عبد العزيز التوم ابراهيم: في محنة طلاب دارفور… إختمار عجينة الجنوب الثاني!

ان العنصرية والتمييز العنصري وما يتصل بذلك من تعصب حيثما ترقي الي مستوي العنصرية والتمييز العنصري ، هي امور تشكل إنتهاكات …

عبد العزيز التوم ابراهيم

 

ان العنصرية والتمييز العنصري وما يتصل بذلك من تعصب حيثما ترقي الي مستوي العنصرية والتمييز العنصري ، هي امور تشكل إنتهاكات خطيرة وعقبات أمام التمتع الكامل بجميع حقوق الانسان ، وتمثل إنكاراً لحقيقة بديهية هي ان جميع البشر قد ولدوا أحرار ومتساوون في الكرامة والحقوق ، وتُعد عقبات أمام قيام علاقات ودية سليمة فيما بين الشعوب والامم،وانها من الاسباب الجذرية لكثير من النزاعات الداخلية والدولية بما فيها النزاعات الداخلية وما يترتب عليها من تشريد قسري للمواطنين والقتل والجوع والمرض.

لا يقتصر التمييز العنصري البنائي في السودان فقط علي المرافق الرسمة او الاقتصادية او التشريعات ذات الطابع الفاشي بل تنال الجامعات والكليات الاكادمية رافعة الشعارات الانسانية التقدمية ! حيث تغلغل العنصرية علي كل مناحي والضروب الحياتية في السودان حتي بات بعض أساتذة الجامعات سمامرة لترويج الكراهية والعنصرية في الاوساط المجتمعية إنتصارا للمذات والاهواء الشيطانية للعصابة الاسلامية الحاكمة ضاربين عرض الحائط كل الحكمة والفلسفة من وراء الجامعات بما فيها المنبر النقابي الذي يجب ان يوفر بيئة صالحة للطلاب في التدريب علي اللُعبة الديمقراطية والقبول بمخرجاتها وبناء ثقافة التنافس الايجابي والقبول بالاخر .حيث يعمل خفافيش النظام المتمثلة في بعض الاستاذة والجهاز الامني الطلابي لتزوير الارادة الطلابية لصالح طلاب النظام او باسمه الحركي (المُقرف) حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين !.

في خضم المشروع الإجرامي العنصري وسياسات الكراهية التي تبنتها الحركة الاسلامية منذ اغتصابها للسلطة اظهرت بُعدا عدوانيا تجاه الانسان السوداني بدافور ولا سيما استخدمت كل اساليب التعنيف وخلق بيئة تتوالد وتتكاثر فيها الجريمة بما فيها تجارة المخدرات والاسلحة ! وما حادثة استهدف طلاب السودان بدارفور بجامعة بخت الرضا عبر آليات فرز اجتماعي وتمييز عنصري واضح عن بقية الطلاب لاتقل بشاعة من السياسيات والاستراتيجيات الموجهة ضد انسان دافور،وفي هذا الصدد يمكن سرد للاحداث الماساوية في الجامعة علي النحو التالي :

في يوم9/5/2017 تقدم طلاب جامعة بخت الرضا بما فيهم طلاب دارفوربمذكرة لدي عميد شئون الطلاب د. معتز بالله بكري  مُطالبين فيها بتهيئة المناخ الديمقراطي لممارسة العملية الانتخابية للمنبر النقابي الطلابي بالجامعة ، فلم يلق رد العميد رضا وقبول الطلاب حيث تقدموا بمذكرة اخري لدي مدير الجامعة بروفيسور جاد الله عبد الله في يوم 10/5/2017 مُصرين علي ذات المطالب ولكن رد مدير الجامعة ايضا لم يُقابل مطالب الطلاب مما ادت الي تفاقم الاوضاع الامنية بالجامعة.

في يوم 11/5/2017 اقتحمت الشرطة المجمع السكني للطلاب والكليات باستخدام القوة المادية مما نتجت الي اصابة طالبين ، وفي ذات اليوم تكررت حملات الشرطة ضد المجمعات السكنية للطلاب بما فيهم طلاب دارفور لثلاثة مرات مما حدا باصابة شرطيين وقد تُوفيا لاحقا علي حسب افادات الشرطة  ، وتم اعتقال 65 طالبا اغلبهم من طلاب دافور ، ولاحقا افرج عنهم ما عدا 9 تم ايقافهم علي ذمة التحقيق في مقتل الشرطيين .

