معارك “كر وفر” بالأبيض وإطلاق سراح المعتقلين وسط صدمة من “اغتيال” غامض

قصف مدفعي على الأبيض

قصف مدفعي على الأبيض-مايو 2025-راديو دبنقا

الأبيض: 29 ديسمبر 2025 : راديو دبنقا

تعيش مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، حالة من الترقب المشوب بالحذر، على وقع تطورات ميدانية وسياسية متسارعة. فبينما أحكم الجيش سيطرته على تخوم المدينة بعد معارك ضارية، شهدت الساحة السياسية انفراجة بإطلاق سراح معتقلين بارزين، في وقت صدم فيه المجتمع المحلي بحادثة اغتيال غامضة طالت أحد المواطنين أمام منزله.

أنباء متضاربة

أفاد مصدر مطلع لـ (راديو دبنقا) بوقوع مواجهات عنيفة اتسمت بطابع “الكر والفر” بين الجيش وقوات الدعم السريع في منطقة “الدنكوج” (30 كلم شمالي الأبيض). وبحسب المصدر، فقد سيطرت قوات الدعم السريع على المنطقة لفترة وجيزة قبل أن تنسحب منها، ليعيد الجيش انتشاره فيها مساء السبت.

وفي ذات السياق، تصدت “قوات الهجانة” لهجوم آخر شمال غربي المدينة بالقرب من “حي 13″، حيث انتهت المعركة بسيطرة كاملة للجيش. من جانبه، طمأن القيادي بالمقاومة الشعبية، الأستاذ محمد إبراهيم (دلص)، المواطنين باستقرار الأوضاع الأمنية داخل الأبيض، وقال لـ”راديو دبنقا”: “إن العمليات العسكرية كانت “خاطفة ومحسوبة بدقة”، ومشيداً بدور القوات الجوية في استهداف التحركات المعادية.

في المقابل قالت مصادر أخرى، إن الاشتباكات العسكرية بين الجيش وحلفائه من جهة والدعم السريع تواصلت شمال مدينة الأبيض، تقدمت فيها قوات الدعم السريع حتى الدفاعات المتقدمة للجيش على بعد كيلومترات شمال المدينة وسط مخاوف متزايدة لدى السكان. أفادت مصادر في الأبيض لراديو دبنقا بأن قوات الدعم السريع عقب تمكنها من السيطرة على منطقة الدانكوج يوم السبت واصلت تقدمها إلى قرية فرج الله على بعد 16 كلم شمال الأبيض. وأضافت المصادر أن قوات الدعم السريع توغلت صباح الأحد حتى وصلت إلى الدفاعات المتقدمة للجيش على بعد نحو 4 كلم فقط من المدينة، ما تسبب في زيادة القلق لدى المواطنين.

وأشارت المصادر إلى أن القصف بالطائرات المسيرة للدعم السريع توقف خلال يومي السبت والأحد، بعد أن استهدفت في الأيام الماضية كتائب البراء في مقر اتحاد المعلمين، والمدينة الرياضية، ونادي الاتحاد الرياضي، والفرقة الخامسة مشاة.ولم يتسن لراديو دبنقا التحقق من الأخبار.

انفراجة سياسية واغتيال غامض:

على الصعيد السياسي والحقوقي، نفذت السلطات الأمنية توجيهات المدير الجديد لجهاز المخابرات بالولاية، العميد (صهيب)، بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين غير المتورطين في جرائم جنائية. وشملت القائمة قيادات نقابية وسياسية فاعلة، هم: (الحاج حسن أحمد (حزب الأمة القومي). مهند حسن عيسى (عضو لجان مقاومة كريمة).عبد الوهاب (بوب) (رئيس التجمع النقابي بالولاية).

وبالتزامن مع هذه الخطوة، سادت حالة من الحزن والقلق عقب مقتل المواطن أنور آدم التوم (الملقب بجنقة) فجر اليوم. ونقل شهود عيان لـ (راديو دبنقا) أن مسلحين نادوا الضحية باسمه أمام منزله بـ “حي الرديف شرق” عند الساعة الثانية صباحاً، وأطلقوا عليه النار وسط “تكبيرات” قبل أن يلوذوا بالفرار، فيما لم تخرج السلطات الرسمية حتى الآن بأي توضيح حول هوية الجناة أو دوافع الجريمة.

الوضع الخدمي والإنساني:

ميدانياً، يشهد وسط المدينة حراكاً تجارياً طبيعياً، مع تحسن طفيف في الخدمات، حيث أعلن الأستاذ محمد إبراهيم عن بدء ضخ المياه في 30% من الأحياء بعد صيانة المصادر الجنوبية، مما قلل جزئياً من الاعتماد على الآبار السطحية.

إنسانياً، تظل الأزمة قائمة مع تدفق موجات النزوح من ولايتي جنوب وغرب كردفان. وتواجه مراكز الإيواء ضغطاً كبيراً يفوق طاقتها الاستيعابية، خاصة مع دخول فصل الشتاء، مما يضع الحكومة والمنظمات الدولية أمام تحدي توفير الاحتياجات العاجلة للفارين من لهيب الحرب الذين اتخذوا من الأبيض ملاذاً آمناً.

Welcome

Install
×