ردود فعل واسعة على تصريحات البرهان
رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان خلال وصوله إلى مطار الخرطوم -صفحة القوات المسلحة
أمستردام – 24 نوفمبر 2025 – راديو دبنقا
أثارت تصريحات القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، أمس الأحد، التي هاجم فيها الرباعية الدولية ومسعد بولس، ردود فعل واسعة.
وقال الدكتور علاء نقد، الناطق باسم تحالف “تأسيس”، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن تصريحات البرهان برفض مقترحات الرباعية دليل قاطع على أن الجيش السوداني الحالي ليس جيش السودان، وإنما جيش الحركة الإسلامية، وأن البرهان يدافع عن مصالح هذه الحركة.
واعتبر نقد، في المقابلة ذاتها، ترحيب البرهان بمساعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلاعباً بالمجتمع الدولي ومماطلة لكسب الوقت وإعادة تنظيم صفوف الإسلاميين.
وربط علاء نقد تصريحات البرهان الأخيرة باعتزام الإدارة الأمريكية القوية تصنيف الإسلاميين كجماعات إرهابية، مما كشف عن تحالف البرهان مع الحركة الإسلامية.
هجوم على الجيش
وحول نفي البرهان علاقة الجيش بالحركة الإسلامية، يؤكد الدكتور علاء نقد أن الجيش السوداني منذ عام 1989 يخضع لسيطرة الإسلاميين، الذين يتحكمون في التعيينات والترقيات والقبول في الكلية الحربية بناءً على الولاء للمؤتمر الوطني.
وقال إن هذه الحرب اندلعت بهدف إعادة الإسلاميين إلى السلطة، حيث قام البرهان بإخراج المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية من السجون.
واتهم الجيش بالمراوغة في منابر السلام لتكوين تحالفات وجلب الأسلحة، وإعادة العلاقات مع إيران، مستعيناً بالحوثيين وحماس وبوكو حرام.
وعاب على المجتمع الدولي تصديقه للبرهان مراراً وتكراراً، واتهمه بالفشل في تحديد الطرف الذي يعرقل مفاوضات السلام.
وتوقع نقد حدوث مواجهة صريحة بين البرهان والمجتمع الدولي، متسائلاً: “ماذا سيفعل المجتمع الدولي؟”.
ودعا المجتمعَ الدولي إلى التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين كتنظيم إرهابي متجذّر، ليس في السودان فحسب، بل في الإقليم والعالم، وذلك باستخدام جميع الوسائل: العسكرية والأمنية والسياسية والعقوبات الاقتصادية.
تنصل
من جهته، اعتبر التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” تصريحات البرهان تنصلاً عن المضي في مسار السلام الذي اقترحته مبادرة الرباعية. وقال في بيان إن خطابه احتوى على مغالطات عديدة ورسائل خطيرة، فحواها استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى في البلاد، مما يهدد وحدتها وسيادتها وتماسكها.
وأكد التحالف دعمه لخارطة طريق الرباعية الصادرة في 12 سبتمبر، والتي تمثّل الفرصة الأكثر حظاً الآن لإيقاف الحرب وإنهائها، إذ تنص على مبادئ وحدة السودان وسيادته على كامل أراضيه، ووقف التدخلات الخارجية التي تؤجج الحرب، والوصول إلى جيش قومي ومهني واحد ينأى عن السياسة.
الرباعية لا تهدف لتفكيك السودان
واعتبر أن الادعاء بأن الرباعية تهدف لتفكيك الجيش غير صحيح ويرقى إلى درجة التدليس، فالحرب هي التي فككت الدولة السودانية وقادت إلى تكاثر المليشيات.
وأكد أن مبادرة الرباعية حازت قبولاً منقطع النظير داخلياً وخارجياً، ولم ترفضها جهة غير المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية. وأوضح أن إعلان الفريق أول البرهان رفضه للمبادرة يضع مصالح ورغبات هذه الجماعة فوق تطلعات الشعب السوداني ومحيطه الإقليمي والدولي، وهو رهان خاسر قاد البلاد في كل مرة إلى نتائج كارثية.
وسخر البيان من حديث البرهان عن سعي “صمود” وقادتها للسلطة، واتهم البرهان بالأمر بفضّ الاعتصام وقيادة انقلاب 25 أكتوبر، والعمل على استمرار هذه الحرب فقط لضمان مقعده في السلطة.


and then