الفاشر: شلل تام وإغلاق للأسواق وسط استمرار القصف والمعارك يومياً

الفاشر: 23 سبتمبر 2025 :راديو دبنقا
تتواصل المعارك يومياً بين قوات الدعم السريع من جهة، والقوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة من جهة أخرى في الفاشر، وسط شلل تام  في المدينة ونزوح يومي.

وتواصل قوات الدعم السريع هجماتها اليومية على المدينة منذ 17 شهرا ما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

قالت قيادة الفرقة السادسة مشاة في بيان اطلع عليه راديو دبنقا إن القوات المسلحة تمكنت من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع أمس الاثنين على مدينة الفاشر من المحورين الجنوبي والشمالي الشرقي، مستخدمةً المشاة والمركبات القتالية. وأفادت بأن المواجهات بدأت بمناوشات عند الساعة السادسة صباحاً، وتحولت إلى معركة شرسة عند 08:30 واستمرت حتى الثانية ظهراً. وقالت إن القوات المهاجمة تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد.

السيطرة على السلاح الطبي

من جانبهم نشر جنود عدداً من مقاطع الفيديو مساء أمس وصباح اليوم أعلنوا خلالها دخولهم إلى مقر السلاح الطبي المجاور لقيادة الفرقة السادسة مشاة. ونشر الجنود مقطع فيديو قالوا إنه من داخل مخزن الأدوية في السلاح الطبي.

وفي المحور الشمالي الشرقي، نشر إعلام الدعم السريع مقطع فيديو أعلن فيه قادة ميدانيون الوصول إلى حيّ القُبّة والاقتراب من قيادة الفرقة. لكن نائب الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، الرائد جمال الدين عيساوي آدم (جوليوس)، وصف ادعاءات قوات الدعم السريع بشأن التقدم والاقتراب بأنها دعايات تهدف إلى رفع الروح المعنوية لجنودها، مبيناً أن قواتهم تسيطر على الأوضاع وتحافظ على ارتكازاتها.

إغلاق المساجد وخروج الأسواق عن الخدمة

قال مواطن من الفاشر لراديو دبنقا إن القصف المدفعي والهجمات ظلت مستمرة في الفاشر منذ عشرة أيام. وأشار إلى خروج سوق أبو قرون، الذي أُنشئ حديثاً في الجهة الغربية من المدينة لمقابلة احتياجات المواطنين، عن الخدمة بعد تعرضه للقصف خلال الأسبوع الماضي.

وكانت جميع أسواق المدينة قد خرجت عن الخدمة في وقت سابق، ومنها سوق الفاشر الكبير وسوق المواشي والسوق المركزي. وقال إن معظم المساجد جرى إغلاقها بعد تعرضها للقصف.

تعرض مسجد الصافية في حي الدرجة الأولى لهجوم فجر الجمعة بمسيرة مُسيّرة، ما أدى إلى مقتل 78 شخصاً. وقالت منظمة اليونيسف إن من بين القتلى 11 طفلاً. في ذات السياق، نشر مختبر العلوم الإنسانية في جامعة ييل صوراً بالأقمار الصناعية تظهر التدمير الكامل لمسجد الصافية في حي الدرجة الأولى، مشيراً إلى أن الهجوم جرى بواسطة طائرة مسيّرة، ودعا إلى تحقيق عاجل حول الاشتباه بتعمد قصف المسجد.

نزوح

أعلنت قوات الدعم السريع في مقطع فيديو أنها استقبلت مئات الفارين من الفاشر، ونفت اتهامات بتعمد قتل النازحين الفارين، مبينة أنها قدّمت لهم المساعدات وسهلت وصولهم إلى المنطقة التي يريدون الذهاب إليها.

وظلت جهات عديدة تتهم قوات الدعم السريع بقتل المدنيين والعسكريين الفارين من الفاشر، بينما وثق جنود في قوات الدعم السريع خلال الفترة الماضية مقتل شخص أعزل رمياً بالرصاص.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير عن نزوح 7,500 شخص من معسكر أبو شُوك والفاشر في الفترة من 17 إلى 19 سبتمبر الجاري إلى مناطق أخرى.

رهان خاسر

من جهتها، قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن صمود الفاشر وحدها في ظل هذا الوضع الإنساني الكارثي “رهان خاسر ومجحف”. وأضافت أن الفاشر ليست وحدها ولا ينبغي أن تُترك وحدها، مؤكدة أن التحرك العاجل أصبح ضرورة لا تحتمل التأجيل.

وأكدت التنسيقية ضرورة التحرك الفوري لفك الحصار عن مدينة الفاشر بالقوة، وأضافت: “لا توجد مدينة يمكنها النجاة وحدها، ولا بطولة تصمد إن تُركت في العراء بلا غطاء.” وأشارت إلى أن “الفاشر ستقاتل حتماً حتى آخر مقاومٍ وآخر نفس، لكن لن تبقى صامدة وحدها إلى الأبد؛ فلا تُبنَوْا أوهاماً على صبر يوشك أن ينفد.”