الكوليرا تفتك بمواطن جنوب دارفور

نيالا-8 يوليو 2025-راديو دبنقا
في آخر تقرير صادر عن وزارة الصحة بجنوب دارفور ارتفعت حصيلة الوفيات جراء وباء الكوليرا الذي ضرب عدد من محليات الولاية الى 28 حالة وفاة واكثر من 352 حالة اصابة، هذه الإحصائيات سجلتها الوزارة خلال اربعين يوماً في الفترة من 27 مايو الى السابع من يوليو 2025م.
وعزا أحد الأطباء في مدينة نيالا فضل حجب اسمه انتشار الكوليرا في المدينة الى ضعف البنية التحتية للمياه النظيفة والصرف الصحي وتلوث مصادر المياه، إضافة إلى استقبال مدينة نيالا باستمرار لسكان الولايات التي تشهد معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبدأ انتشار الكوليرا في أربع محليات بجنوب دارفور هي (نيالا 37، نيالا شمال 147، بليل 157 ونتيقة حالة واحدة)، وفي الوقت الذي ظل تقرير الوزارة يشير الى تسجيل إصابات جديدة في المحليات المذكورة توقفت الاصابات في محلية نتيقة منذ تسجيل الحالة الاولى في أواخر مايو الماضي. كما لم تسجل محلية بليل حالة اصابة جديدة وفقاً للتقرير الأخير الذي صدر يوم 7 يوليو 2025م.
مراكز عزل
منذ أن أعلنت وزارة الصحة في السابع والعشرين من مايو 2025م ناشدت المنظمات الانسانية العاملة في المجال الصحي بضرورة التدخل العاجل لاحتواء المرض، خاصة ان الولاية فقدت مقوماتها في القطاع الصحي بسبب الدمار الواسع الذي خلفته الحرب في المؤسسات الصحية. فتم انشاء مراكز للعزل في مستشفى نيالا التعليمي، مركز حي النهضة، مركز حي دوماية، ومركز الريل بمحلية بليل بدعم من منظمة اطباء بلا حدود. وبحسب مدير الاعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة حسن حامد فإن المنظمات العاملة في المجال الصحي اسهمت بصورة كبيرة في التدخلات التي اتبعتها الوزارة لمواجهة وباء الكوليرا الذي ظهر في بعض محليات الولاية، واشار لراديو دبنقا الى ان هذه التدخلات اتخذت اربعة مسارات متمثلة في المسار العلاجي وقد ساهمت فيها منظمة اطباء بلا حدود بتوفير الأدوية واستقبال الحالات المصابة وعلاجها في مراكز العزل.
اعتماد على المنظمات
ويقول مدير الاعلام والعلاقات العامة بوزارة الصحة ان حملة السيطرة على مرض الكوليرا ساهمت عدة منظمات دولية ومحلية من بينها (آلآيت، كير، اضافة الى عدد من المنظمات المحلية) مشيرا الى ان جهود بعض هذه المنظمات تركزت في رفع الوعي الصحي وسط المجتمع للاستجابة للاشتراطات الصحية الوقائية، وأخرى عملت في مجالات جودة وسلامة مياه الشرب عبر كلورة مصادر المياه، بجانب مسار المحافظة على صحة البيئة في المناطق التي ظهرت فيها حالات اصابة مثل ازالة النفايات ومراقبة الاطعمة في الاسواق. وذكر ان هناك منظمات ساهمت بتوفير محاليل واخرى وفرت وسائل حركة لموظفي الوزارة للوصول الى المناطق التي تم التبليغ فيها عن حالات اصابة، واضاف (حتى الحالات المبلغ عنها من خارج مدينة نيالا يتم الوصول اليها عبر السيارات التي توفرها المنظمات، لأن الحرب أفقدت كل الوزارة كل سياراتها).
كلورة وتوعية
ضمن مسارات السيطرة على المرض اتجهت الوزارة الى كلورة مصادر مياه الشرب (اضافة مادة الكلور الى الآبار) وقالت منسق الإصحاح والتوعية الصحية بالولاية ريم عثمان عبدالله ان فرق الوزارة تمكنت من كلورة اكثر من 90 بئراً بمحلية نيالا جنوب منها (آبار النفق بحي الجبل، غرب الإذاعة، المستشفى التركي، شرق الفنية، موسيه، السريف، حي الجير، حي الوادي، ابار البيطري، ابار الإذاعة والتلفزيون، ابار الجيش بتكساس، غطاسة بحي النيل، ابار علي الشريف بتكساس، ابار فؤاد بتكساس) حيث بلغت نسبة التغطية 74% من المصادر، وذلك بدعم من المنظمات العاملة في المجال الصحي بالولاية. بجانب ذلك نفذت إدارة تعزيز الصحة حملة توعية بوباء الكوليرا إستهدف نازحي ولاية شمال دارفور بمركز إيواء الحميراء بنيالا تم من خلالها تمليك المواطنين الطرق الصحية التى تجنبهم الإصابة بالكوليرا.
أعلى من المعدل
أفادت الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة بالولاية بأن معدل الوفيات نتيجة الإصابة بالكوليرا ارتفع إلى حوالي 9%، وهو من أعلى المعدلات المسجلة في العالم. حيث يُعرف المعدل العالمي للوفيات بالكوليرا عند توفر العلاج المناسب بأنه لا يتجاوز 1% وفق احصائيات منظمة الصحة العالمية، والتي تشير الى ان معدل الوفيات يمكن ان يرتفع بشكل كبير في مناطق الازمات.
الكوليرا والنزوح
وقال احد مواطني مدينة نيالا لراديو دبنقا ان العقبات التي تواجه المنظمات الدولية في بورتسودان أثرت بصورة كبيرة جهودها لاحتواء المرض في وقت لا تملك وزارة الصحة بالولاية المقومات التي تمكنها من مجابهة المرض، لكنه عاد وأكد ان المنظمات بما توفر لها من امكانيات استطاعت ان تنشئ مراكز ايواء، يشرف عليها أطباء ومتطوعون من ابناء المدينة، واضاف (المرضى لا يمكثون كثيراً في العنابر الأمر الذي ساعد في الحد من خطورة المرض). وأبدى تخوفه من ان الامطار التي بدأت تهطل في المدينة هذه الايام قد تزيد من خطورة الوضع وتفاقم حالة التلوث الموجودة في المدينة وبالتالي زيادة انتشار المرض. وقال ان اغلب حالات الاصابة يتم تسجيلها في معسكرات النزوح او مراكز الايواء، وذكر ان ظهور المرض بالولاية كان مرتبطاً بوصول النازحين الذين فروا من مدن الخرطوم بعد سيطرة الجيش على العاصمة.
انتشار واسع في عدد من الولايات
وتشهد البلاد انتشارا واسعا للكوليرا، حيث أعلنت وزارة الصحة الاتحادية عن تسجيل603 إصابة خلال اسبوع، ومنها 8حالات وفاة، ليصبح تراكمي الحالات (84،531) إصابة، بينها (2145) حالة وفاة، من 110 محلية من17 ولاية.
وأشار التقرير إلى زيادة الإصابات وسط العائدين من دولة جنوب السودان إلى سنار، النيل الأبيض والنيل الأزرق.
وفي شمال كردفان، أعلنت وزارة الصحة بولاية شمال كردفان عن تسجيل حالتي وفاة و80 إصابة جديدة بالكوليرا يوم الأحد، ليرتفع إجمالي الحالات بمركز العزل إلى 132.
وارتفع العدد التراكمي إلى 577 حالة وفاة و8,365 إصابة.