دبنقا ترند 19-1-2024

العودة للخرطوم

مقاطع الفيديو التي تروج لإمكانية العودة إلى بعض مناطق ولاية الخرطوم تلقى رواجا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. هدف هذه المقاطع المصورة إظهار أن بعض أحياء ولاية الخرطوم أصبحت آمنة ودعوة سكانها للعودة باعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة لتطبيع الحياة فيها. من بين عشرات المقاطع المصورة المتداولة أخترنا أثنين منها لاستعراضهما اليوم.

الأول مقطع فيديو مدته 28 ثانية يصور بائع خضار متجول على متن كارو وينادي بميكرفون يدوي سكان الحي لشراء احتياجاتهم من الخضروات. مقطع الفيديو تم تصويره في حي الرميلة الواقع في جنوب غرب مدينة الخرطوم وهي منطقة شهدت معارك عنيفة خلال محاولات الدعم السريع الاستيلاء على سلاح المدرعات في منطقة الشجرة التي تقع إلى الجنوب مباشرة من حي الرميلة. ويدعو بائع الخرطوم سكان الحي للعودة مستندا إلى أن الوضع قد أصبح آمنا، ويتندر بأن منازلهم قد تمت “شفشفتها”.

مقطع الفيديو الثاني مدته 2 دقيقة و9 ثواني ويصور رجل يتجول في حي كوريا بمنطقة بري في شرق الخرطوم. ويقول الشخص المتحدث أن هدفه أن يرى الناس حالة بيوتهم ووجود أسر كثيرة في الحي حتى يقرروا العودة مرة أخرى. ويظهر مقطع الفيديو مجموعة من نساء الحي وه جالسات في الشارع ويتبادلن الحديث مع مصور مقطع الفيديو، كما يظهر المقطع عدد من الأطفال وهم يتجولون في شوارع الحي وينتهي المقطع بعرض مشاهد من مباراة كرة قدم بين مجموعة من شباب الحي. ومن المعروف أن منطقة بري ظلت ومنذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023 تحت سيطرة قوات الدعم السريع لما تتمتع به من موقع استراتيجي في مواجهة القيادة العامة ومطار الخرطوم من ناحية الشرق وكبري القوات المسلحة (كوبر) المؤدي إلى الخرطوم بحري. وشهدت المنطقة معارك عنيفة وقصف جوي ومدفعي كثيف قبل أن تهدأ فيها الأوضاع إلى حد كبير خلال الأسابيع الماضي.

استراحة مع كارل ماركس

أثارت صورة جندي من قوات الدعم السريع يقرأ في كتاب “رأس المال” لكارل ماركس ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ووجدت الصورة رواجا كبيرا وحازت على الألاف من التعليقات. بعض هذه التعليقات يسخر من هذا المقاتل الذي يضع بندقيته الرشاشة بجانبه ويستفيد من فترة هدوء بين معركتين لتثقيف نفسه، وبعضها الآخر يرى في الأمر مؤشر إيجابي على رغبة هذا الجندي في المعرفة. الملفت أن كل التعليقات تتعامل مع جندي الدعم السريع في صورته “النمطية” وتتجاهل حقيقة انضمام أعداد من خريجي الجامعات والمتعلمين إلى قوات الدعم السريع في السنوات الأخيرة وبدوافع متعددة.