ارتفاع عدد النازحين من الفاشر إلى أكثر من 81 ألفاً ودقلو يدعو المواطنين للعودة

وصول نازحين من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور-5 نوفمبر 2025=منسقية النازحين واللاجئين

وصول نازحين من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور-5 نوفمبر 2025=منسقية النازحين واللاجئين


الفاشر – 5 نوفمبر 2025 – راديو دبنقا

كشفت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 81,817 شخصاً من مدينة الفاشر والقرى المحيطة بها في شمال دارفور منذ 26 أكتوبر 2025 حتى أمس الثلاثاء، فيما دعا عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، مواطني الفاشر إلى العودة إلى منازلهم.

وسيـطرت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر يوم 26 أكتوبر الماضي، وسط اتهاماتٍ بارتكاب أعمال قتلٍ واغتصابٍ واسعة.

وأوضحت منظمة الهجرة الدولية أن غالبية النازحين لا يزالون داخل محلية الفاشر، بينما نزح عددٌ أقل إلى محايات كبكابية ومليط وكتم وطويلة في شمال دارفور. كما سُجِّلت أعدادٌ أقل في ولاياتٍ أخرى بالسودان، من بينها بقية ولايات دارفور الأربعة وغرب كردفان النيل الأبيض،

كما كشفت مصادر حكومية عن ارتفاع عدد النازحين من الفاشر إلى الدبة إلى 10 آلاف شخص.

نازحون جدد إلى طويلة

كشفت منسقية النازحين واللاجئين عن وصول مجموعةٍ جديدةٍ من النازحين من الفاشر إلى منطقة طويلة مساء أمس، ليرتفع عدد النازحين من الفاشر إلى الدبة إلى عشرة آلاف شخص.

من جانبه، أعلن مجلس غرف طوارئ شمال دارفور عن إجلاء 67 مصاباً من المدنيين من أحداث مدينة الفاشر إلى طويلة، وذلك بالتنسيق مع الإدارة المدنية ومنظمة أطباء بلا حدود.

اتهامات

من جانبها، اتهمت شبكة أطباء السودان قوات الدعم السريع بتصفية الطبيب آدم إبراهيم بمدينة الفاشر.
وأوضحت أن قوةً تتبع للدعم السريع اعتقلت الطبيب عقب اجتياح المدينة، قبل أن تقوم بتصفيته ميدانياً.

كما أكد مجلس غرف طوارئ شمال دارفور مقتل المتطوع بمعسكر زمزم، قذافي عمر مانيس، مشيراً إلى انقطاع الاتصال بعددٍ كبيرٍ من المتطوعين.

دعوة للعودة

في الأثناء، دعا نائب قائد قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو جميع مواطني الفاشر إلى العودة إلى منازلهم، مؤكداً أن المدينة أصبحت آمنةً ومستقرةً بعد انتشار الشرطة الفدرالية لتأمينها.

جاء ذلك خلال استقباله وفداً من الإدارة المدنية وأعيان الإدارة الأهلية بولاية جنوب دارفور الذين وصلوا إلى الفاشر في قافلة مساعداتٍ لمواطني المدينة، مناشدين الأهالي بالعودة إلى منازلهم بعد “استتباب الأمن والاستقرار”، بحسب وصفهم.

نفي وقوع إبادة

أكد رئيس المجلس التأسيسي لولاية جنوب دارفور، عادل حسن الملك، خلال زيارةٍ لمدينة الفاشر، أن وفد الإدارة الأهلية جاء للوقوف ميدانياً على حقيقة الأوضاع، وتفنيد ما وصفه بـ“المزاعم الإعلامية” حول وقوع إبادةٍ جماعية في المستشفى السعودي.

وكانت جهاتٌ سودانية ودولية قد اتهمت قوات الدعم السريع بقتل 460 شخصاً في المستشفى السعودي بعد سيطرتها على المدينة، الأمر الذي أثار غضباً واسعاً على المستويين المحلي والدولي.

لكن عادل الملك قال إن الزيارة كشفت أن الأوضاع داخل المستشفى مستقرة، وأنهم تقصّوا بأنفسهم ووجدوا أن الوفيات المسجلة “لا تتجاوز خمس حالاتٍ ناجمة عن الإصابة بوباء الكوليرا”، معتبراً أن ما تم تداوله بشأن مجازر هو “مجرد إشاعات تهدف إلى تجريم قوات الدعم السريع”.

وفي المقابل، قال مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية، في تقريرٍ أصدره أمس، إن الصور التي التُقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر مقبرتين جماعيتين حديثتين في مدينة الفاشر.

وأضاف الملك أن مدينة الفاشر باتت آمنة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، مناشداً السكان العودة إلى منازلهم، مشيراً إلى أن بعض الطرق لا تزال بحاجةٍ إلى تأمينٍ بسبب انتشار الألغام، وأن الفرق المتخصصة تعمل على إجراءات السلامة.

وتابع قائلاً:”جئنا لنتضامن مع أهلنا في الفاشر، وسنساهم في إعمارها من خلال نفرةٍ كبرى ستنطلق من الولايات الواقعة تحت سيطرة حكومة التأسيس.”

من جانبه قال د. إسحق عيسى عبد المحمود، استشاري طب الأطفال أستاذ مشارك بجامعة الفاشر: في مقطع فيديو نشره موالون للدعم السريع اليوم جميعنا نتلقى معاملة حسنة، لم يُقتل أو يُعامل أي من الكادر الطبي معاملة سيئة، كلنا بخير، كل ما يُنشر في الإعلام مجرد شائعات.”

أعداد كبيرة من المصابين

من جهتها، قالت مناسك الطاهر الجزولي، ضمن الوفد الطبي الزائر لـ”راديو دبنقا”، إن أعداد الجرحى والمصابين في المستشفى السعودي بالفاشر كبيرة وهم في حاجةٍ عاجلةٍ لمساعداتٍ طبية، ووصفت الوضع بالحرج، مضيفةً أنهم منذ أسبوعٍ يواصلون علاج الجرحى والمصابين وإجراء العمليات الجراحية رغم محدودية الإمكانات.

وناشدت الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية تقديم العون ومساندة المرضى وتوفير الإمدادات الطبية.

وفي السياق ذاته، قال بلال محمود من جمعية الهلال الأحمر السوداني بولاية شمال دارفور إنهم أطلقوا مبادرة “التنمية والإعمار”، موضحاً أنهم يمارسون عملهم من داخل المستشفى السعودي ويسعون من خلالها لتوفير خدمات التأمين الصحي والرعاية لإنسان الفاشر.

وأكد الوفد الزائر أنه وقف على جهود الفرق الفنية التابعة لقوات الدعم السريع، التي تعمل على إزالة الألغام ومخلفات الحرب، كما تفقدوا المستشفى السعودي ومراكز الإيواء، حيث أكدوا توفر الرعاية الصحية واستقرار الأوضاع الإنسانية.

Welcome

Install
×