الطاهر حجر لـ(راديو دبنقا): الاستخبارات تسعى لجر البلاد لحرب أهلية شاملة

الطاهر حجر المصدر: وكالة السودان للأنباء

  • هذه هي الشواهد على سعي الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش لجر البلاد لحرب أهلية شاملة !
  • أنا متواجد وسط قواتي وإشاعة اعتقالي مصدرها (الفلول)!
  • خروج بعض الحركات عن الحياد أفشل مساعينا بأن تصبح الفاشر منطقة (منزوعة السلاح)!
  • لجنة الإسناد بالفاشر تثير الفتن والنعرات العنصرية!

أجرى الحوار – أشرف عبد العزيز

تتوالي أحداث حرب السودان عاصفة ، فبعد مرور عام عليها تترقب الأنظار ما ستسفر عنه المواجهات في عاصمة ولاية شمال دارفور (الفاشر) حيث حشد الطرفين قواتهما تأهباً لمعركة فاصلة وسط تحذيرات من الأمم المتحدة بأن الاشتباكات في الفاشر سيتضرر منها المدنيين في المقام الأول ..في السياق ذاته ترك انحياز بعض الحركات المسلحة الموقعة على سلام دارفور للجيش ظلالاً سالبة على القوى المشتركة في دارفور والتي تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين (راديو دبنقا) وقف على الاستفهامات التي تدور حول هذه الأحداث مع رئيس تجمع قوى تحرير السودان الأستاذ الطاهر حجر في هذه المقابلة الخاصة.

مرحباً بك أستاذ الطاهر في (راديو دبنقا)؟

في البداية خالص المجد لكل شهداء الثورة السودانية، وعاجل الشفاء للجرحى، وعودة حميدة للمفقودين والمعتقلين، وشكراً جزيلاً الأخ أشرف للاستضافة في راديو دبنقا، والتحية ليك ولكل العاملين براديو دبنقا، والشكر والتحية لكل المستمعين، وخاصة في معسكرات اللجوء والنزوح، وبشكركم على الاستضافة مرة تانية والاهتمام بقضايا البلد، وصوتكم مهم خالص، ودبنقا صوت يصل مباشرة للنازحين واللاجئين والمهجرين من السودانيين في الداخل والخارج، وهي صوت للغلابه، أحييكم وأحيي مجهوداتكم على امتداد السودان وامتداد دارفور بصفة خاصة.

تسامع الناس في الأيام السابقة أن هنالك خلافات في صفوف قواتكم وصلت إلى حد التحفظ عليك ما صحة ذلك؟

– أنا أيضاً سمعت بذلك كما الآخرين، وأنا من أكثر القادة تواجداً في صفوف القوات وأماكن تواجدها المختلفة، وقبل أيام قليلة تفقدت مواقع مختلفة لقواتنا في دارفور، وأمضيت زهاء الثلاثة أشهر في مواقعها، وهذه هي المرة الثالثة التي أقوم بها بجولات ميدانية لتفقد القوات بعد اشتعال هذه الحرب اللعينة، فأنا متواجد وسط قواتي في أي وقت قبل أو بعد الحرب.. حديث اعتقالي معلوم المصدر وهو يقع ضمن الشائعات التي يتم بثها من قبل (الفلول) ودعاة الحرب للتحقق من أماكن تواجد المخالفين لآرائهم، وهذا الأمر غير مستغرب خصوصاً وأن هذه المجموعات اعتادت على بث الاشاعات منذ وقت طويل، وهو أمر معهود للجميع. خبر اعتقالي عار من الصحة تماماً ، وأنا موجود في أي مكان تتواجد به قواتنا، وما روج من خلافات واعتقالات مجرد إشاعات تبثها مجموعات لها أغراض واضحة ومعروفة كما أسلفت الحديث.

اتهمت الاستخبارات العسكرية بالسعي لحرب أهلية في السودان هل لك شواهد ودلائل على ذلك؟

