مختبر إنساني أمريكي: سقوط الفاشر بات وشيكاً

حصار الفاشر يشتد وسكانها يحاولون الفرار مع تصاعد هجمات الدعم السريع
الخرطوم – 26 سبتمبر 2025-راديو دبنقا
قال مختبر العلوم الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية إن سقوط الفاشر في يد الدعم السريع بات وشيكا. وأوضح في تقريره أمس الجمعة إنه يمكن سقوط الفاشر الآن في أي وقت. في حين أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للقوات المسلحة في بيان لها اليوم السبت أن الأوضاع مستقرة، وأن قواتها ثابتة ومتماسكة في كل المحاور، عازمون على مواصلة الإنتصارات وفك حصار الفاشر.
وأوضحت الفرقة أن مدينة الفاشر شهدت صباح اليوم قصفاً متقطعاً بالمدفعية الثقيلة من الساعة السابعة وحتى العاشرة صباحاً.
وأشارت إلى صد هجوم شنته قوات الدعم السريع على المدينة من المحور الشمالي والمحور الجنوبي الغربي.
وقالت إن قوات الدعم السريع شنت في الفترة المسائية، قصفا على أحياء المدينة مستخدمة المدفعية الثقيلة والمسيرات الإنتحارية ، ولكن لم تُسجَّل أي إصابات وسط المواطنين.
بالمقابل يرى مختبر العلوم الإنسانية في جامعة ييل”إذا كان من المقرر حدوث أي تدخل لحماية المدنيين المستهدفين بحملة التطهير العرقي التي تشنها قوات الدعم السريع في دارفور، فإن الوقت اللازم للقيام بذلك يُقاس بالساعات أو الأيام على الأكثر”.
50 هجوما على مواقع عسكرية
يُقيّم فريق مختبر ييل بناءً على تحليل الصور التي تم جمعها في 26 سبتمبر 2025، أن هجومًا متعدد الاتجاهات على الفاشر مستمر بدعم من الأسلحة الثقيلة.
تؤكد صور الأقمار الصناعية وقوع أكثر من 50 ضربة بالذخائر الثقيلة قرب مقر الفرقة السادسة للجيش السوداني ومبانٍ عسكرية أخرى، بما فيها سلاح المدرعات والمهندسين والسلاح الطبي ومدرسة الفاشر الثانوية. كما أظهرت صور سابقة رتلاً يضم 18 عربة عسكرية خفيفة بالقرب من شنقل طوباي في طريقها من نيالا إلى الفاشر.
توجد قوات الدعم السريع في الشمال الغربي بالقرب من مخيم أبو شوك للنازحين داخليًا ومجمع اليوناميد السابق. يمكن رؤية قصف جديد كبير بأسلحة ثقيلة، بما في ذلك على الأرجح مدفعية وطائرات بدون طيار، بالقرب من مقر الفرقة السادسة للقوات المسلحة السودانية.


