بعثة تقصّي الحقائق الدولية بشأن السودان: طرفا الصراع ارتكبا جرائم حرب

اعضاء لبعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، ديمسبر في جنيف سويسرا، الصورة من مقطع فيديو تحرير دبنقا


أمستردام – 5 أغسطس 2025 – راديو دبنقا

قالت البعثة الدولية المستقلة لتقصّي الحقائق بشأن السودان إنّ كلا الطرفين ارتكب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي.

وجرى تشكيل البعثة بقرار من مجلس حقوق الإنسان عام 2023، وتم تمديد تفويضها العام الماضي لمدة سنة، فيما تطالب منظمات مجتمع مدني سودانية ودولية بتمديد مهمة البعثة لمدة عامين.

وأضافت البعثة في تقرير مقدَّم إلى الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان، التي تنطلق يوم الاثنين المقبل، أن قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، بما فيها القتل، والتعذيب، والاغتصاب، والاستعباد الجنسي، والاضطهاد، والإبادة عبر الحرمان من الغذاء والدواء.

وبيّن التقرير أن القوات المسلحة السودانية ارتكبت هجمات غير مشروعة، وإعدامات دون محاكمة، وقصفت مناطق مأهولة وأعياناً محمية.

خيارات


وأكدت البعثة أن السودان غير راغب وغير قادر على إجراء تحقيقات ومحاكمات جادة للجرائم الدولية، مع استمرار الإفلات من العقاب. وأوصت البعثة بعدّة خيارات، تشمل توسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية أو إنشاء آلية قضائية مستقلة، مع ضمانات لنهج يركّز على الضحايا، وإصلاحات قانونية ومؤسسية شاملة.

257 مقابلة


وأوضحت البعثة أنها جمعت معلومات من خلال 257 مقابلة، ورحلات ميدانية إلى إثيوبيا وأوغندا وتشاد وكينيا، وتحليل مقاطع فيديو موثّقة وتقارير من منظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني. وأضافت البعثة: “رغم مراسلات رسمية عديدة، لم تتلقَّ البعثة أي ردّ من السلطات السودانية أو قوات الدعم السريع.”

نتائج


أكدت البعثة أنها توصّلت إلى نتائج، من بينها وقوع انتهاكات ضد الحياة والسلامة الجسدية، عبر شنّ هجمات على المدنيين، وعمليات انتقامية استهدفت جماعات بأكملها بسبب الانتماء الفعلي أو المفترض للطرف الآخر، بما في ذلك إعدامات ميدانية، ونهب، وحرق قرى، على يد كلٍّ من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وحلفائهما.

وقالت بعثة تقصّي الحقائق إن الانتهاكات تشمل الاعتقال التعسفي، والتعذيب، والعنف الجنسي.

وأشارت إلى شنّ هجمات على البنية التحتية المدنية، من بينها الأسواق، والمزارع، ومحطات الكهرباء والمياه، والمنشآت الطبية، واستهداف العاملين في الحقل الإنساني ودور العبادة.

وأكدت البعثة أن هذه الهجمات أدّت إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، وانعدام الأمن الغذائي، والمجاعة، مع ارتفاع معدّلات الفقر بشكل كارثي، وانهيار الخدمات الأساسية، وانقطاع سبل العيش، وأوضاع مأساوية خاصة بالأطفال.

توصيات


وطالبت البعثة أطراف النزاع بوقف القتال، وحماية المدنيين، ورفع الحصارات، وتسليم المطلوبين، وإنهاء العنف الجنسي، وتأمين ممرّات إنسانية.

كما طالبت المجتمع الدولي بحظر تزويد الأسلحة، ودعم الإغاثة، وتمويل آليات العدالة، وفرض عقوبات موجَّهة، وملاحقة المشتبه بارتكابهم الجرائم عبر الولاية القضائية العالمية.

ودعت الوسطاء إلى إشراك المدنيين والنساء في المفاوضات، ودمج العدالة الانتقالية، وضمان سلام مستدام قائم على حقوق الضحايا.

كما طالبت المجتمع المدني بمواصلة توثيق الانتهاكات، ودعم الضحايا، والمساهمة في بناء سودان ديمقراطي قائم على حقوق الإنسان.

Welcome

Install
×