عسكريون أجلوا اسرهم من كادقلي والدلنج لمناطق (الحلو) ومطالبات بهدنة مرور للمدنيين
نازحون فارون من الحرب :مصدر الصورة : اليونيسف : محمد جمال
كادوقلي: الدلنج 21 ديسمبر 2025: راديو دبنقا
كشفت الأستاذة سوسن جمعة، القيادية بقوى تحالف جبال النوبة المدنية، عن تطورات ميدانية وإنسانية بالغة التعقيد في ولاية جنوب كردفان، مشيرة إلى هروب جماعي لقيادات من حزب المؤتمر الوطني (المحلول) وموظفي الدولة والمنظمات الدولية من مدينتي كادوقلي والدلنج، وسط موجات نزوح بشرية هائلة نحو المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز ادم الحلو نائب رئيس تحالف تأسيس .
وتوقعت منظمة الهجرة الدولية السبب نزوح ما بين 90 ألف إلى 100 ألف شخص، إذا استمر القتال في كادوقلي ورجحت تأثر نحو نصف مليون شخص من مدينة الأُبَيِّض بسبب تصاعد القتال
مفارقات ميدانية:
وفي تصريحات أدلت بها لـ” راديو دبنقا”، كشفت سوسن جمعة عن مفارقة لافتة تعكس حجم الأزمة، حيث أكدت أن قيادات عسكرية في الجيش السوداني وموالين لهم قاموا بإجلاء أبنائهم وعائلاتهم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية طلباً للأمان. وقالت: “هذا يوضح مدى التعقيد، فالحركة الشعبية تستقبل الجميع دون تصنيف سياسي أو جهوي باعتبارهم أبناء منطقة واحدة، وهو ما يجسد تلاحم المكونات الاجتماعية رغم الصراع العسكري”.
كارثة إنسانية:
وكشفت سوسن لراديو دبنقا عن أنه لا توجد احصائيات رسمية للنازحين ، وأن أخر مجموعات نزحت لمناطق الحركة الشعبية شمال (برنو – البرام) بلغت 13 ألف نازح وحذرت القيادية المدنية من وضع إنساني “كارثي” يواجه الفارين من جحيم الصراع، وأوضحت: يقطع النازحون مسافات طويلة سيراً على الأقدام لمدة تصل إلى 3 أيام، أو باستخدام الدواب وشاحنات نقل صغيرة في ظل انعدام تام للمساعدات.

الاحتياجات العاجلة:
وقالت سوسن : “يعاني النازحون من انعدام المأوى والبطاطين في ظل الشتاء القارس، وصولاً إلى استهلاك “مياه الملح” كبديل للسكر والملح لعدم توفر الغذاء”.وكانت منظمة الدولية للهجرة أعلنت في وقت سابق نزوح اكثر من 50 ألف شخص في اقليم كردفان وحذر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من تصاعد المخاطر على المدنيين في كردفان مع زيادة حدة الأعمال العدائية، وذكر أن الوضع يتدهور بسرعة ويؤدي إلى نزوح جماعي جديد
خروج المنظمات وانسداد أفق التفاوض:
في السياق أكدت سوسن جمعة في المقابلة مع راديو دبنقا مغادرة معظم موظفي الدولة ومسؤولي المنظمات الدولية لمدينة كادوقلي، مع بقاء عدد قليل منهم في الدلنج. وحول مساعي التهدئة، كشفت عن وجود نقاشات غير مباشرة سابقة مع الأطراف؛ حيث أبدت الحركة الشعبية والدعم السريع مرونة في حال انسحاب الجيش، إلا أن الضغوط على العسكريين والمخاوف الأمنية أدت لتوقف هذه النقاشات دون رد رسمي من قيادة الجيش حتى الآن.
نداء للمجتمع الدولي:
ووجه تحالف جبال النوبة المدني نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي بضرورة التدخل لتوفير الاحتياجات الإغاثية ووسائل الترحيل للنازحين. وطالبت سوسن جمعة عبر راديو دبنقا بفرض “هدنة إنسانية” فورية لإجلاء المدنيين العالقين، في ظل التصعيد العسكري المستمر الذي يهدد حياة الآلاف في الولاية.


and then