حمى الضنك تتصاعد بالخرطوم والكوليرا تفتك بدارفور وكسلا


الخرطوم – 17 سبتمبر 2025 – راديو دبنقا
نفت وزارة الصحة بولاية الخرطوم ظهور إصابات بحمى “الشيكونغونيا”، وأقرت بارتفاع معدلات الإصابة بحمى الضنك، حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة يوم أمس 341 إصابة موزعة على جميع محليات الولاية السبع، بينما أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء ظهور 461 حالة ووفاة 101 شخص.

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن تسجيل 1523 إصابة و3 وفيات بحمى الضنك خلال الأسبوع الماضي، معظمها في ولاية الخرطوم، إلى جانب حالات في النيل الأبيض وكسلا والنيل الأزرق.

وقطع مدير الإدارة العامة للطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة بولاية الخرطوم، د. محمد التجاني، في تصريح لـ”راديو دبنقا”، بعدم ظهور حالات إصابة بحمى “الشيكونغونيا”، ونفى ما ورد في تصريحات عضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان عن وفاة 101 شخص وإصابة 465، واعتبرها “مصادر غير موثوقة”.

لكنه أقر بوجود تزايد كبير في معدل الإصابة بحمى الضنك، حيث بلغ عدد المصابين بها أمس 341 حالة. وقلل من خطورة الإصابات، مضيفاً: “إن الإصابات موجودة لكنها ليست عالية من حيث الإمراضية، وأغلب الحالات بسيطة ويتم علاجها وتنويمها في المنازل، بينما الحالات التي احتاجت إلى العزل الطبي قد تماثلت للشفاء.”
وأكد أن حمى الضنك لا تتطلب إجراءات عزل صارمة، مشيراً إلى وجود مراكز علاج متخصصة في مستشفى أمدرمان، إلى جانب مراكز أخرى في مستشفى الأكاديمي والمستشفى التركي للحالات الوخيمة.

وأشار التجاني إلى أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم شرعت في حملة كبرى لمكافحة نواقل الأمراض، خاصة حمى الضنك، عبر ثلاثة محاور تشمل: مكافحة البعوض الطائر، مكافحة الطور اليرقي، والانتشار داخل المنازل. وتُنفذ الحملة بفرق تضم 2800 عامل موزعين على سبع محليات بواقع 400 عامل لكل محلية.

وأضاف أن الحملة تستهدف القضاء على يرقات البعوض داخل المنازل عبر التفتيش المنزلي والتعزيز الصحي، داعياً المواطنين إلى التعاون من خلال تغطية الأزيار والبراميل وغسلها بانتظام لمنع تكاثر البعوض.

وأكد أن الوزارة وفرت العلاجات والصفائح الدموية للمرضى، متوقعاً السيطرة على المرض قريباً بفضل تضافر الجهود الرسمية والشعبية.

تحذيرات


في سياق متصل، حذرت الدكتورة أديبة إبراهيم السيد، اختصاصية الباطنية والأوبئة وعضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، من تفشي حمى “الشيكونغونيا” مع تدهور الوضع الصحي في البلاد في ظل استمرار الحرب وتراجع الخدمات الطبية.

وأكدت أديبة ظهور حالات إصابة بحمى الشيكونغونيا بالتزامن مع حمى الضنك في مدن الخرطوم وبحري وأم درمان، حيث بلغت الإصابات حوالي 456 حالة، بينها مضاعفات خطيرة أدت إلى وفاة 101 مصاب.

وحذرت من خطورة الفيروس الذي ينقله البعوض النهاري، موضحة أنه يسبب حمى مستمرة، ورجفة نتيجة إصابة الجهاز العصبي، وأحياناً نزيفاً حاداً قد يفضي إلى الوفاة.

وأوضحت أن الأوضاع الكارثية أدت إلى تفاقم الأوبئة والأمراض المعدية، حيث سجلت ولاية الجزيرة حتى الآن 688 إصابة بحمى الضنك و127 وفاة، إلى جانب 1467 إصابة بالملاريا وأكثر من 230 وفاة.

وأكدت أن نقص الأدوية وندرة المستشفيات العاملة والتكدس الكبير للمرضى فاقم الأزمة، مشددة على ضرورة تدخل عاجل من وزارة الصحة والمنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر لدعم المستشفيات، وتوفير الأدوية، ورش المبيدات، وردم البرك، وإزالة الأوساخ.

وناشدت المواطنين اتخاذ الاحتياطات الوقائية، عبر تغطية الأزيار والبراميل، وردم البرك القريبة من المنازل، واستخدام الناموسيات، والاستفادة من أي حملات رش متاحة، مؤكدة أن مكافحة البعوض مسؤولية جماعية لحماية المجتمع من تفشي الأوبئة.

