مختبر ييل يرصد مقبرتين جماعيتين حديثتين ونقطة تفتيش جديدة في الفاشر
مقبرة جماعية بالقرب من مستشفى الأطفال في الفاشر -نوفمبر 2025- مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية
الفاشر – 5 نوفمبر 2025 – راديو دبنقا
قال مختبر البحوث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة، في تحليلٍ لصور الأقمار الاصطناعية، إن عمليات التخلص من الجثث جارية في مدينة الفاشر التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مع استمرار الأدلة على القتل الجماعي.
وأوضح المختبر في تقرير صدر اليوم أن الأدلة تتضمن أنشطةً للتخلص من الجثث، مشيراً إلى وجود اضطرابين ترابيين على الأقل يتوافقان مع مقابر جماعية في مسجد ومستشفى الأطفال السابق.
وأشار التقرير إلى إزالة جثث من موقع شمال الحاجز الترابي الذي شيدته قوات الدعم السريع، مبيناً أن هذا النشاط يتسق مع قيام القوات بتنظيف موقع الفظائع الجماعية المزعومة.
ونبّه التحليل إلى مؤشراتٍ إضافية على احتمال استمرار القتل الجماعي في مستشفى الأطفال السابق، الذي أصبح الآن موقع احتجاز تابعاً لقوات الدعم السريع.
كما أشار التقرير إلى وجود مركبات نقلٍ كبيرة في حي الدرجة الأولى بشمال غرب الفاشر وجنوبها، وتوقّع أن يكون نشاط تلك المركبات مرتبطاً بحركة أشخاص (أحياء أو أموات)، أو بعمليات نهب، أو بنقل مواد أخرى.
وحدّد التقرير نقطة تفتيشٍ محتملة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مع مجموعةٍ من الأشخاص المرئيين على الطريق الرئيسي (A-5) بين الفاشر (عبر زمزم) وطويلة، في صور الأقمار الاصطناعية التي جُمعت في 1 نوفمبر 2025. ومع ذلك، لم يرصد التقرير أي مؤشراتٍ تتوافق مع نزوحٍ جماعي من الفاشر.
ورصد المختبر 34 مجموعةً من الأجسام التي تتسق مع الجثث الظاهرة في صور الأقمار الاصطناعية منذ 26 أكتوبر 2025، تاريخ استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة.
مقبرة جماعية بالقرب من مستشفى الفاشر للأطفال
أشار التقرير إلى أن نشاط الدفن والمقابر الجماعية الحالي يختلف عن نشاط الدفن الذي تم تحديده سابقاً في الفاشر قبل أن تستولي قوات الدعم السريع على المدينة.
وأوضح أن المقابر القديمة كانت فردية في مواقع معروفة، بينما تشير البيانات الحالية إلى وجود مقابر جماعية جديدة خارج مستشفى الفاشر للأطفال، على بُعد 30 متراً شرق المستشفى الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، وذلك في صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة في 1 و2 و3 نوفمبر 2025.
وأشار التقرير إلى وجود مؤشراتٍ على القتل الجماعي في هذا الموقع، استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية التي جُمعت في 28 أكتوبر 2025، حيث تظهر خطوطٌ كبيرة ومجموعةٌ من الأجسام المتسقة مع أشخاصٍ واقفين، في صورٍ التُقطت في اليوم السابق.
ولفت التقرير إلى ظهور ندوبٍ حرارية عبر الشارع من مستشفى الفاشر للأطفال السابق، في صور الأقمار الاصطناعية بتاريخ 1 نوفمبر 2025، حيث رُصدت مجموعة من الأجسام ذات الألوان الفاتحة في الموقع نفسه في صورٍ ملتقطة يوم 28 أكتوبر.
مقبرة جماعية في حي الدرجة الأولى
وأشار التقرير أيضاً إلى وجود دليلٍ على مقبرةٍ جماعية في مسجدٍ بحي الدرجة الأولى، حيث رُصد نشاطٌ يتوافق مع التخلص من الجثث في صورٍ التُقطت بتاريخ 27–28 أكتوبر.
وتُظهر الصور حُزماً بيضاء على الأرض بالقرب من تربةٍ مضطربة داخل المسجد، بين 30 أكتوبر و1 نوفمبر 2025، ما يشير إلى نشاط دفنٍ جماعي.
نقل جثث من قرب الحاجز الترابي
أشار التقرير إلى وجود أدلةٍ على القتل الجماعي ونقل الجثث من شمال الحاجز الترابي الذي أنشأته قوات الدعم السريع حول المدينة، والذي تمت إزالته في صورٍ لاحقة.