بالنسبة للشواهد والدلائل على سعي الاستخبارات العسكرية لجر البلاد لحرب أهلية شاملة، فهذا الأمر ليس اتهاماً، هناك شواهد عديدة، وهي مساعي بدأت من وقت طويل، والاستخبارات تعمل بصفة مركزة في الفاشر لضرب القبائل مع بعضها وهذا الأمر مرصود ومشهود وواضح بالنسبة لنا، وقد شاهدت قبل شهر تقريباً بأم عيني في مدينة الفاشر العمل الذي تقوم به الاستخبارات العسكرية لتفكيك النسيج الاجتماعي في دارفور وقضايا تشتيت القبائل، وهو عمل كبير وخير دليل على ذلك الاستقطاب الحاد وسط القبائل، خصوصاً وان القبائل ليست جهات سياسية لتشارك في الحرب، ولكن رغم ذلك هناك اجتماعات دورية تعقدها الاستخبارات مع قيادات القبائل وهي مبثوثة على الميديا، سواء كان مع أهلنا الفور أو الزغاوة أو البرتي، وما يسمى بلجنة الإسناد خير دليل على ذلك، وهي مساعي قديمة متجددة ونحن شهدنا مؤخراً حديث بعض هيئات الشورى وخاصة قبيلة الزغاوة، حيث تحدث رئيس هيئة الشورى لقبيلة الزغاوة عن أن قبيلة الزغاوة تمت دعوتها للاشتراك في الحرب والوقوف مع الجيش، وهذا الأمر كان مستغرباً بالنسبة لنا، لأن القبائل بطبيعتها هي إدارات أهلية ومجموعات مجتمعية مع مجموعات أخرى.

الشواهد على ممارسات الاستخبارات كثيرة وعديدة، وهو وما ذكرته ليس اتهاما بل حقائق موجودة على الأرض، ولذلك دعوتنا للقبائل تؤمن على السعي للعيش في نسيج اجتماعي موحد والتعايش مع القبائل الأخرى دون الولوج في قضايا سياسية وخصوصاً قضايا الحرب، فقضايا الحرب هي مسؤولية الجهات الحاملة للسلاح.

أعلنت من قبل اعتزامكم تشكيل قوى مشتركة جديدة هل بدأتم في التنفيذ أم تجاوزتكم الأحداث التي اشتعل أوارها في الفاشر؟

تم تكوين القوى المشتركة من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا، وهي خمس حركات بنص الاتفاق (حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي- المجلس الانتقالي – التحالف السوداني- وتحالف قوى تحرير السودان- حركة العدل والمساواة)، وهي الحركات المكونة لمسار دارفور، تم تكوين هذه القوى بهدف المساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، وحماية المدنيين بشكل عام، واتفقنا على أن يكون مبدأ الحياد هو الأساس في تكوين هذه القوى حتى نستطيع التعامل مع أطراف الحرب في أماكن سيطرتهم لمساعدة المدنيين وحمايتهم وحماية القوافل التجارية وكذلك المنظمات الدولية العاملة في مجال العمل الإنساني، وافتكر القوة المشتركة بذلت مجهوداً كبيراً وعملاً كبيراً في مساعدة المدنيين وتوصيل الإغاثة، وكذلك حمايتهم من آثار الحرب وحماية المقرات الحكومية ومقرات المنظمات الدولية، ولكن للأسف الشديد أعلنت بعض حركات الكفاح المسلح وقوفها مع الجيش، وبذلك انتفت صفة الحياد من القوات المشتركة، وأصبح هنالك تبايناً في المواقف.

في بداية الأمر، أكد القائمون على القوات المشتركة من القادة المختلفين من التنظيمات المكونة للقوى المشتركة، أنهم ليسوا مع ما تم إعلانه في المؤتمر الصحفي التي عقده في بورتسودان، ولكن في آخر الأمر اتضح أنهم فعلاً اصطفوا مع الجيش وأثرت هذه المسألة على قيام القوى المشتركة بدورها الأساسي الذي يقوم على مبدأ الحياد، لذلك أعلنا أن القوة المشتركة لا تستطيع أن تقوم بدورها الأساسي في حماية المدنيين، وقررنا تكوين قوى مشتركة محايدة للمؤمنين بمبدأ الحياد في هذه الحرب، والمؤمنين أنهم ضد هذه الحرب اللعينة.

بدأنا في الإجراءات والآن نعمل على أن تقف هذه القوى على حماية المدنيين وتوصيل الإغاثة معهم، ولدينا اتصال مع حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد، والمجلس الانتقالي، والتحالف السوداني، وكل من يرغب في مساعدة المدنيين على أساس مبدأ الحياد، وهي مفتوحة للجميع، ونحن مؤمنين بهذا الأمر ونعمل على أن يرى النور قريباً بإذن الله.

