ردود فعل واسعة ومتباينة حول تشكيل حكومة تأسيس في نيالا

التوقيع على الميثاق التأسيسي في نيروبي- 22 فبراير 2025- تحالف السودان التأسيسي
أمستردام – 27 يوليو 2025 – راديو دبنقا
شهد الإعلان عن تشكيل حكومة تأسيس في نيالا ردود فعل واسعة ومتباينة من مختلف الأطراف، استنادًا إلى مواقفها من الحرب الدائرة حاليًا.
وأعلن التحالف أمس تشكيل مجلس رئاسي من 15 عضوًا برئاسة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ونائب الرئيس عبدالعزيز الحلو، قائد الحركة الشعبية، بجانب تعيين محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء، وتعيين 8 حكّام للأقاليم.
لا أجندة انفصالية
قال وزير العدل الأسبق، نصرالدين عبدالباري، إن الحكومة الجديدة تُعد “الحدث الأهم في تاريخ البلاد الحديث منذ ولادة الحركة الشعبية لتحرير السودان في 16 مايو 1983، بمدينة بور، أقصى جنوب السودان”.
وأكد أن حكومة التأسيس ذات أجندة غير انفصالية، وسيكون مقرها في نيالا، واعتبرها “صوتًا وملاذًا وحامية وخادمة لكل المواطنين المناهضين لبقاء وبطش الدولة السودانية القديمة الفاشلة”.
وأضاف نصرالدين في تغريدة على منصة “إكس”: “السيادة التي أساءت النخب الحاكمة تاريخيًا استخدامها، عادت إلى أصحابها الحقيقيين: السواد الأعظم من شعوب السودان المُغيّبة عن مراكز القرار”.
المحافظة على وحدة السودان
من جانبه، قال سليمان صندل، رئيس حركة العدل والمساواة – وهي من مكونات التحالف – إن حكومة السلام “نتاج طبيعي لثورات السودان التراكمية، المدنية والمسلحة”.
وأوضح في تغريدة على منصة “إكس” أن حكومة السلام تهدف إلى وقف الحرب، وإقامة الدولة السودانية على أساس المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات الدستورية، كما تهدف إلى صيانة وحدة السودان أرضًا وشعبًا، وتسعى لتقديم الخدمات في المجالات العدلية، والقضائية، والأوراق الثبوتية، والصحة، والتعليم.
هجوم وانتقادات
شن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن نبيل عبدالله، هجومًا عنيفًا على إعلان تحالف السودان التأسيسي عن تشكيل الحكومة، ووصفها بـ”التمثيلية” و”المحاولة اليائسة لشرعنة مشروعهم وتمرير أجندة من يدعمونهم من الخارج”.
واعتبرها “محاولة لخداع حتى شركائهم”، مبينًا أن مشروع الدعم السريع يتمثل في “الاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحاتهم الذاتية غير المشروعة”، ووصفه بأنه “مشروع عنصري”.
من جانبه، قال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، إن تشكيل حكومة تأسيس “لم يأتِ بجديد”، مبينًا أن قوات الدعم السريع “تقوم بتوزيع الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها بالتساوي على حلفائها”.
وفي ذات السياق، وصف المستشار السياسي لرئيس حركة العدل والمساواة السودانية، بابكر حمدين، تشكيل حكومة التأسيس بأنه “خطوة فوضوية فاشلة”، وقال إنها “تفتقر لأي قيمة سياسية أو عسكرية أو خدمية، ولا تملك أي شرعية قانونية أو دستورية، كما أنها لا تحظى بقبول داخلي أو خارجي”.
وأضاف حمدين في تغريدة على منصة “إكس” أن تشكيل الحكومة “أثبت إدانة الشخصيات المتورطة في الحرب، إلى جانب الدعم السريع، والتي كانت تدّعي الحياد وتنادي بإيقاف الحرب”.
النموذج الليبي
قال ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، إن السودان يشهد لأول مرة منذ عام 1956 حكومتين في بلد واحد تتنافسان على السلطة والموارد والشرعية، وتعملان على إطالة أمد الحرب.
وأضاف: “النموذج الليبي دمّر دولة أهلنا في ليبيا، ولن يكون أفضل حالًا في السودان”.
وأكد في تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي أن “الطريق القصير للسلام هو جلوس الأطراف للوصول إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري ينهي الكارثة الإنسانية ويوفّر الحماية للمدنيين، ثم إنهاء الحرب عبر معالجة جذورها، وعلى رأسها إقامة دولة المواطنة بلا تمييز، والديمقراطية، والتنمية، والعدالة، والمحاسبة، وجيش مهني”.
وأكد ضرورة “عدم مكافأة الحركة الإسلامية وتصنيفها كتنظيم إرهابي”.