الكتلة الديمقراطية وقوى أخرى ترفض مشاركة “تأسيس” في مشاورات الحوار

أديس أبابا – 23 سبتمبر 2025-راديو دبنقا
أعلنت ست من الكتل والقوى السياسية والمدنية، أبرزها الكتلة الديمقراطية، رفضها مشاركة حكومة “تأسيس” في عملية الحوار.
وقالت في بيانٍ عقب لقائها بالاتحاد الإفريقي في أديس أبابا أمس، واطلع عليه راديو دبنقا، إنها ستعتذر عن المشاركة في أي حوار تكون “تأسيس” طرفًا فيه.
وأشارت إلى رفض الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي الاعتراف بـ”تأسيس”، وعليه فإن مشاركة ممثلي “تأسيس” في حوارات تنظمها هذه المنظمات الثلاث تُعدّ خرقًا لمواقفها المبدئية.
وتضم الكتل: قوى الحراك الوطني، وتحالف سودان العدالة، وتنسيقية العودة لمنصة التأسيس، بجانب المؤتمر الشعبي، وتحالف منظمات المجتمع المدني، وكتلة نساء السودان.
وكان تحالف “صمود” قد أعلن اعتذاره عن المشاركة في الحوار، مطالبًا بإرجائه إلى وقت آخر، وداعيًا إلى شمول الدعوة جميع الأطراف الرئيسية.
تحفظ
أعربت القوى عن تحفظاتها على دعوة الاتحاد الإفريقي، ووصفتها بأنها اتسمت بعدم الوضوح، خاصةً حول قضايا أساسية مثل الأجندة، موضوعات الحوار وآلياته، الأطراف المشاركة، تمويل الحوار، ودور الوسطاء والمسهلين، إضافة إلى تحديد مكان وزمان انعقاده.
وأكدت القوى ضرورة أن تكون عملية الحوار مملوكة للسودانيين، وأن تكون القوى السياسية الوطنية والمجتمعية هي المسؤولة وحدها عن وضع الأجندة وقضايا الحوار ومنهجيته ومعايير اختيار المشاركين.
توحيد الجهود
شدد البيان على أهمية توحيد الجهود، على أن تسبقها مشاورات واسعة مع القوى السياسية والمدنية، مع ضرورة التزام الوسطاء بالشفافية ترسيخًا لأسس الثقة كأحد مطلوبات إنجاح الحوار.
كما أكدت القوى السياسية والمدنية السودانية الوطنية أن الاجتماعات المقبلة ينبغي أن تكون امتدادًا لجلسات المشاورات التي أطلقها الاتحاد الإفريقي وشاركت فيها القوى السياسية والمدنية السودانية في يوليو 2024 وفبراير 2025، وأن يتم البناء على مخرجاتها، لا أن تكون “تأسيسًا” لمسار جديد للحوار السوداني.
وأوضحت أن جلسات المشاورات التمهيدية للحوار السوداني تتطلب تهيئة المناخ الملائم لانعقاده.
وأكدت القوى أن الأولوية القصوى تتمثل في إنفاذ قرار مجلس الأمن رقم 2736 لعام 2024، الذي طالب المليشيا بفك حصارها عن مدينة الفاشر، وإغاثة المتأثرين بالحرب، ومعالجة الأوضاع الإنسانية في كادوقلي والدلنج وبابنوسة.
لا تقف على قدمين
من جانبه وصف الدكتور علاء نقد، الناطق الرسمي باسم تحالف “تأسيس”، دعوة المشاورات التي يعمل الاتحاد الإفريقي على عقدها في الفترة بين السادس والعاشر من أكتوبر القادم بأنها “دعوة لا تقف على قدمين”.
وأضاف في حديثه لراديو دبنقا ظهر الثلاثاء 23 أكتوبر، أن تحالف “تأسيس” يرى أن نظرة الاتحاد الإفريقي للسلام، والتي عبّر عنها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ومبعوثه إلى السودان، لا تصب في مصلحة مشروع السلام بصورة تُلبي تطلعات وأشواق السودانيين، وتحقق مطالب ثورتهم، ثورة ديسمبر المجيدة.
وأوضح علاء نقد أن الحرب الجارية الآن هي حرب على الثورة، وعلى رغبة السودانيين والسودانيات في التخلص من نظام المؤتمر الوطني الذي جثم على صدر البلاد ثلاثين عامًا. وهي أيضًا حرب على إعادة المسار الديمقراطي.
وأضاف أنه من الواضح مَن أشعل هذه الحرب، وأن كل المنابر الإقليمية والدولية باتت تتحدث عن ذلك، مع تصنيف الجماعة التي قامت بإشعالها بعد تآمرها بالانقلاب على المسار الديمقراطي.
كما أوضح أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أن يهنئ هذا الجيش على انتصاراته، ولا لمبعوث الاتحاد الإفريقي أن يشيد به ويصنّف الطرف الآخر بأنه “تمرد”، مضيفًا أن الجيش هو المتمرد على إرادة السودانيين.
وقال إن حكومة السلام، ومن خلفها تحالف “تأسيس”، أصدرت بيانًا من خمس نقاط حول موقفها من الدعوة، وأكدت انفتاحها على التعاون والتنسيق مع أي جهات إقليمية، شريطة أن تقوم على ركائز ومقومات صحيحة لبناء مشروع سلام يوافق تطلعات وآمال السودانيين.
انتقادات
انتقد يونس الأحيمر، القيادي في حكومة السلام (تأسيس)، المبادرة الحالية للاتحاد الإفريقي بشأن الحوار السوداني، داعيًا إلى تبني نهج أكثر حزماً وفعالية لتحقيق سلام حقيقي ودائم في البلاد.
وقال الأحيمر في حديث لراديو دبنقا إن المبادرة “خاطئة من أساسها”، لأنها تسعى لتحقيق السلام من بوابة الحرب بدلًا من بناء سلام مستدام. ووصف دور الاتحاد الإفريقي بأنه سلبي، يقتصر على مراقبة الأحداث دون القدرة على فرض العقوبات أو تنفيذ قراراته بفعالية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الإفريقي “يفتقر للأسنان الحقيقية” على عكس الآلية الرباعية التي نجحت في فرض فكرتها.
وأشار إلى أن المبادرة لن تلقى قبولًا، خاصة من الطرف الآخر الذي وصفه بـ”المتردد”، في إشارة إلى الجيش السوداني والحركة الإسلامية، مؤكدًا أن غياب الإرادة الحقيقية لبناء السلام من هذه الأطراف يشكل أكبر معوقات نجاح الحوار.
وفي السياق ذاته، طرح الأحيمر رؤيته لمفهوم “التأسيس”، مؤكدًا أهمية بناء سلام شامل للمجتمع السوداني، بعيدًا عن التجزئة والصراعات المتكررة، لتحقيق استقرار دائم يتجاوز المغامرات العسكرية والقمع المستمر للحريات من قبل الجيش والحركة الإسلامية.
ودعا الأحيمر الاتحاد الإفريقي إلى التدخل بشكل حازم للضغط على أطراف الحرب، محذرًا من أن استمرار التراخي سيُبقي الصراع قائمًا، ولن يسهم في أي تقدم حقيقي نحو السلام.
وأكد استعداد حكومة السلام لأي حوار يعالج جذور الأزمة السودانية ويقدّم حلولًا عملية لتحقيق السلام الشامل والدائم.