مجلس الأمن والدفاع ينهي اجتماعه دون إعلان موقف واضح من الهدنة الإنسانية
مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماع في الخرطوم - 4 نوفمبر 2025- إعلام مجلس السيادة
الخرطوم – 5 نوفمبر 2025 – راديو دبنقا
أنهى مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعه أمس في الخرطوم برئاسة القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لمناقشة المقترحات الأمريكية، دون أن يحدد موقفاً واضحاً من الهدنة الإنسانية المطروحة.
وتضمنت المقترحات الأمريكية التي قُدمت للجيش والدعم السريع هدنةً إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، فيما أعلن مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الدول العربية والأفريقية، عن التجاوب المبدئي للطرفين مع المقترحات، مع استمرار المناقشات حول التفاصيل.
وقال وزير الدفاع الفريق محاسب حسن داؤود كبرون، خلال تلاوته بيان الاجتماع أمس، إن مجلس الأمن والدفاع ناقش المبادرات الدولية، ورحب بالجهود المخلصة لإنهاء معاناة السودانيين، كما تقدم بالشكر لحكومة الولايات المتحدة والسيد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على جهوده المقدّرة حيال الأزمة.
ودعا المجلس في الوقت نفسه إلى مواصلة جهود الاستنفار والتعبئة للقضاء على قوات الدعم السريع، كما استعرض الموقفين السياسي والعسكري والأمني في جميع أنحاء البلاد، مؤكداً ضرورة الاستعداد للعمليات العسكرية.
وناقش الاجتماع أيضاً رؤية حكومة السودان بشأن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ودعم العمل الإنساني وتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء البلاد.
كما استعرض المجلس الانتهاكات الجسيمة وغير المسبوقة التي ترتكبها مليشيا قوات الدعم السريع بحق المواطنين العُزّل، والتي أدانها المجتمع الدولي، واتهم مؤسسات المجتمع الدولي بالتقاعس عن حمل القوات على تنفيذ القرارات الأممية الخاصة بعدم إمداد إقليم دارفور بالسلاح وفكّ حصار الفاشر.
وشارك في الاجتماع شركاء القوات المسلحة من قيادات القوات المشتركة والقوات المساندة الأخرى.
من جانبه، قال اللواء ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش، خلال اجتماع مع القوة المشتركة والقوات المساندة، إنهم عازمون على طرد قوات الدعم السريع من كردفان ودارفور.
قبول مشروط
وفي تعليقه على بيان مجلس الأمن والدفاع، قال اللواء (م) الدكتور محمد خليل الصائم في حديث لراديو دبنقا إن المجلس عازم على مواصلة القتال ضد قوات الدعم السريع، مع موافقته على الهدنة بالشروط السابقة، ومن بينها إخلاء الدعم السريع للمناطق التي يسيطر عليها، وتجميع قواته في معسكرات محددة.
وبيّن أن القوات المسلحة ترفض أن يكون الدعم السريع جزءاً من المستقبل السياسي، معتبراً ذلك حقاً مشروعاً للجيش السوداني.
وأضاف أن الترحيب بجهود الولايات المتحدة ومسعد بولس يأتي في إطار أن الحكومة لا تمانع في الهدنة بشروطها، مبيناً أن الهدنة تمنح الدعم السريع فرصةً لالتقاط أنفاسه.
وقال إن الولايات المتحدة “ظلت تتحدث كثيراً دون أن تفعل شيئاً”.
مقايضة للهدنة
من جانبه، اعتبر مبارك أردول، القيادي في الكتلة الديمقراطية المتحالفة مع القوات المسلحة، أن ما يجري حالياً هو مقايضة للهدنة الإنسانية بالمستقبل السياسي للحركة الإسلامية.
وأشار في مقالٍ على صفحته في فيسبوك إلى أن بيان الرباعية الصادر في سبتمبر الماضي أعلن بوضوح أنه لا مستقبل سياسي للجماعات العنيفة المرتبطة بالحركة الإسلامية، ما دفع هذه التيارات إلى التمترس في خندق الرفض.
ولفت إلى أن الحركة الإسلامية تُعد جدار صدٍّ أمام أي هدنة إنسانية يمكن أن تمهد لتسويةٍ شاملةٍ تنهي الحرب، موضحاً أن الدافع في ذلك ليس خافياً، وهو الحفاظ على وجودها السياسي بأي ثمن، ولو على حساب السودانيين واستقرار البلاد.
وأضاف أن الحركة الإسلامية ترفض بصورةٍ قاطعة أي جهود سلامٍ تراها تهدد مستقبلها السياسي، مشيراً إلى أن الهدنة أصبحت رهينةً لمعادلات النفوذ والحسابات الحزبية.
وأعلن رفضه التام لهذا النهج، مؤكداً أن السلام الإنساني لا ينبغي أن يكون صفقةً سياسية ولا جسراً لفصيلٍ يسعى إلى ضمانات وجوده.


and then