في تقديرك هل ستتواصل الاشتباكات في الفاشر رغم تحذيرات الأمم المتحدة وما أثر ذلك على الفارين من جحيم الحرب وما هو دوركم لتخفيف حدة النزاع في دارفور؟

حول تقديراتنا لتواصل الاشتباكات في الفاشر وفق تحذيرات الأمم المتحدة، ودورنا في وقف الحرب وتخفيض حدة النزاع في دارفور، فقد بذلنا جهداً كبيراً خلال تواجدنا في الفاشر على أن تكون المنطقة منزوعة السلاح من الأطراف المتحاربة، وأن تكون القوى المشتركة هي من تقوم بدور توفير الأمن في المنطقة، وتقدمنا بمقترحات للأطراف المتحاربة الموجودة في المنطقة، وبذلنا جهداً لنوفر الأسباب الكافية لعدم دخول الأطراف للفاشر وعدم انطلاق معارك في الفاشر، لسبب أن الفاشر بها معسكرات نازحين، مما يعني أن هنالك تواجداً كثيفاً للعزل والأبرياء من المدنيين منذ العام 2003م، وتزايد ذلك العدد في 2008م بتوافد نازحين من للفاشر من مناطق مهاجرية ومن لبدو واجارا وشباب وأبدنقل وشعيرية وامشديرة وخزان ومن امسعونة، ومن شرق دارفور من مناطق شرق خزان جديد إلى أن نصل لمناطق علاونة وكل المناطق والقرى التي تقع جنوب الفاشر نزحت إليها في الفترة ما بين العام 2008 و2009، كذلك نزح سكان من نيالا وزالنجي والجنينة وكتم وطويلة جراء الحرب الأخيرة إلى الفاشر، هذا بالإضافة لسكان الفاشر، مما يشير إلى أنها أصبحت منطقة ذات كثافة سكانية عالية ، لذلك طالبنا أطراف الحرب مراعاة هذه المسألة، وتواصلنا معهم لفترة طويلة.. اشترط الدعم السريع موافقة الجيش لمغادرة المنطقة.

مقترحنا كان بمغادرة الجيش والدعم السريع للفاشر مراعاة للتواجد الكثيف للنازحين والمدنيين بالمنطقة، ولكن أثناء هذا المجهود والحوار مع الأطراف المتحاربة، هناك حركات مسلحة أعلنت اصطفافها مع الجيش، وبالتالي أجهضت مساعينا ومقترحنا، لكن ما تزال اتصالاتنا مع الأطراف مستمرة مع لمراعاة هذه الأسباب، بالإضافة لقناعتنا بأن هناك مجموعات تسعى لتحويل الحرب لأطراف السودان، وان هناك تخطيطاً ومساعي كبيرة من قبل الاستخبارات لافتعال حرب بين القبائل العربية وبين الزرقة، خاصة بين الرزيقات والزغاوة، وهذه ليست اتهامات كما أسلفت ولكنها حقائق موجودة على الأرض، وهذه المجموعات تسعى لتسريع الصدام بين الدعم السريع والحركات المسلحة، وهذه مسألة مضرة بالمدنيين بولاية شمال دارفور بشكل عام، ومدينة الفاشر بشكل خاص، لا نزال نسعى لمواصلة الجهود مع كل الأطراف حتى نستطيع أن نتجاوز هذه المسألة لتفادي خسائر المدنيين، فمن المتوقع أن تقع خسائر كبيرة وسط المدنيين إذا دارت معارك.

ما يسمى بلجنة الإسناد تلعب دوراً سلبياً، وهي لجنة مكونة من فلول النظام السابق، تعمل على إثارة الفتنة وإثارة النعرات القبلية وإشعال الحرب، ورغم ذلك تواصلنا معهم ووضحنا لهم أن هذا الدور السالب سيؤدي لتأجيج الصراع في هذا البلد، ويجب أن يتحملوا مسؤولية اصطفافهم مع طرف…ما زالت مجهوداتنا مستمرة، فنحن ما يهمنا في هذا الأمر هو أمر المدنيين، وستتواصل مساعينا لتفادي الخسارة وسط المدنيين.

هل ستعود الجبهة الثورية للأضواء بعد أن أصبحت كتلة داخل (تقدم)؟

حول عودة الجبهة الثورية للأضواء بعد أن أصبحت كتلة في تقدم، الجبهة الثورية هي تنظيم وتحالف كبير، وهي موجودة في الأضواء، وليست منصهرة داخل كتلة (تقدم)، والجبهة الثورية لها إرث نضالي كبير، وهي كتلة من كتل (تقدم)، فتقدم تضم المؤمنين بإيقاف الحرب والمؤمنين بالتحول الديمقراطي الكامل.

وجود الجبهة الثورية في (تقدم) لا يعني أنها موجودة في الظلام، بل هي موجودة بالأضواء وأصبحت موجودة أكثر بوجودها في (تقدم)، وتساهم بشكل كبير في إيقاف الحرب واستعادة التحول الديمقراطي والحل السياسي للسودان. وخلال الأيام القادمة سنشهد نشاطات كبيرة للجبهة الثورية.

Welcome

Install
×