الفاشر: قتلى وجرحى وارتفاع متزايد لسعر “الأمباز”

الفاشر – 9 سبتمبر 2025 – راديو دبنقا
شهدت مدينة الفاشر، اليوم، هدوءًا حذرًا، عقب اشتباكات وقصف مدفعي وهجمات بالمسيَّرات أمس (الاثنين) أدت إلى سقوط ستة قتلى.
وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، في بيان، إن هجومًا بطائرة مسيَّرة انتحارية استهدف حي أبو شوك بالفاشر، أمس، وتسبب في سقوط ستة قتلى وعدد من الجرحى.
من جانبها، قالت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر إنها تصدَّت، يوم الاثنين، للهجوم رقم (239) من قبل قوات الدعم السريع، فيما يواصل المدنيون في المدينة التعبير عن حجم المعاناة التي يعيشونها بسبب الحصار الخانق ونقص الغذاء والدواء ومقومات الحياة الأساسية.
ارتفاع سعر “الأمباز”
أكد المواطن أبو بكر الزين أن غالبية سكان الفاشر أصبحوا يعتمدون على “الأمباز” – وهو مخلفات معاصر الزيوت – كوجبة غذائية رئيسية، رغم أنه غير مخصَّص للاستهلاك البشري. وقال إن سعر “الكورة” من الأمباز ارتفع إلى 15,000 جنيه مقارنة بـ 1,000 جنيه في بداية الأزمة، ما يعكس استغلال التجار للأوضاع.
وطالب الزين التكايا والمنظمات بتوفير بدائل غذائية مثل الأرز والمكرونة لتعويض المواطنين بالطاقة اللازمة، مشيرًا إلى أن السكر والملح والزيت مفقودة تمامًا. وأشاد بدور القوات المسلحة في دعم التكايا، لكنه دعا إلى توفير معينات إضافية لضمان استمرار خدماتها.
من جانبها، قالت عائشة، وهي نازحة إلى أحد مراكز الإيواء:”نحن نعاني معاناة كبيرة، لا يوجد شيء غير الأمباز. نحتاج إلى علاج للمسنين ولأطفالنا، فالوضع الصحي يزداد سوءًا كل يوم.”
أما عبد الله، وهو نازح من أطراف المدينة، فأكد أن منزله دُمِّر جراء القصف، وأُصيب بشظايا. وأضاف:”نشكر مبادرات التكايا، لكننا نطالب بالاهتمام بصحة البيئة داخل المعسكرات ومحاربة النواقل، بجانب توفير وجبات تساعد الناس على البقاء على قيد الحياة.”
بدورها، قالت فاطمة إنهم يحتاجون إلى أدوية وغذاء للأطفال والأيتام الذين فقدوا والديهم بسبب الحرب. وأضافت:
“نحن نزحنا إلى الفاشر منذ سنوات طويلة بسبب الحروب السابقة، والآن نحاصر داخلها. التكايا لم تقصِّر، لكنها لا تكفي، ونتمنى المساعدة من أجل تربية أيتامنا والمحافظة على حياتهم.”
ويترقَّب مواطنو الفاشر فك الحصار المستمر منذ نحو عامين، وسط تزايد المخاوف من انهيار الوضع الإنساني إذا لم تتدخل المنظمات
الدولية بشكل عاجل.
مطالب
بدورها، طالبت وزيرة الدولة بوزارة التنمية الاجتماعية والموارد البشرية، سليمى إسحاق، في تصريحات صحفية، المجتمع الدولي بالضغط على قوات الدعم السريع لإيصال المساعدات إلى الفاشر.
وفي السياق ذاته، قال برنامج الغذاء العالمي إن كادوقلي والفاشر في السودان محاصرتان ومعزولتان إلى حدٍّ كبير عن إيصال المساعدات.
وأضاف:”حتى بضعة أيام من الصمت قد تعني
الفرق بين الحياة والموت.”
ودعا إلى هدنة إنسانية، حتى تتمكَّن العائلات من تناول الطعام، بعضها لأول مرة منذ أيام.