الأمم المتحدة: 40 وفاة بالكوليرا في أسبوع واحد بالسودان

حالات إصابة بالكوليرا تفترش الأرض في طويلة بشمال دارفور-يوليو 2025-راديو دبنقا
امستردام: السبت 16 /أغسطس/2025م: راديو دبنقا
أعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن القلق البالغ إزاء استمرار الانتشار السريع للكوليرا في أنحاء مختلفة من السودان، وخاصة في إقليم دارفور. حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 4,148 حالة، منها 73 حالة وفاة. بينما يتلقى 110 حالات العلاج في مراكز العزل، مع تسجيل 74 حالة جديدة أمس، الخميس.
وقال دوجاريك وفي المؤتمر الصحفي اليومي، أمس الخميس، إن شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة سجلوا في الأسبوع الماضي وحده 40 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا في المنطقة.
وأضاف أن الشركاء قدموا العلاج لأكثر من 2300 مريض في مرافق تديرها وزارة الصحة، مضيفا أنه في محلية طويلة، اكتظ مركز علاج الكوليرا بالمرضى. وذكَّر بأن طويلة تستضيف مئات الآلاف من الأشخاص الفارين من أعمال العنف في الفاشر ومحيطها.
ويشهد تفشي الكوليرا في دارفور، وخاصةً في مخيمات طويلة، وجبل مرة، ونيالا، وزالنجي، ومحلية شعيرية بمنطقة خزان جديد، ارتفاعًا مُقلقًا في عدد الحالات اليومية المُسجلة في مراكز النزوح.
وبحسب التقرير للناطق الرسمي باسم معسكرات النازحين واللاجئين آدم رجال، في منطقة طويلة، تتركز معظم الحالات في المخيمات، بينما تتركز البقية في منطقة مارتال جنوب طويلة ومنطقة طبرة. وقد بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات منذ تفشي المرض 4,148 حالة، منها 73 حالة وفاة. ويوجد حاليًا 110 حالات في مراكز العزل، مع تسجيل 74 حالة جديدة اليوم.
وقال إنّ الوباء أيضًا انتشر في منطقة طبرة، حيث بلغ العدد التراكمي اليومي للحالات 102 حالة.
وذكَّر دوجاريك كذلك بأن منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر كان قد خصص الشهر الماضي 5 ملايين دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ لدعم جهود الاستجابة للكوليرا في السودان، منبها إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الموارد دون تأخير.
وقال دوجاريك إن الشركاء في المجال الإنساني يحتاجون إلى 50 مليون دولار لدعم عملياتهم في مجال مكافحة الكوليرا حتى نهاية عام 2025.
وصول إنساني مقيد
المتحدث باسم الأمم المتحدة قال إن القتال الدائر وانعدام الأمن والعقبات البيروقراطية لا تزال تعيق أو تؤخر الوصول إلى المناطق المتضررة من المجاعة وغيرها من المواقع ذات الحاجة الماسة، مضيفا أن مدينة الفاشر في شمال دارفور مازالت محاصرة ومعزولة عن الدعم الإنساني.
وأوضح أيضا أن الوصول الإنساني مقيد في منطقة كردفان، حيث يستمر القتال على طول طرق الإمداد الرئيسية. وأسفر إغلاق هذه الطرق عن تعطيل إيصال السلع الحيوية بشدة وتدهور الأوضاع الاقتصادية، مما أدى إلى نزوح السكان وتفاقم الوضع الإنساني.
وأفاد دوجاريك بأنه في ولاية شرق دارفور، ولتحديد الحالات الحادة وإحالة الأطفال للعلاج، قام شركاء الأمم المتحدة بدعم من منظمة اليونيسف، بفحص 32,000 طفل دون سن الخامسة للكشف عن سوء التغذية الشهر الماضي وحده، مضيفا أن جهدا مماثلا في حزيران/يونيو شمل 15,000 طفل.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة: “نواصل التأكيد على أن جميع الأطراف المشاركة في الصراع يجب أن تمتثل إلى التزاماتها بموجب القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وحماية المدنيين من الأذى”.
إغاثة العائدين والنازحين:
من جهته وصف مفوض العون الإنساني السابق بولاية الخرطوم مصطفى آدم جمعة أوضاع الصحية والبيئية للنازحين والعائدين في المدن الكبيرة بولاية الخرطوم بمختلف محلياتها، بالمتردية،
وقال لـ”راديو دبنقا” إن الوضع يحتاج إلى عمل كبير ومع موسم الخريف، متوقع أن تنتج عنه أمراض ووبائيات كثيرة من كوليرا وغيرها وأضاف: بالتالي مع ضعف الخدمات الصحية سيكون لها مردود سالب على المواطنين، مناشداً الجهات المسؤولة بالتحرك بشكل عاجل ليتم تقديم خدمات صحية للنازحين والعائدين في كل المدن.
وأشار إلى أن هنالك نازحين في بورتسودان حاضرة ولاية البحر الأحمر، يعيشون في معسكرات خاصة، وآخرين لازالوا متواجدين في ولاية كسلا لم يعودوا في حاجة إلى رعاية صحية أيضاً مساعدات كافية حتى يتمكنوا من العودة الطوعية لمناطقهم.
ووصف الحصار على المواطنين في الفاشر ومايحدث هناك بأنه تجويع للمواطنين، وفند الحديث عن أن الفاشر خالية من المواطنين غير صحيح. وقال إن لديه تواصل مع بعض أقاربه أوضاعهم في غاية السوء.
وأعاد التذكير بمقترح الأمم المتحدة للطرفين بهدنة لمدة إسبوع على الأقل من أجل تقديم المساعدات الإنسانية، وقال إن الحكومة السودانية وافقت بينما لم تعلق أو لم توافق قوات الدعم السريع،
وعبر عن أمله في أن تكون هنالك هدنة من أجل تقديم المساعدات الإنسانية باعتبارها مسألة أخلاقية حتى الحرب تحكمها أخلاقيات ويجب أن تلتزم الاطراف المتصارعة بأخلاقيات الحرب حتى يتمكن المواطنين الآمنين يجدوا حظهم من الغذاء والدواء والرعاية