الفاشر: غضب أممي وانتقادات بريطانية ونفي من قوات الدعم السريع

نازحون فارون من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور -يولوليو 2025- برنامج الغذاء العالمي/محمد جمال
الفاشر – 14 أغسطس 2025 – راديو دبنقا
أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن غضبه الشديد إزاء الهجوم واسع النطاق الذي شنّته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك للنازحين المجاور لها، والذي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين.
وتواصلت المعارك، اليوم الخميس، بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر لليوم الرابع على التوالي.
ضحايا مدنيون ومخاوف من انتهاكات عرقية
أفاد بيان صادر عن مكتب المفوض السامي، أمس الأربعاء، أن المعلومات الأولية تشير إلى مقتل ما لا يقل عن 57 مدنيًا في الهجوم على الفاشر، بينهم 40 نازحًا في مخيم أبو شوك بولاية شمال دارفور، مع مزاعم بوقوع إعدامات ميدانية بحق نازحين أثناء الهجوم.
وقال تورك:
“ببالغ الأسى، نشهد مرة أخرى أهوالًا لا يمكن تصورها تلحق بالمدنيين في الفاشر، الذين عانوا لأكثر من عام من الحصار المستمر والهجمات المتواصلة والظروف الإنسانية القاسية”.
وأضاف:
“تكرار هذه الهجمات على المدنيين، وما يثيره من مخاوف جدية بموجب القانون الدولي الإنساني بشأن الهجمات المباشرة والعشوائية، أمر غير مقبول إطلاقًا ويجب أن يتوقف فورًا”.
وجدد تورك التحذير من خطر وقوع انتهاكات ذات طابع عرقي مع محاولة قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر ومخيم أبو شوك، مشيرًا إلى احتمال تكرار أنماط الانتهاكات الموثقة خلال الهجوم على مخيم زمزم في أبريل الماضي.
شهادات صادمة من الناجين
ذكرت المفوضية أن موظفيها أجروا مقابلات في شرق تشاد مع أكثر من 150 ناجيًا وناجية من هجمات أبريل، أكدوا عدم وجود طرق آمنة للخروج من الفاشر، وأدلوا بشهادات عن انتهاكات جسيمة تضمنت القتل، والاغتصاب واسع النطاق والجماعي، والإخفاء القسري، والتعذيب.
ودعا تورك جميع الأطراف إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين، وتأمين ممرات آمنة، والإسراع في التوصل إلى هدن إنسانية مؤقتة تسمح بوصول المساعدات للمحتاجين. كما حث الدول المؤثرة على استخدام نفوذها لوقف الانتهاكات فورًا ومحاسبة المسؤولين عنها.
انتقادات بريطانية حادة
من جانبه، أعرب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عن صدمة بلاده من الهجوم على الفاشر ومخيم أبو شوك، مؤكدًا مقتل ما لا يقل عن 40 مدنيًا أعزل كانوا قد فروا من العنف في المدينة.
وقال لامي:
“مع اشتداد القتال، لا تزال طرق الخروج من الفاشر مغلقة، مما يحاصر مئات الآلاف الذين يواجهون المجاعة وتفشي الأمراض، بما في ذلك الكوليرا. هؤلاء النازحون، الذين كانوا بالفعل محرومين من المساعدات، أصبحوا الآن تحت الهجوم”.
وأكد أن الهجوم يمثل جزءًا من نمط عنف متعمد ضد المدنيين، داعيًا الأطراف المتحاربة إلى الامتثال الفوري للقانون الإنساني الدولي، وتنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها في إعلان جدة، بما في ذلك حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
وشدد الوزير البريطاني على أن المملكة المتحدة ستستخدم جميع الأدوات المتاحة لإيصال المساعدات، داعيًا قوات الدعم السريع والقوات المسلحة والجماعات المتحالفة معها إلى الموافقة على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وإنهاء حصار الفاشر فورًا.
نفي من قوات الدعم السريع
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع الاتهامات الموجهة إليها بشأن استهداف المدنيين، ووصفتها بأنها “لا تستند إلى أي أساس من الصحة”، متهمة الجيش والحركات المسلحة بـ “استخدام المدنيين دروعًا بشرية”.
وقالت القوات إنها فتحت ممرات إنسانية في مناطق قرني، حلة الشيخ، شقرة، وغرب قولو، تم عبرها إجلاء أكثر من 800 ألف مواطن إلى مناطق طويلة وكورما وشنقل طوباي وغيرها.
ودعت قوات الدعم السريع المجتمع الدولي والمبعوثين إلى عدم الانجرار وراء ما وصفتها بـ “الأكاذيب”، مؤكدة التزامها بمواصلة فتح الممرات الآمنة وخروج المدنيين إلى مناطق أكثر أمانًا، مع توفير الحماية الكاملة لهم، ومعاملة العسكريين وفق مبادئ القانون الدولي الإنساني.