طارق الشيخ سلامة: يجب الخروج من الثنائية العسكرية بمشروع سياسي

الدوحة:الجمعة 26/يناير/2024:راديو دبنقا
وصف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، طارق الشيخ سلامة، منبر جدة بأنه المكان المناسب لوقف الحرب ومنذ الوهلة الأولى، لكن العيب الأساسي فيه هو غياب أي مشروع للقوى السياسية مجتمعة تتيح الخروج من الصراع الثنائي إلى رحاب بحث المشكلة السودانية بشكل عام. واعتبر أن منبر جدة معني بوقف الحرب، بينما الشعب السوداني معني بالعودة إلى طريق الثورة، ثورة ديسمبر، ما يتطلب امتلاك رؤية جديدةـ رؤية قادرة على التفاعل مع هذا الواقع الذي أفرزته ثورة ديسمبر. هذا يقتضي وجود مشروع سياسي جديد يضع مفاتيح للخروج من الأزمة السياسية الحالية ودون ذلك لن ينجح منبر جدة أو غيره من المنابر في الوصل إلى حل للأزمة السودانية.
دور محدود لمنبر جدة
وحول الفصل بينما هو سياسي وما هو عسكري بحيث يتولى منبر جدة حسم القضايا العسكرية والإنسانية ومن ثم النظر في القضايا السياسية، اعتبر طارق الشيخ سلامة بأن منبر جدة سيكون في هذه الحالة عبارة عن مسكنات لأنه حتى لو توصل منبر جدة إلى نتيجة إيجابية فإنها ستنحصر في وقف القتال بين قوى عسكرية متصارعة في الساحة السياسية السودانية. إذن المشكلة الاساسية هي مشكلة سياسية خصوصا وأن وقف الحرب يمكن خرقه في أي لحظة ومهما بذل منبر جدة من جهود سيظل دوره محصور في وقف العدائيات لأنه حتى لتنفيذ هذه الالتزامات فإن ذلك يتطلب وجود قوى مدنية بحيث يخرج الطرفان العسكريان من المعادلة السياسية. الأزمة السياسية هي التي اوصلتنا إلى هذه النقطة التي تجعل من حميدتي مساوي للبرهان وكلاهما أعداء للثورة وأعداء لطريق الثورة. لذلك منبر جدة سيكون عبارة عن مسكنات لأزمة في وقت معين وفي تاريخ معين، لكن السؤال المهم للقوى السياسية هو ثم ماذا بعد.
البرهان يمثل النظام القديم
وما إذا كان متاحا العودة إلى منبر الإيقاد مرة أخرى بالنظر إلى شموله لمكون سياسي رغم انسحاب قيادة الجيش منه، شدد طارق الشيخ سلامة إلى أن ما ينطبق على منبر جدة ينطبق على مبادرة الإيقاد لأن مفتاح الحل ليس بيد حميدتي وليس بيد البرهان حتى ولو واصلوا الاقتتال إلى ما لا نهاية. فهنالك ثورة عظيمة حدثت في السودان، القوى التي ترفض باستمرار ويمثلها الجيش هي بكل تأكيد النظام القديم والذي يرسل من خلال كل هذه المماطلات رسالة للمجتمع الدولي أنه لا يمكن التوصل لحل لقضايا السودان دون وجودهم على سدة الحكم. في منبر جدة أو مبادرة الإيقاد هناك مساعي للجمع بين حميدتي والبرهان، لكن ذلك لا يمثل حل لإشكالية السودان لأن البرهان يمثل النظام القديم تماما ويتلقى أوامره وكل تكتيكاته مبنية على تكتيكات الحركة الإسلامية التي تستهدف القضاء على الثورة العظيمة التي تمت في السودان وتنتقم من هذه الثورة ومن الثوار. ونلاحظ ذلك بوضوح في حملة الاعتقالات التي تطال كل قوى الثورة الحية ومن طرف الجيش بالذات. لذلك ليس هناك أمل في الخروج من هذا المأزق إلا إذا خرج الطرفان العسكريان من الساحة السياسية وهو ما ذكره الدعم السريع في منبر جدة وهذا يمثل مدخل جيد لامتحان مصداقية حميدتي فيما يقول وفي نفس الوقت نوسع هذه الثغرة التي انفتحت في منبر جدة ونبني عليها