تضارب درجات تنفيذ العصيان في العاصمة والحكومة تصفهم بخونة والعملاء

تفاوت درجات تنفيذ العصيان المدني يوم الاثنين في العاصمة وتضاربت تقارير… ووصف البروفسير صلاح الدين… ووصف الصحفي أشرف عبد العزيز…وشن حسبو محمد عبد الرحمن…

تفاوت درجات تنفيذ العصيان المدني يوم الاثنين في العاصمة وتضاربت تقارير التقييم الأولية حول نتيجة العصيان ما بين النجاح والجزئية والضعف في غياب وجود آلية مستقلة يعتمد عليها في القياس. ووصف البروفسير صلاح الدين الدومة أستاذ العلوم السياسية العصيان المدني الذي تم تنفيذه يوم الأثنين 19 ديسمبر بأنه ناجح بنسبة أكبر من العصيان السابق في 27 نوفمبر حيث قدر نسبة نجاحه بـ 45 -50%. وقال الدومة في مقابلة مع راديو دبنقا إن العصيان المدني وحده كوسيلة مقاومة مدنية لا يكفي لإسقاط النظام وأنه لا بد من مزجه بوسائل العمل والمقاومة المدنية الأخرى. وقال الدومة إن مشاركة الأحزاب الساسية في عملية المقاومة أمر ضروري ولا يمكن للشباب العمل بدون دعم الأحزاب لما لها من خبرات المقاومة لديكتاتوريات سابقة. وأضاف أنه يجب الضغط على الحكومة وحثها على تحقيق مطالب واضحة على رأسها حق الأحزاب في مخاطبة جماهيرها وهو أمر تعرقله السلطات باستمرار عبر عملية استخراج التصديقات ووضع الكثير من العوائق أمام هذه العملية.
ومن جانبه وصف الصحفي أشرف عبد العزيز رئيس تحرير جريدة الجريدة اليومية المستقلة العصيان المدني المنفذ يوم 19 ديسمبر بأنه أقل نجاحا من السابق في السابع والعشرين من نوفمبر الماضي. وقال في مقابلة مع راديو دبنقا إن ضعف الاستجابة يعود لعدة عوامل منها تزامن العصيان السابق مع حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ومنها تحرير سعر الدواء، إضافة لعامل المجهودات التي بذلتها الحكومة لإضعاف الاستجابة للعصيان. وأكد أشرف عبد العزيز أن العصيان رغم الاستجابة الضعيفة له هذه المرة إلا أنه سبب اهتزازا كبيرا لقيادات الدولة بشكل ظهر في تصريحاتهم في الأيام السابقة وأن الأثر المعنوي الذي سببه العصيان كبير ويؤثر على الحكومة التي وصلتها الرسالة بأنها لا تنال رضا المواطن.
ومن جانب الحكومة شن حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية هجوما عنيفا على دعاة العصيان المدني ووصفهم بأنهم مخربون وعملاء ليس لهم مكان في السودان. وجاء حديث حسبو أمام احتفال المجلس التشريعي لولاية الخرطوم بذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان الذي احتفلت به الحكومة لأول مرة في الشارع العام وأغلقت حينئذ طرق رئيسية وسط الخرطوم لخلق زحام مصطنع لحركة السير والمواصلات وسط الخرطوم للتدليل على أن الحياة تسير بصورة عادية ولا وجود للعصيان كما قامت الإذاعة السودانية والتلفزيون الرسمي والشروق الفضائية والقنوات الأخري الحكومية بتغيير خارطة برامجها اليومية وتضمين أغانٍ وطنية واحتفال بالاستقلال من داخل البرلمان وهو أيضا يحدث لأول مرة بسبب ضغوط العصيان. ووصف والي الخرطوم عبدالرحيم محمد حسين العصيان المدني بأنه إهدار للوقت وتبديد للطاقات وإشعال للفتن والتمرد على الدولة وتعطيل مصالح البلاد.