الرئيس الإريتري: ما يجري في السودان عدوان خارجي

أمستردام – 23 يوليو 2025 – راديو دبنقا
قال الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، إن ما يجري في السودان هو عدوان خارجي، وليس صراعًا بين جنرالين أو طرفين.
وأشار، في مقابلة بثّتها الفضائية الإريترية اليوم الأربعاء، إلى تدفّق الأسلحة والعتاد الحربي إلى السودان عن طريق ليبيا وتشاد.
وأكد أن الحرب الحالية في السودان اندلعت لإعاقة تسليم السلطة إلى الشعب. وقال إن الجيش تسلّم أمانة السلطة، وينبغي عليه تسليمها بعد عبور الأزمة. واعتبر أن السودان أصبح ضحية للاستهداف، وأضاف أن من يتحرّكون ضد البرهان الآن “تم شراؤهم بالمال”.
تدخلات خارجية
وفي سياق آخر، عبّر الرئيس الاريتري عن استغرابه من التدخل الإماراتي في الشأن السوداني، واتهم الإمارات بأنها “وكيل لقوى أخرى”، وتنشط في ليبيا وتشاد والسودان، والبحر الأحمر والموانئ.
كما دعا الأمم المتحدة إلى كفّ يدها عن السودان، والابتعاد عن التدخّل السلبي تحت ستار الإغاثة.
وانتقد أفورقي تدخل الأمم المتحدة، معتبرًا أنه “يعقّد الأزمة في السودان”، وأعرب عن استغرابه من حديثها عن الصلح والحوار، متسائلًا: “مصالحة من مع من؟”.
كما دعا السودانيين إلى حلّ أزماتهم بأنفسهم، بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
جذور الأزمة
وأفاد الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، بأن جذور الأزمة السودانية الراهنة تعود إلى فترة ما بعد استقلال السودان عام 1956، مرورًا بحكومتي عبود ونميري، وصولًا إلى سيطرة الجبهة الإسلامية، مشيرًا إلى أنهم أعدّوا ورقة عمل حول هذا الأمر.
وأكد أفورقي أن التقاليد السياسية في السودان كانت متقدّمة مقارنة بدول الإقليم، قبل أن يتسلّم الإسلاميون السلطة عام 1989، وبعد تحرّكاتهم في عام 1983 في عهد نميري. وشدّد على أن الإسلاميين لم يحظوا بقبول واسع في السودان.
وأرجع أفورقي انفصال جنوب السودان إلى سياسات الإسلاميين التي ركزت على العروبة والإسلام، مقابل الهوية الإفريقية الإسلامية.
وأوضح أن انفصال الجنوب لم يكن ضمن أجندة الجنوبيين، لكن سلوك الإسلاميين، وعملهم على تقسيم الحركة الشعبية، وتأجيج الصراع بين الدينكا والنوير، أدّى إلى الانفصال.
وأشار أفورقي إلى أن الأزمات في دارفور وكردفان والنيل الأزرق تفاقمت بعد انفصال الجنوب.
واعتبر أفورقي أن وصول الإسلاميين إلى السلطة كان كارثة، مشيرًا إلى أنهم اتبعوا سياسة “تمكين المستضعفين”، واستضافوا بن لادن، وانتهجوا سياسة التغيير، إلى جانب تفشّي الفساد المالي في عهدهم. وذكر أن الثورة الشعبية اندلعت بسبب هذا الفساد، الذي أدى إلى الضائقة المعيشية.
دعوة للتحرك
دعا أفورقي الجميع إلى عدم الوقوف مكتوفي الأيدي، وتقديم آرائهم فيما يجري في السودان، مؤكدًا أن الاستقرار في السودان ضرورة لاستقرار الإقليم، وأنه لا يمكن مراقبة الوضع بصمت. وشدّد على ضرورة مساهمة الجميع في حل الأزمة. وأضاف: “نبذل قصارى جهدنا لمعالجة الأزمة في السودان”.