الكوليرا تتمدد


كشفت وزارة الصحة الاتحادية اليوم عن تسجيل 1367 إصابة بالكوليرا بينها 52 وفاة في خمس ولايات: شمال دارفور، وسط دارفور، شرق دارفور، جنوب كردفان، والنيل الأزرق، وذلك في الفترة من 6 إلى 12 سبتمبر 2025.

من جانبها، أعلنت منسقية النازحين واللاجئين اليوم الثلاثاء عن تسجيل 135 إصابة جديدة و17 وفاة بالكوليرا، ليرتفع الإجمالي التراكمي إلى 12,061 حالة و500 وفاة. وتعد مناطق جبل مرة الأكثر تضرراً، بالإضافة إلى مخيمات النازحين التي تشهد انتشاراً غير مسبوق للمرض.

وأكدت المنظمات الإنسانية أن صعوبات توفير المحاليل الوريدية تشكل تحدياً كبيراً في مكافحة المرض، إلى جانب انتشار الملاريا وسوء التغذية. ودعت إلى تكثيف الجهود لمواجهة الكارثة.

وقال يعقوب فوري، المنسق العام لمعسكرات النازحين واللاجئين، في حديث لراديو دبنقا: “إن الكوليرا انتشرت في جميع المدن والقرى والمعسكرات، وإن العدد الكلي يفوق الألف حالة مع تزايد الأعداد يومياً مصحوباً بارتفاع معدلات سوء التغذية.” وأكد الحاجة الماسة لتدخل عاجل وتضافر الجهود من أجل إنهاء المرض.

في شمال دارفور، تواصل تفشي الكوليرا في مرتال وطويلة. وقال أحد النازحين إن هناك صعوبة في نقل المرضى من منطقة مرتال والمناطق المجاورة بسبب عدم توفر وسائل النقل، مشيراً إلى الانتشار الواسع للبعوض والذباب مع تفشي سوء التغذية، وداعياً السلطة المدنية في طويلة لزيارة معسكرات مرتال والاهتمام بها أسوة بطويلة.

كوليرا للشهر الرابع في جنوب دارفور

من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بجنوب دارفور عن ارتفاع عدد حالات الكوليرا في الولاية إلى 5034 إصابة و251 وفاة منذ ظهور أول حالة في مايو 2025. وسجلت الوزارة اليوم الثلاثاء 79 حالة جديدة ووفاة واحدة توزعت على عدة محليات، أبرزها نيالا شمال، نيالا جنوب، شرق جبل مرة، وكاس.

كما كشف مسؤول الشباب في معسكر السلام بجنوب دارفور عن تسجيل 117 إصابة بالكوليرا في مركز العزل بسنتر 10، بينها حالتا وفاة داخل المركز و15 حالة خارجه.

وفي ولاية كسلا، كشفت مصادر صحية عن انحسار الكوليرا في محلية ريفي كسلا مع استمرار انتشارها في أحياء المدينة. وقالت وزارة الصحة إن العدد التراكمي للحالات بلغ 393 إصابة منها 353 في ريفي كسلا، بينما بلغ العدد التراكمي للوفيات 7 حالات.

أما في جنوب كردفان، فقد أعلنت السلطات الصحية بمحلية الدلنج عن تسجيل 13 حالة اشتباه بالإسهالات المائية بينها وفاة واحدة.

وأكدت مديرة الخدمات الصحية بالمحلية، نورة فاروق، أن 8 حالات تماثلت للشفاء، فيما ما تزال 4 حالات تحت الرعاية الطبية بمستشفى الدلنج التعليمي.

وأضافت أن بعض الحالات وفدت من منطقة حجر جواد التابعة لمحلية هبيلا، بينما سُجلت الحالات الأخرى داخل أحياء المدينة مثل الحلة الجديدة وكجنق والملكية. وأشارت إلى بدء الترتيبات لتنفيذ حملة كبرى لإصحاح البيئة تشمل سوق الدلنج والشوارع الرئيسة والمؤسسات الحكومية والمساجد والأحياء السكنية.

وبائيات


قالت وزارة الصحة الاتحادية إن عدد الإصابات بالحصبة بلغ 12 إصابة دون وقوع وفيات في ولاية شمال دارفور، بينما تم التبليغ عن 63 إصابة بالتهاب الكبد الوبائي في ولاية الجزيرة، دون وفيات.

وكشف تقرير الحجر الصحي عن وصول 12,869 شخصاً إلى البلاد من منافذ الدخول المختلفة خلال أسبوع، في حين غادرها 14,479 شخصاً.

كما أكد تقرير الخريف تأثر ولايتي الجزيرة والقضارف خلال الأسبوع المنصرم والمنتهي في 14 سبتمبر الجاري، حيث تضررت 3639 أسرة، أي ما يعادل 18,195 فرداً، في محليتين وثلاث مناطق.

Welcome

Install
×