غرف الطوارئ تفوز بجائزة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان

أمستردام: 17 سبتمبر 2025:راديو دبنقا
أعلنت لجنة جائزة رافتو النرويجية لحقوق الإنسان عن منح جائزتها لعام 2025 إلى غرف الطوارئ في السودان تقديراً لجهودها في حماية الحق في الحياة، في وقت يعيش فيه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
تمنح جائزة البروفيسور ثورولف رافتو التذكارية لحقوق الإنسان، المعروفة باسم جائزة رافتو، سنويًا منذ عام 1987 للأفراد أو المنظمات الذين تميزوا في عملهم من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية، وذلك لتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان، والاعتراف بالمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يستحقون اهتمام العالم.
تكمن أهمية فوز غرف الطوارئ بالجائزة في أنها تسلط الضوء على نضال السودانيين وصمودهم، وتكريم المتطوعين في غرف الطوارئ الذين يخاطرون بحياتهم دفاعاً عن الكرامة والحق في الحياة. واعتبرت المؤسسة إن الجائزة رسالة تضامن عالمية مع الشعب السوداني، وتأكيد على أن المجتمع المدني المحلي هو حجر الأساس لأي سلام وديمقراطية في المستقبل.
وفاز أربعة ممن حصلوا على جائزة رافتو النرويجية بجائزة نوبل للسلام وهم أونج سان سو كي من ميانمار، وخوسيه راموس هورتا من تيمور الشرقية، وكيم داي-جونج من كوريا الجنوبية، وشيرين عبادي من إيران.
ويحصل الفائز بجائزة رافتو على شهادة ومكافأة مالية قدرها 20 ألف دولار.
ومن المقرر الإعلان عن جائزة نوبل للسلام لهذا العام في العاشر من أكتوبر في أوسلو. ورشح معهد أبحاث السلام في أوسلو، وهو مؤسسة بحثية، غرف الطوارئ للفوز بالجائزة.
وفي ابريل الماضي،حصلت غرف الطوارئ على جائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان.
غرف الطوارئ: ولادة من رحم المعاناة
نشأت غرف الطوارئ في أعقاب اندلاع الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، والتي أدت إلى انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة. وجد المواطنون أنفسهم في مواجهة أوضاع كارثية، فبادروا إلى إنشاء شبكات محلية قاعدية من المتطوعين لتقديم المساعدات الأساسية وإنقاذ الأرواح.
انتشرت هذه الغرف من العاصمة الخرطوم إلى مختلف ولايات السودان، وأصبحت اليوم تغطي 13 من أصل 18 ولاية.
أدوار حيوية
تقوم غرف الطوارئ بأنشطة حيوية للحفاظ على الحياة والكرامة الإنسانية، منها:تقديم الرعاية الصحية، توزيع الغذاء والمياه، انتشال ودفن الجثث ،توثيق ورصد حالات العنف الجنسي والتصدي لها.
وتتميز هذه الغرف بهيكل تنظيمي أفقي غير هرمي، مما يمنحها المرونة والاستقلالية، ويعزز مشاركة المجتمعات المحلية في جهود الاستجابة.
امتداد لتجارب المجتمع
تستند غرف الطوارئ إلى تقاليد التضامن والدعم المجتمعي المتجذرة في الثقافة السودانية، كما تحمل إرث لجان المقاومة التي لعبت دوراً بارزاً في ثورة ديسمبر 2019.
يمثل هذا النموذج الشعبي دينامية جديدة في العمل المدني، حيث يجمع بين الاستجابة الإنسانية العاجلة وممارسة أشكال من الحوكمة الديمقراطية على المستوى المحلي.
ورغم محدودية الدعم الدولي، استطاعت هذه الغرف الصمود بفضل التبرعات العينية من المتطوعين والمجتمع المحلي، إضافة إلى مساهمات المغتربين السودانيين. إلا أن المتطوعين يواجهون أخطاراً جسيمة، بما في ذلك الاعتقال والتعذيب والقتل، وقد فقد أكثر من 100 منهم حياتهم منذ بداية الحرب.
توصيات ونداءات
أوصت المؤسسة التي منحت جائزة رافتو أطراف النزاع باحترام القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وضمان سلامة العاملين في الإغاثة.
كما دعت المجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم للسودان والانخراط مع المبادرات المحلية مثل غرف الطوارئ.
وطالبت إجميع الفاعلين بوقف إطلاق النار فوراً، إنهاء القتال، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.