تقدم مستمر
وأضاف التقرير أن القصف المدفعي المكثف والتقدم المستمر لقوات الدعم السريع براً داخل المدينة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية يظهر أن قوات الدعم السريع لا ترغب في وقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية، وأنها تواصل هجومها على الفرقة السادسة للمشاة نفسها. وتُظهر الأضرار التي لحقت بالمدفعية بالقرب من مقر سلاح المهندسين والسلاح الطبي والطب أن قوات الدعم السريع قادرة على استهداف منشآت القوات المسلحة السودانية بأقصى قوة.
وتتوقع منظمة حقوق الإنسان من أجل السلام أن الحصار سينتهي عندما تخترق قوات الدعم السريع حقل الألغام والدفاعات الأخرى التي تُحيط بآخر حاميات القوات المسلحة السودانية بالقرب من مطار الفاشر.
وأشار فريق المختبر إلى إنه لاحظ خلال الحصارات الأخيرة على عواصم ولايات دارفور أنها انتهت بهجمات ممنهجة على المدنيين، والتي خلصت حكومة الولايات المتحدة إلى أنها تُشكل إبادة جماعية.
وأضاف المختبر أن قوات الدعم السريع تستخدم آليات التفاوض الدولية لكسب الوقت لإكمال الهجمات على المناطق المدنية كاستراتيجية متسقة. داعيا المجتمع الدولي للتحرك بسرعة وألا يسمح لعمليات التفاوض بمنح قوات الدعم السريع ميزة تكتيكية في إنهاء الحصار.
فرار جماعي
يكشف تقرير صادر عن مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية أن مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تعيش واحدة من أكثر مراحل الحصار دموية وخطورة، حيث تحاول أعداد كبيرة من السكان الفرار سيراً على الأقدام، فيما تواصل قوات الدعم السريع هجماتها البرية والجوية على مواقع القوات المسلحة السودانية والمناطق المدنية.
يُشير التقرير إلى وجود مجموعات كبيرة مرئية في صور الأقمار الصناعية تسير باتجاه الساتر الترابي أول تأكيد مرئي على وجود مدنيين محتملين أو أفراد من القوات المسلحة السودانية أو القوات المشتركة يحاولون الهروب في صور الأقمار الصناعية. ويُظهر تحصين نقطتي خروج على الأقل في الساتر الترابي من قبل قوات الدعم السريع استمرار سيطرتها على أي طريق رسمي قد يسلكه المدنيون للفرار من المدينة.
ورصدت منظمة الهجرة الدولية نزوح أكثر من 9 آلاف شخص من الفاشر ومعسكر ابوشوك في الفترة بين 17حتى 24 سبتمبر.
أفادت التقارير بارتكاب قوات الدعم السريع عمليات احتجاز خارج نطاق القضاء ونهب وقتل وانتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان بحق المدنيين الذين حاولوا الفرار عبر هذه المنافذ.
متاريس تحاصر المدينة
ووفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية، امتدت المتاريس الترابية التي شيدتها قوات الدعم السريع حول الفاشر إلى أكثر من 68 كيلومتراً، ولم يتبق سوى مسافة لا تتجاوز 4 كيلومترات قبل اكتمال الطوق العسكري. كما عززت القوات نقاط تفتيش عند طريق الفاشر–كتم وبوابة مليط، ما يقلص فرص المدنيين في الهروب الآمن.
تُظهر نقطة الخروج عند بوابة مليط وجود مركبتين فنيتين خفيفتين في صور الأقمار الصناعية. قامت قوات الدعم السريع ببناء ثلاثة كيلومترات إضافية من المتاريس بين 22 و26 سبتمبر 2025.


حرق وقصف عشوائي
حدد فريق ييل لحقوق الإنسان أضرارًا تتفق مع هجمات الحرق العمد في مخيم أبو شوك للنازحين داخليًا. ويبدو أن هذا النمط من الأضرار يتفق مع عمليات التطهير التي تقوم بها قوات الدعم السريع والتي تنفذ فيها هجمات حرق متعمد من منزل إلى منزل.

قصف في حي الدرجة الأولى
حدد فريق ييل لحقوق الإنسان قصفًا في حي الدرجة الأولى، جنوب مخيم أبو شوك للنازحين داخليًا وشمال المطار. يُعتقد أن هذه المنطقة هي آخر منطقة متبقية ذات كثافة سكانية كبيرة في الفاشر. أفادت مصادر مفتوحة أن قوات الدعم السريع شنت هجمات واسعة النطاق وموجهة بطائرات بدون طيار على أي نشاط بشري داخل الدرجة الأولى، بما في ذلك استهداف سوق (يُزعم أن 27 شخصًا قُتلوا) ومسجد الصافية.
مقابر جديدة تكشف حجم الخسائر
رصد التقرير أكثر من 70 قبراً جديداً خلال أسبوع واحد، بينها 30 قبراً في حي دارجة الأولى و40 قبراً قرب المطار، حيث تتمركز القوات الحكومية. هذه المؤشرات تدل على ارتفاع عدد الضحايا نتيجة الهجمات المستمرة.
حدد مختبر ييل للأمن البشري أكثر من 70 تلة دفن جديدة في الفاشر خلال أسبوع واحد تقريبًا باستخدام صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها بين 18 و26 سبتمبر 2025. تم إنشاء مقبرة جديدة في حي الدرجة الأولى شمال المستشفى السعودي مع ما لا يقل عن 30 تلة دفن بين 18 و26 سبتمبر 2025. هناك زيادة قدرها 40 تلة دفن في المقبرة الجديدة بالقرب من المطار، قاعدة العمليات الفعلية للقوات المسلحة السودانية، في صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها بين 18 و26 سبتمبر 2025.

منهجية التقرير
يستخدم مختبر ييل للبحوث الإنسانية منهجيات دمج البيانات من مصادر مفتوحة ومصادر الاستشعار عن بُعد. وقد أنتج هذا التقرير من خلال التحقق المتبادل من بيانات المصادر المفتوحة، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، والتقارير الإخبارية المحلية، والوسائط المتعددة، وغيرها من التقارير، وبيانات الاستشعار عن بُعد، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وبيانات أجهزة الاستشعار الحراري.