وقد ظهرت مجموعة من الأجسام المتسقة مع الجثث لأول مرة في الصور الملتقطة في 31 أكتوبر 2025.
تم تحديد الموقع أولاً بواسطة مجموعة “بيلنكات”، استناداً إلى مقاطع فيديو نشرتها قوات الدعم السريع، تتضمن لقطاتٍ لقائد محلي في الدعم السريع يُدعى أبو لولو، وهو ينفذ عمليات قتلٍ جماعي مزعومة.
شاحنات النقل في الفاشر
اعتبر التقرير وجود مركبات نقلٍ كبيرةٍ مسطحةٍ أمراً مقلقاً، إذ يمكن استخدامها لنقل الأشخاص (أحياءً أو أمواتاً) أو للنهب أو نقل المعدات العسكرية.
وأشار إلى وجود هذه المركبات في حي الدرجة الأولى، وهو الموقع الذي شهد وفق التحليل عمليات قتلٍ جماعي.
كما رصد التقرير شاحنتي نقلٍ بالقرب من المستشفى السعودي حتى 2 نوفمبر 2025، كانتا متوقفتين على طول السياج الشمالي خارج المستشفى، كما لاحظ إزالة أجسامٍ يُعتقد أنها جثث من المكان نفسه.
في المقابل، نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو بتاريخ 31 أكتوبر، قالت فيه إنها تقدم الرعاية الطبية في المستشفى السعودي.
ورُصدت كذلك شاحنةٌ مسطحة بحي الثورة في صور الأقمار الاصطناعية التي تم جمعها في 27 و28 أكتوبر 2025، لكنها لم تعد ظاهرة في صور 30 أكتوبر.
وكان حي الثورة في جنوب المدينة خاضعاً بالكامل لسيطرة قوات الدعم السريع قبل استيلائها على الفاشر بأكملها.
نشاط نقطة تفتيش
رصد التقرير نشاطاً متسقاً مع وجود نقطة تفتيشٍ تابعةٍ لقوات الدعم السريع بين طويلة والفاشر (زمزم)، ظهرت لأول مرة في صورٍ ملتقطة في 1 نوفمبر 2025.
يقع الموقع على بُعد نحو 20 كيلومتراً شرق طويلة، في منطقةٍ خاضعةٍ لسيطرة قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها.
وتقع طويلة تحت سيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد النور، وهي الملاذ الآمن الوحيد القريب للمدنيين.
وحدّد التقرير ثلاث مركبات في نقطة التفتيش، وأجساماً يُعتقد أنها لمجموعة من المحتجزين.
وأفاد نازحون من الفاشر وصلوا إلى طويلة بأن قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها تهاجم وتحتجز وتبتز الناس على طول الطرق المؤدية إلى طويلة ومواقع أخرى.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيانٍ إن “الناجين من الفاشر في طويلة أبلغوا عن فصل الأفراد حسب الجنس أو العمر أو الهوية العرقية، مع بقاء العديد منهم محتجزين للحصول على فديةٍ تتراوح بين 5 و30 مليون جنيه سوداني (ما يعادل 7,000 إلى 43,000 يورو)”.
حريق في معسكر السلام
أظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي تم جمعها يومي 1 و2 نوفمبر وجود ندوبٍ حرارية تتوافق مع أضرارٍ ناتجةٍ عن حرائق في معسكر السلام للنازحين، حيث امتد الضرر بنحو 0.2 كيلومتر مربع.
ورُصدت آثار حرارية على الأرض تربط بين عدة كتلٍ في المدينة، ما يشير إلى تدمير مساحاتٍ شاسعةٍ من الأحياء.
ولا يتسق نمط الضرر هذا مع هجمات حرقٍ عمديةٍ أو منهجيةٍ محدودة، بل قد يشير إلى أضرارٍ غير مقصودة ناجمة عن الحرائق.
ولا يُعتقد أن هذه المنطقة كانت مكتظةً بالسكان منذ عام، وكانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
يستخدم مختبر البحوث الإنسانية في كلية ييل منهجيات دمج البيانات لتحليل معلومات الاستشعار عن بُعد مفتوحة المصدر، والتأكيد المتقاطع للبيانات من وسائل التواصل الاجتماعي، والتقارير الإخبارية المحلية، والوسائط المتعددة، وبيانات المستشعرات الحرارية وصور الأقمار الاصطناعية.


and then