدفعي على مدينة الفاشر، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

نعى المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، الدكتور إبراهيم عبد الله خاطر، القابلة زهراء حسين حسن، العاملة بالمستشفى الجنوبي، والتي قُتلت صباح اليوم جراء القصف المدفعي من قِبل قوات الدعم السريع، أثناء توجهها من منزلها بحي “أبو شوك” إلى موقع عملها.

ويواصل النازحون تدفقهم من الفاشر إلى بقية المحليات وولايات دارفور، بينما تعبر أعداد منهم الحدود إلى تشاد، وسط تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية داخل المدينة.

دعم للتكايا ودعوة للإسقاط الجوي

دعا محمد آدم كش، رئيس مكتب حركة تحرير السودان في الفاشر، الحكومة المركزية في بورتسودان إلى مواصلة عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية والتدخل العاجل لفك الحصار، مشيدًا بصمود المواطنين في وجه ما وصفها بـ”ميليشيا الدعم السريع” التي تفرض حصارًا خانقًا على الفاشر منذ أكثر من عام ونصف، مع استمرار القصف العشوائي على الأحياء السكنية.

وأعلن عن تقديم دعم تمثل في 45 جوالًا من الذرة، إلى جانب كميات من اللحوم، والمواد العينية، والدعم المادي، لتوفير احتياجات إعداد الوجبات للنازحين داخل المدينة.

رحّب القائمون على مبادرات التكايا في مدينة الفاشر بالدعم الإنساني الذي قدمته حركة تحرير السودان – مكتب الفاشر، ضمن جهودها المتواصلة لتخفيف معاناة المواطنين في ظل الحصار الخانق المفروض على المدينة من قِبل قوات الدعم السريع.

جاء ذلك خلال تسلّم عدد من ممثلي التكايا للدعم الثاني من نوعه. وقالت أنفال عوض الله سليمان، ممثلة مبادرة “الملكة”، إن هذا الدعم يشكّل دفعة قوية لاستمرار عمل التكايا في تقديم الوجبات للمتضررين، مناشدة الخيّرين وأهل المروءة للمساهمة في دعم هذه المبادرات. كما طالبت الجيش السوداني بالإسراع في فك الحصار عن الفاشر، نظرًا لتدهور الأوضاع المعيشية.

من جهته، أشاد موسى محمد شريف، من تجمّع الأندية الرياضية في الفاشر، بالخطوة، موجّهًا شكره لقيادة الحركة، وداعيًا إلى تحرّك عاجل لتدارك الوضع الإنساني الكارثي الذي تشهده المدينة.

أما محمد الرفاعي، من تكية “مطبخ الخير”، فقد وصف الوضع في الفاشر بأنه “مزري”، مثنيًا على دعم الحركة، لكنه أطلق في الوقت ذاته نداء استغاثة عاجل للجهات المختصة والمنظمات الإنسانية والخيرين لإنقاذ آلاف المدنيين من الجوع والمعاناة الناجمة عن استمرار الحصار.

تفاقم الوضع الإنساني في منطقة طويلة

حذّر محمد يعقوب، مسؤول الثقافة والإعلام في السلطة المدنية التابعة لحركة عبد الواحد محمد النور، من تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقة طويلة والمناطق المجاورة، بسبب التدفق الكبير للنازحين من مدينة الفاشر نتيجة تصاعد القتال.

وقال يعقوب، في حديث لبرنامج حديث اليوم على راديو دبنقا، إن المخيمات في منطقة طويلة استقبلت أكثر من خمسة آلاف نازح خلال الأيام الماضية، وسط نقص حاد في الغذاء والمأوى والمساعدات الإنسانية الأساسية، مشيرًا إلى أن كثيرًا من النازحين يفترشون الأرض ويعيشون دون أي حماية من الأمطار أو الشمس.

وأوضح أن الاستجابة من المنظمات الإنسانية لا تزال محدودة ولا تفي بالحاجة المتزايدة، رغم وجود عدد من المنظمات الدولية والوطنية في المنطقة، مطالبًا بتدخل عاجل لتدارك الوضع ومنع وقوع كارثة إنسانية.

كما أشار إلى تسجيل 11 حالة إصابة بالإسهالات المائية حتى الآن، وسط تحذيرات من تفشٍّ أكبر، مؤكدًا أن منظمة أطباء بلا حدود هي الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات علاجية في هذا المجال.

وفي ختام حديثه، دعا يعقوب إلى تسريع دعم جهود الزراعة كحل مستدام، خاصة للسكان المحليين، مؤكدًا أن النازحين الجدد لا يملكون أراضي للزراعة، مما يزيد من تعقيد الوضع.

80 الف لاجئ إلى تشاد خلال شهرين

قالت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الأربعاء، إنّ أعداد اللاجئين السودانيين من الفاشر ومحيطها إلى شرق تشاد يُقدّر بنحو (80) ألف شخص منذ نهاية أبريل الماضي. وأوضحت المنظمة أنّ الرحلة إلى مقاطعتي وادي فيرا وشرق إندي، تستغرق حوالي (10) أيام مليئة بالعنف والصعوبات، مشيرة إلى أن معظم الفارين نساء وأطفال، ويقيمون الآن في مخيمات مكتظة وتعاني من ضعف الخدمات الطبية الأساسية.

Welcome

Install
×