في يوم 12/5/2017 اصدر مدير الاسكان بالجامعة امرا يقضي باخلاء الداخيات من الطلاب في غضون ثلاثة ساعات فقط والا يتم مواجهتم بالعنف ، وفي اثناء ذلك قد هَمَ بعض الطلاب للخروج مع صدور القرار وفي طريقهم للميناء تم مداهتمهم والاعتداء عليهم بواسطة بعض العصابات يُعتقد انهم مليشيات تابعة للمؤتمر الوطني او جهاز الامن الطلابي ، مما حدا ببقية الطلاب الامتناع من الخروج من الداخلية الا بضمانات وفي هذا السياق قد حضر قائد جيش حامية الدويم وتقدم بضمان اخراجهم من الداخلية حتي الميناء وبالفعل تم ذلك .

في يوم 18/5/2017 اصدرت ادارة الجامعة امراًبتكليف18 طالبا من ضمنهم 16 من  اقليم دارفور للمثول أمام لجنة المحاسبة في غضون 24 ساعة ، وبعد اربعة ايام من صدور هذا الامر ، اصدرت إدارة الجامعة قرار يقضي بفصل 14 طالبا كلهم من طلاب دارفور .

لم تستجب ادارة الجامعة حول مطالب لجنة طلاب دافور بمافيهم استعادة طلاب دافور المفصولين للدراسة وحتي المساعي التي بذلت مع الوالي قد باءت بالفشل واخيرا قرر طلاب دافور تقديم استقالات جماعية ومغادرة الجامعة تعبيرا عن رفهضم للاستهداف العنصري. ولكن السطات الامنية بالولاية قد وضعت عراقيل امامهم.

بعد تمكن الطلاب من الوصول الي جبل أولياء منعتهم السلطات من الدخول الي ولاية الخرطوم وقرروا العودة الي قرية الشيخ ياقوت حيث تم استضافتهم هناك وقُدم لهم الماء والغذاء ، وفي ليلة 20/7/2017 حضر مدير الجامعة ومعه مدير شرطة النيل الابيض ومدير جهاز الامن ووضعوا الطلاب أمام خيارين اما العودة الي الدويم او استخدام القوة لاخلائهم من المكان ، ورفض الطلاب لخيار العودة الا بعد النظر والحل لمشاكلهم الاساسية.

في يوم 21/7/2017  قد قرر طلاب دافور الرجوع الي دافور بعد ان منعتهم السلطات الدخول الي الخرطوم وقبيل عودتهملمدينة الدويم ومن ثم دافور قد قابلهم الوالي وقدم لهم بعض الالتزامات الشفاهية دونما تحديد سقف زمني الا ان الطلاب رفضوا ذلك ولتاريخ كتابة هذا المقال هم في الميناء نحو العودة لدافور.

وتتبدي من خلال هذا السرد ان منبر النقابي المتنازع عليه هو اتحاد طلاب الجامعة ، يعني ان جميع طلاب الجامعة شاركوا في التظاهرة السلمية للمطالبة بحقوقهم ، اذن لماذا استهداف طلاب دافور دون غيرهم من الطلاب؟! وايضا من الملاحظ ان ادارة الجامعة اصدرت أمراً باخلاء الداخليات من الطلاب فورا، وفد الوقت ذاته اصدر امر تكليف للحضور امام لجنة المحاسبة مع العلم ان الطلاب المطلوب حضورهم من طلاب دارفور وتبعا لذلك اصدرت اللجنة أمر فصلهم جميعا؟! ألم تكن هناك نية مسبقة لفصل هؤلاء الطلاب ؟ ولماذا قام سماسرة وتجار العنصرية ونشر الكراهية للتأليب والتحريض ضدطلاب دارفور علي منابر المساجد وغيرها من الوسائط الاجتماعية الاخري ؟ ألم تعد هذه هي العنصرية المُقيتة التي دفعنا ثمنها الغالي بذهاب ثلث ارض هذا الوطن ؟!.