تجدّد حرب المسيَّرات في الخرطوم واستهداف مقرات أمنية وعسكرية

الخرطوم – 9 سبتمبر 2025 – راديو دبنقا
تعرّضت ولاية الخرطوم صباح اليوم الثلاثاء لهجمات بطائرات مسيَّرة استهدفت قاعدة وادي سيدنا في أم درمان، ومقر جهاز الأمن في كافوري، ومصفاة الجيلي، ومصنع اليرموك العسكري في جنوب الخرطوم، إلى جانب محطة كهرباء المرخيات بأم درمان.
وكشفت مصادر لراديو دبنقا أن الهجوم نُفّذ بأكثر من عشر طائرات مسيَّرة، وأسفر عن مقتل ضابط برتبة لواء في الهجوم على مقر جهاز الأمن في كافوري، كما تسبّب في حرائق بمحطة المرخيات وانقطاع التيار الكهربائي نتيجة قصف محطة كهرباء المرخيات.
ووصف مدير شركة نقل كهرباء ولاية الخرطوم حجم الضرر بأنه كبير خاصة في المحولات التي تستقبل الكهرباء من سد مروى مشيرا لخروجها عن الخدمة ووعد ببذل قصاري الجهد لاستعادة ماتم تدميره.

تحالف “تأسيس” يتبنّى
من جانبه، تبنّى تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) الضربات الجوية التي وصفها بالدقيقة والناجحة، والتي نفّذها سلاحه الجوي اليوم (الثلاثاء) على أهداف عسكرية في الخرطوم ومدن أخرى.
وقال التحالف إن الضربات جاءت ردًّا مباشرًا على استهداف المستشفيات والمنشآت المدنية في دارفور وكردفان، بما في ذلك مدينة نيالا. وأكّد أن هذه العمليات النوعية استهدفت مواقع عسكرية ولوجستية تخدم المجهود الحربي، دون أن تمسّ المدنيين أو ممتلكاتهم، مشدّدًا على أن جميع الخيارات ستظل مفتوحة للردّ على الاعتداءات المتكرّرة.
“فرفرة مذبوح”
وصف المحلّل العسكري والاستراتيجي، الدكتور اللواء محمد خليل الصائم، الهجوم الذي نفّذته قوات الدعم السريع بالطائرات المسيَّرة، والذي استهدف عددًا من المرافق الاستراتيجية بالعاصمة الخرطوم، بأنّه “فرفرة مذبوح”.
وقال إن ذلك يُعدّ ردّة فعل على الانتصارات الكبيرة التي حقّقتها القوات المسلحة في كردفان يوم أمس وأمس الأوّل، في مواجهات تمكّنت خلالها من قصف جميع ارتكازات الدعم السريع حول النهود ومنطقة كازقيل، حيث استولت على عدد من القرى حول كازقيل، وكذلك منطقة أم دم حاج أحمد.
وأوضح أنّ استخدام المسيَّرات في هذا التوقيت دليل على وصول إمدادات ودعم لقوات الدعم السريع من الدول التي تمدّها بالسلاح. وذكر خليل الصائم أن القوات المسلحة ومضاداتها تصدّت لهذه المسيَّرات، وعددها عشر مسيَّرات، استهدفت محطة الكهرباء التحويلية في المرخيات، ومصفاة الجيلي ومحيطها، وكذلك مناطق في أم درمان وجنوب الخرطوم، معظمها كانت خالية.
ووصف الوضع الأمني في الخرطوم بأنّه مستتبّ، وأن الحياة تسير بإيقاعها العادي، ولا توجد خسائر تُذكر جراء هذه الهجمات.
توقّف لأشهر
تأتي هذه الهجمات بعد توقّف استمرّ عدة أشهر، بالتزامن مع إعلان اللجنة العليا لتهيئة العاصمة لعودة المواطنين، إعادة الإنتاجية المائية إلى 35%، وإعادة التيار الكهربائي إلى أم درمان وأجزاء من بحري، مع استمرار انقطاع التيار في مدينة الخرطوم.
وأشارت اللجنة إلى نقل الوزارات والمرافق الحكومية من وسط الخرطوم، عدا وزارتي الداخلية والصحة والقصر الجمهوري، ولفتت إلى إخراج 98% من القوات المقاتلة إلى خارج الخرطوم.
ودعت اللجنة، التي يرأسها عضو مجلس السيادة إبراهيم جابر، المواطنين للعودة إلى الخرطوم. وخلال الأشهر الثمانية حتى يوليو الماضي، عاد إلى الخرطوم أكثر من 600 ألف شخص من مختلف الولايات ومن خارج السودان.