الوضع الإنساني في الفاشر، ما المطلوب الآن بصورة عاجلة؟
أمستردام : 29 أكتوبر 2025 : راديو دبنقا
وصف محمد الشابك، الخبير في مجال العمل الإنساني والمدني، الوضع في الفاشر بأنه ازمة إنسانية مكتملة الأركان وستكون نقطة إنسانية سوداء كبير جدا في تاريخ العمل الإنساني وتظل عالقة بالأذهان لفترة طويلة.
وأوضح الشابك في حديثه لراديو دبنقا انه ومن خلال متابعته للأوضاع منذ 23 أكتوبر هذا الشهر منذ بداية العنف أن عدد النازحين في هذه الفترة فقط وحتى الامس وصل الى 33 الف نازح يهيمون على وجوههم في مختلف الاتجاهات في ظروف صعبة وفي وقت ما زالت اعمال العنف تشتعل.
وقال انه من خلال الرصد فإن الواصلين لمنطقة طويلة بلغ عددهم 3000 نازح الآن. وأشار الى الان الأوضاع حوالي الفاشر وداخلها صعبة جدا والمدينة لا يمكن الوصول اليها لتقديم العون الإنساني بسبب الاشتباكات المستمرة في وقت تتحدث فيه التقارير عن وجود 250 الف نازح. وأشار كذلك الى انعدام الرعاية الطبية وأن العاملين بالمجال الصحي انفسهم يتعرضون للمضايقات والانتهاكات كما ظهر ذلك في بعض الفيديوهات المسجلة. وقال محمد الشابك أنه لا بد ان تحدث ضغوطات للسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل والدخول للفاشر حتى تنتهي هذه الكارثة الإنسانية.
هل تستجيب المنظمات لنداء الهادي ادريس؟:
وبسؤل محمد الشابك عن استجابة المنظمات لنداء الهادي ادريس حاكم إقليم دارفور في حكومة تأسيس بالتدخل وتقديم الإعانات، قال ان الوضع الحالي يجب أن تصاحبه إجراءات وضاحة واتفاق للسماح للمنظمات بالدخول، كما انه لا بد من وجود ممرات إنسانية متفق عليها، مضيفا انه بدون إجراءات واضحة وتقديم ضمانات للمنظمات بالدخول والاتفاق على ممرات من قبل القوات المسيطرة فإن تقديم المساعدات سيتعذر. وأوضح ان المنظمات الإنسانية متمركزة الان في طويلة وفي كتم وتقدم مساعداتها للمجموعات التي استطاعت الخروج باتجاه طويلة وكتم ولكن بالنسبة للوضع في الفاشر الان هناك صعوبة في الوصول للمحتاجين.
ما المطلوب من الأطراف المتنازعة؟:
وحول المطلوب من الأطراف المتنازعة الجيش والدعم السريع والقوات المشتركة حتى يتم تقديم العون الإنساني للمحتاجين وتحجيم هذه الكارثة الإنسانية، قال محمد الشابك لراديو دبنقا انه لا بد من اتفاق انساني تحت رعاية الأمم المتحدة على ممرات إنسانية يلتزم بها الجميع، إضافة لمسألة العالقين في الفاشر لان هناك اعداد كبيرة ما زالت عالقة على الاض. وأضاف أن المطلوب أيضا السماح للمنظمات الإنسانية بالدخول وعمل مسح وتقديم الخدمات الأولية مثل الخدمات الطبية المطلوبة بشكل عاجل، وهناك قوافل طبية حول مناطق طويلة وكتم المطلوب السماح لها بالدخول للفاشر لان العالقين والمصابين اعدادهم كبيرة داخل وخارج المستشفيات.
وأضاف محمد الشابك الخبير في مجال العمل الإنساني والمدني لراديو دبنقا بخصوص الإجراءات والاحتياجات العاجلة في الفاشر انه يجب وبصورة عاجلة السماح بدخول فرق مراقبين في مجال الحماية والعاملين في مجال الحماية من العنف ضد النساء وذلك لأن معظم العالقين هم من الشيوخ والنساء والأطفال.
وأكد الشابك ان هذه الإجراءات يجب أن تتم في خلال 72 ساعة ومن ثم يمكن للاتفاق ان يتوسع ليصل الى تحديد المسارات للقوات المسيطرة على الفاشر بحيث انها لا تتعارض مع المسارات المخصصة للقوافل الإنسانية، موضحا ان هذه الإجراءات ستساهم في منع كارثة إنسانية قيد الحدوث الان.
أما بالنسبة للنازحين الذين تمكنوا من دخول طويلة وما حولها يقول الأستاذ محمد الشابك لراديو دبنقا ان المطلوب هو تقديم الخدمات الصحية وتوفير الغذاء والمأوى واستضافة هذه المجموعات في مخيمات تشرف عليها المنظمات الأممية.
طرد مدير برنامج الغذاء العالمي يعقد الوضع:
وحول قرار الحكومة السودانية بطرد مدير برنامج الغذاء العالمي ومدير العمليات بالسودان يقول محمد الشابك بأنه غير مطلع على خلفيات القرار ولكن وبحسب قوله فإن الحكومة السودانية درجت على طرد العاملين في المنظمات الدولية وان هذه ليست المرة الأولى، مشيرا الى انه ربما تكون هناك أسباب متراكمة في العلاقة بين المنظمات والسلطات.
وأضاف الشابك انه وبغض النظر عن مسببات القرار فإن الامر في النهاية سيضر بالوضع الإنساني الحالي ولن يساعد في تخفيف الحالة الإنسانية بل قد يزيد من التعقيدات وقد يزيد من العزلة الدولية والمتضرر النهائي هو المواطن. وأوضح ان القرار سيدفع بالمنظمات العاملة للعمل في بيئة متشددة وبها الكثير من الضغوطات على العاملين في المجال الإنساني وبالتالي يرفع من درجة التعقيدات ولن يساعد في حل الازمة الإنسانية.


and then