الولايات المتحدة تواجه اختبارا حاسما في الخرطوم

يخلص مقال في موقع “فورين أفيرز” (Foreign Affairs) الأميركي، في تناوله الوضع في السودان، إلى القول إن واشنطن تواجه اختبارا حاسما في الخرطوم، وإن مصداقية التزامها بالديمقراطية باتت حاليا على المحك.

الرئيس الامريكي بايدن

 

 

أليكس دي وال

 

 
يخلص مقال في موقع "فورين أفيرز" (Foreign Affairs) الأميركي، في تناوله الوضع في السودان، إلى القول إن واشنطن تواجه اختبارا حاسما في الخرطوم، وإن مصداقية التزامها بالديمقراطية باتت حاليا على المحك.

وأشار كاتب المقال أليكس دي وال إلى أن ما يفعله رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان حاليا في السودان أمر مهم بالنسبة للدبلوماسية الأميركية في منطقة القرن الأفريقي، نظرا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن، وعلى عكس سلفه دونالد ترامب، جعل القرن الأفريقي أولوية في سياسته الخارجية، حيث عيّن مبعوثا خاصا -وهو جيفري فيلتمان- لتطوير وتنفيذ إستراتيجية لإحلال السلام في المنطقة المضطربة، كما دعمت الولايات المتحدة الديمقراطية الوليدة في السودان بتقديم مساعدات مالية وضمانات قروض ومساعدة لبناء المؤسسات وإصلاح قطاع الأمن.

وأضاف دي وال أن استعداد إدارة بايدن لاتخاذ إجراءات سريعة لاستعادة التحول الديمقراطي في السودان ستكون اختبارا حاسما لقدرتها على تشكيل النتائج السياسية في القرن الأفريقي وساحة البحر الأحمر ولأجندة بايدن الديمقراطية الضعيفة بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم.

ازدراء مباشر لواشنطن

وقال إن سيطرة البرهان على السلطة تأتي كازدراء مباشر للولايات المتحدة، وتثير مزيدا من الشكوك حول نفوذها في منطقة مجاورة غير مستقرة، مضيفا أنه من المحتمل أن يكون البرهان قد شجعه الانسحاب الأميركي من أفغانستان ورفض رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الجهود الأميركية لإنهاء الحرب والأزمة الإنسانية في ذلك البلد، "والآن يهدد الجنرال بإلغاء حكومة ديمقراطية ناشئة أخرى كانت مدعومة من قبل أميركا، بما يرضي روسيا والصين والمستبدين المحتملين في جميع أنحاء العالم".

وأشار الكاتب إلى أن "انقلاب" السودان فاجأ واشنطن، على ما يبدو، حيث حدث بعد ساعات فقط من لقاء فيلتمان بالبرهان في الخرطوم، والذي أكد التزام واشنطن القوي بالاتفاقيات القائمة بين القيادتين المدنية والعسكرية.

تفسير بسيط

وفي تفسيره لاستيلاء البرهان على السلطة، قال دي وال إن التفسير بسيط جدا، وهو قرب تاريخ تنحيه عن السلطة وتسليمها للجانب المدني في الـ19 من الشهر الجاري وفقا للإعلان الدستوري لعام 2019، الذي يمثل خارطة الطريق لانتقال السودان إلى الديمقراطية، مشيرا إلى أنه من الواضح أن البرهان لم يكن مستعدا لاتخاذ هذه الخطوة.

وقال إن جنرالات السودان يريدون الحفاظ على مصالح الجيش وأجهزة الأمن وقوات الدعم السريع، زاعما أن هذه الأجهزة تُحظى بحوالي 60% من نفقات الميزانية الحكومية في السودان.

وأضاف أن واشنطن يمكنها، بدعم من حلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا، أن تضع جنرالات السودان في موقف صعب وإعادتهم إلى طاولة المفاوضات.

وتابع أنه إذا كانت الولايات المتحدة تأمل في وقف البرهان وتقديم الدعم للحركة الديمقراطية المحاصرة في السودان، فعليها أن تتحرك بسرعة باستخدام أداتها الرئيسية للضغط على البرهان، وهي التمويل.

وعاد الكاتب ليقول إن البرهان يمكنه دعم نظامه من مبيعات الذهب وأرباح الشركات المملوكة للجيش والصفقات مع روسيا لتوفير المرتزقة، لكن واشنطن يمكنها أن ترد بفرض عقوبات مالية باستخدام قانون ماغنتسكي العالمي لإغلاق هذه الأنشطة بسرعة، كما يمكنها تسريع خطط الكشف عن التدفقات غير المشروعة للمعادن التي يتم نقلها إلى خارج البلاد عبر مطار الخرطوم الدولي.

وأشار دي وال إلى تقديم مشروع قانون من الحزبين إلى الكونغرس يدعو وزير الخارجية الأميركي إلى "تحديد قادة الانقلاب على الفور والمتواطئين معهم، والعوامل التمكينية للنظر في فرض عقوبات تستهدفهم كأفراد".