اعتقال صحفيين بمدينة الفاشر يثير إدانات واسعة

الصحفيان اللذان جرى اعتقالهما في الفاشر -يوليو 2025- وسائل التواصل
الفاشر: 8 يوليو 2025: راديو دبنقا
أعلنت لجان مقاومة مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، عن اعتقال الصحفيين نصر يعقوب ومحمد أحمد نزار من قبل قوات حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة صلاح رصاص أمس الاثنين.
أدانت لجان المقاومة، في بيان اطلع عليه راديو دبنقا، الاعتقال ووصفته بـ”التعسفي”. وأوضحت أن الصحفي نصر يعقوب كان قد تعرض لإطلاق نار قبل يومين، قبل اعتقاله مع الصحفي محمد أحمد نزار. وكان الصحفي نزار قد نشر على صفحته في فيسبوك معلومات حول تعرض الصحفي نصر لإطلاق نار من قبل ضابط يتبع لحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة صلاح رصاص.
وذكر صحفيون من الفاشر لراديو دبنقا أن الصحفيين (نصر ونزار) تم اقتيادهما إلى مقر القوة المشتركة بالفاشر. وقالت لجان المقاومة في بيانها: “إن عمليات الاعتقال والاستجواب في هذه الأوقات ليست من مهام حركة المجلس الانتقالي، ولا تملك الحق في اتخاذ هذه الإجراءات، هناك جهات نظامية معنية بها حاليًا”. وأشارت إلى أن الوضع الأمني لا يبرر القمع السياسي أو الاعتقال غير القانوني.
وأعلنت لجان المقاومة رفضها استخدام الحجج الأمنية أو الأزمة الراهنة كذريعة لاستهداف الصحفيين والمدنيين، مؤكدة أن اعتقالهم بتهم واهية يعد انتهاكًا لحرية مجتمع بأكمله وإسكاتًا لصوت الفاشر. وطالبت بالإفراج الفوري عن الصحفيين المعتقلين.
رواية الصحفي
وبحسب رواية الصحفي نصر يعقوب التي نقلها عنه الصحفي محمد أحمد نزار، فإنه تعرض لإطلاق نار من قبل ضابط يتبع لحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة عضو مجلس السيادة صلاح رصاص بسوق نيفاشا بالفاشر. جاء ذلك عندما رفض نصر تسليم الضابط جهاز “استارلينك” كان يعمل به في السوق، لعدم وجود قرار رسمي أو أمني بوقف شبكات الاتصال. وأضاف نزار: “عندما رفضت تسليمه الجهاز، أطلق عليه النار من المسدس الذي يحمله، لكنه لم يصب وأنقذته العناية الإلهية من موت محقق”. وأشار إلى أن الصحفي نصر يعقوب دون بلاغًا ضد الضابط بالرقم 715 بالقسم الشمالي بمدينة الفاشر.
المجلس الانتقالي بقيادة “رصاص” يرد
أصدرت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بيانًا توضيحيًا بشأن ما وصفته بـ”الشائعة” التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حول قيام أحد ضباطها بإطلاق النار على أحد المواطنين في سوق نيفاشا بمدينة الفاشر.
وأوضح البيان أن الضابط المعني مكلف بتأمين السوق بتنسيق مع الغرفة التجارية وبموافقة من الجهات المختصة، وأن استخدام شبكة “ستارلينك” في مدينة الفاشر يتم وفق ترتيبات أمنية مشددة، خوفًا من تسرب معلومات قد تُستغل من قبل “المتعاونين مع العدو”، على حد وصف البيان.
وأضاف البيان أن المواطن نصرالدين يعقوب تهجم على الضابط أثناء محاولته منعه من استخدام الشبكة في وقت غير مخصص له، وقام بجذبه من زيه العسكري وتلفظ عليه بألفاظ استفزازية، ما دفع الضابط لإطلاق طلقة تحذيرية تحت قدميه دون إصابته، وتم احتواء الموقف فورًا دون وقوع إصابات.
وأكدت الحركة في بيانها أن الاعتداء على الضابط أثناء تأديته واجبه الوطني “جريمة مكتملة الأركان”، مضيفةً أن سلوك المواطن يعكس وجود “خلايا مدسوسة” تحاول زعزعة استقرار المدينة. كما وصفت ما نشره أحد الصحفيين في هذا الشأن بأنه “تحريض إعلامي” من أقلام مأجورة.
وشدد البيان على أن الحركة ستتخذ كافة الإجراءات القانونية ضد من تسببوا في نشر الشائعة، وأكدت استمرارها في معركة “الكرامة” إلى جانب القوات المسلحة والقوة المشتركة ضد الدعم السريع”، مشيرةً إلى أن سلامة وأمن المواطنين تبقى أولوية قصوى.