اجتماع الرباعية الدولية.. هل يتمكن من إحداث اختراق في جدار الأزمة السودانية؟

اجتماع سفراء الرباعية

نائب وزير الخارجية الامريكية يعقد اجتماعا مع سفراء الامارات ومصر والسعودية -3 يونيو 2025- حساب نائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لاندو في منصة اكس

أمستردام – 22 يوليو 2025 – راديو دبنقا

مع اقتراب موعد اجتماع الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات) المقرر عقده في واشنطن يوم 29 يوليو الجاري، تتباين ردود الفعل السودانية بشأنه، إذ رحب تحالف صمود بالاجتماع، بينما شددت الكتلة الديمقراطية على ضرورة اتخاذ إعلان جدة كمرجعية لأي اتفاق أمني. في ذات الوقت، حذر خبراء ودبلوماسيون من عواقب فشل الاجتماع.

وكان من المقرر أن ينعقد الاجتماع بتاريخ 20 يوليو الجاري ولكن جرى تأجيله بشكل مفاجئ إلى 29 يوليو الجاري.

رسائل ترحيب

قال التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود، إنه بعث برسائل إلى وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، أعرب فيها عن ترحيبه بالمبادرة التي تقودها مجموعة الرباعية الدولية، معتبرًا أنها تمثل خطوة مهمة نحو إنهاء معاناة الشعب السوداني، ووضع حد للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وأكد التحالف، في رسائله، على أهمية تنسيق وتكامل الجهود للتوصل إلى وقف شامل ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتوفير الحماية للمدنيين، وابتدار عملية سياسية شاملة تعالج جذور الأزمة وتفتح الطريق نحو سلام عادل ومستدام.

تمسك بإعلان جده

أكدت قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية، أن إعلان جدة يجب أن يكون مرجعيةً وأساسًا لأي اتفاقية أمنية، لتوافقه مع القانون الدولي الإنساني.
وأكد الدكتور محمد زكريا، الناطق باسم الكتلة، في تصريح صحفي عقب لقاء وفد اللجنة السياسية برئاسة مني أركو مناوي مع السفير السعودي لدى السودان، علي بن حسن جعفر، أمس أن اللقاء استعرض خارطة الطريق التي تتبناها الكتلة كمدخل للحل السياسي الشامل وتحقيق السلام المستدام في السودان.

محفزات وتحديات

توقع وجدي صالح، القيادي في حزب البعث، أن تلتزم دول الرباعية بتقديم محفزات حقيقية من أجل وقف إطلاق النار، والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن أبرز العقبات التي قد تواجه اجتماع واشنطن هو تضارب مصالح أطراف الرباعية، وقال إن فشل الاجتماع “قد يعني اتساع رقعة الحرب وتنوع أشكالها”.

الطلقة الأخيرة

من جانبه، أعرب السفير الصادق المقلي في حديث لراديو دبنقا عن أمله في أن تكون هذه المباحثات بمثابة “الطلقة الأخيرة” لإنهاء الحرب وعودة النازحين، وتحقيق السلام بملكية سودانية وبدعم من المجتمعين الدولي والإقليمي. ويشدد على ضرورة عودة السودان إلى المجتمع الدولي بعد سنوات من العزلة وتجميد عضويته في الاتحاد الإفريقي، وتعليق التعامل مع المؤسسات المصرفية الدولية.

كما لفت السفير إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه السودان، من سياسة “الجزرة” إلى التلويح بـ”العصا”، خاصة بعد العقوبات المفروضة على خلفية استخدام أسلحة كيميائية.

يرى السفير الصادق المقلي أن هذه المباحثات “حلقة في مسلسل متلازمة فشل النخبة السياسية في السودان منذ الخمسينات”، مشيرًا إلى لجوء السودانيين المتكرر للخارج بحثًا عن حلول لأزماتهم. واستعرض المقلي تاريخاً طويلاً من الاتفاقيات الخارجية التي لم تحقق سلاماً مستداماً، بل أدت في بعض الأحيان إلى نتائج عكسية، كانفصال جنوب السودان بعد اتفاقية نيفاشا.

ويصف المقلي الوضع الحالي بأنه “تقريبًا كوبي بيست من تجارب فاشلة”، مؤكداً أن الحرب الراهنة هي “حرب وجودية، عبثية، قذرة ووحشية”، تسببت في تشريد أكثر من 13-14 مليون شخص.

نفي

من جهته نفى ماهر أبو الجوخ عضو اللجنة الإعلامية لتحالف صمود في صفحته على فيسبوك الأنباء المتداولة بشأن توجيه دعوة لرئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) دكتور عبدالله حمدوك لحضور هذه الاجتماعات.

ويشير إلى تداول عدد من المعلومات الكاذبة من أجل التشويش على لقاء واشنطن وتخوينه وتجريمه وخلق موقف شعبي مناهض له باعتباره تخاذل وتراجع من قيادة الجيش .

اجتماع أمريكي – سعودي

جددت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية التزامهما بالعمل المشترك لإيجاد حلول للنزاعات في السودان.

وقال مستشار الولايات المتحدة للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، إنه بحث مع وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، سُبل تعزيز السلام في السودان وليبيا والمنطقة بشكل عام، مشيرًا إلى أنهما أكدا على الأهمية البالغة لأمن البحر الأحمر.

وذكر بولوس، في تغريدة نُشرت على صفحة السفارة الأمريكية في الخرطوم على منصة إكس، أن الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية لا تزال ركيزة أساسية لحل النزاعات الإقليمية وتعزيز الاستقرار الدائم.

وقال إن الاجتماع “جدّد تأكيد التزامنا المشترك بحل النزاعات في السودان، وليبيا، ومنطقة الساحل والبحيرات العظمى”، مؤكدًا على مواصلة التنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة والسعودية لتعزيز السلام والازدهار في إفريقيا.

لقاء تشادي – مصري

قالت وزارة الخارجية التشادية، إن الوزير عبد الله صابر تبادل الآراء مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، خلال توقف طائرته في مطار حسن جموس الدولي بالعاصمة أنجمينا، حول عدد من القضايا الدولية الراهنة.

وأضافت الوزارة في تعميم صحفي: “من بين هذه القضايا مكافحة الإرهاب والصراعات الإقليمية، ولا سيما الصراع السوداني، الذي له عواقب مؤكدة على تشاد ومصر، بوصفهما الضحيتين المباشرتين لهذه الأزمة.”
كما أوضح البيان أن الوزيرين دعوا إلى التوصل إلى حل سريع للأزمة السودانية، بالنظر إلى تداعياتها على أمن البلدين.

وأكد وزير الخارجية التشادي التزام بلاده بدعم أي مبادرة تهدف إلى إحلال السلام في السودان .

Welcome

Install
×