إدانات محلية ودولية واسعة لمقتل 57 شخصًا في قصفٍ لمركز إيواء في الفاشر

موقع مركز ايواء دار الأرقم الذي تعرض للقصف يوم السبت-خرائط قوقل -تحرير راديو دبنقا

موقع مركز ايواء دار الأرقم في الفاشر الذي تعرض للقصف يوم السبت-خرائط قوقل -تحرير راديو دبنقا

استمرار المعارك أمام الفرقة السادسة مشاة في الفاشر

الفاشر – 12 أكتوبر 2025 – راديو دبنقا

كشفت مصادر متطابقة عن مقتل 57 شخصًا جراء القصف المدفعي والهجمات بطائرات مسيّرة، التي شنّتها قوات الدعم السريع على مركز إيواء مدرسة دار الأرقم شمال مدينة الفاشر صباح أمس، فيما تواصلت الهجمات والقصف المدفعي اليوم.
وقالت شبكة أطباء السودان إن من بين القتلى 17 طفلًا، منهم ثلاثة رضع و22 امرأة، بينما أُصيب 21 آخرون جراء القصف الذي شنّته قوات الدعم السريع بالفاشر، من بينهم خمسة أطفال وسبع نساء.
بدورها أوضحت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن القصف جرى بطائرتين مسيّرتين وأكثر من ثماني قذائف.

https://twitter.com/SDN154/status/1977003647272649025

استنكار حكومي

استنكر مجلس السيادة ما وصفه بالصمت الدولي حيال جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحقّ المدنيين في مدينة الفاشر ومدن السودان الأخرى، مشيرًا إلى هجومها على مركز إيواء دار الأرقم في الفاشر.


واتهم المجلس في بيان اطلع عليه راديو دبنقا  قوات الدعم السريع بارتكاب القتل الممنهج على أسس قبلية، والتطهير العرقي، والاستهداف المتعمد للبنى الخدمية والتحتية ومعسكرات النازحين ودور الإيواء، في تحدٍّ واضح لقرارات مجلس الأمن ولا مبالاة بالقانون الدولي الإنساني.


من جانبها، دعت وزارة الخارجية مجلس الأمن بالأمم المتحدة إلى الاضطلاع بمسؤولياته للتصدي لقوات الدعم السريع ورعاتها، وإنفاذ قراره رقم (2736) لعام 2024، الذي يطالب المليشيا برفع حصارها عن الفاشر فورًا والتوقف عن مهاجمتها. كما طالبت كل الفاعلين الدوليين والإقليميين باتخاذ إجراءات ملموسة تضمن وقف إمدادات السلاح والمرتزقة لقوات الدعم السريع، ومعاقبة قياداتها وعناصرها المسؤولة عن هذه الفظائع.


من جهته، عزا وزير الثقافة والإعلام خالد الأعيسر ضعف التغطية الإعلامية لأحداث الفاشر إلى عدم توفر مراسلين حربيين وصعوبة الوصول إلى هناك.

https://twitter.com/gov_moci/status/1977239918934945856

نفي من الدعم السريع

نفت قوات الدعم السريع بشكلٍ قاطع استهداف ملجأ للنازحين في شمال دارفور أمس، مما أدى إلى مقتل مدنيين، ووصفت ما يتردد بأنه ادعاءات كاذبة من قبل الغرفة الإعلامية التابعة للجيش.
وقالت في بيان إن هذه الادعاءات غير صحيحة جملةً وتفصيلًا، وتأتي في سياق حملة تضليل منهجية تهدف إلى التغطية على الهزائم الميدانية التي مُني بها الجيش. وأشارت إلى أن قواتها وفرت ممرات آمنة وملاذات مؤقتة للآلاف من المدنيين لحماية أرواحهم بعد خروجهم من المدينة.

و لكن مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، غرد على منصة اكس متسائلًا: «ماذا قال العالم عن الفاشر، التي تنزف في صمت؟» وأضاف أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة أودت بحياة أكثر من ستين ابنًا وأمًا بريئة.

إدانة دولية

أدان مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الدول العربية والإفريقية، الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع على آخر مستشفى متبقٍّ في مدينة الفاشر المحاصرة، ومسجدٍ قريبٍ منها في شمال دارفور، والذي أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين بينهم أطباء وممرضون.
وأضاف: «لا مبرر لاستهداف أماكن العبادة والمستشفيات والمدنيين»، مشيرًا إلى أن أمد الصراع قد طال، وأن هناك ضحايا يسقطون يوميًا بسبب الهجمات والمجاعة، ودعا الأطراف المتحاربة إلى إدراك أنه لا حلّ عسكريًّا، وأن عليها إنهاء هذا الصراع.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية السعودية قصف مأوى للنازحين في الفاشر. كما أدانت مصر الهجوم على مركز الإيواء.

https://twitter.com/US_SrAdvisorAF/status/1977077032040243413

في المقابل أعربت قوات الدعم السريع عن استغرابها لتصريحات مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، وبعض الشركاء الإقليميين في مبادرة “الحل السلمي لإنهاء الأزمة السودانية،” والتي حمّلت قواتها مسؤولية ما وصفته بهجمات استهدفت دارٍ للإيواء في مدينة الفاشر بشمال دارفور.

واستنكرت اعتماد تلك الدول على معلومات أحادية المصدر والاستمرار في سياسة “الكيل بمكيالين وتساءلت لماذا لم يتم ادانة القصف الذي جرى على الكومة بشمال دارفور.

 110 قتيلا خلال اسبوع

أدان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية الاستهداف المتكرر والمتعمد للمدنيين في شمال دارفور.

وقالت دينيس براون منسق المكتب في بيان اطلع عليه راديو دبنقا إنه في مساء العاشر من أكتوبر وحتى صباح الحادي عشر منه، استهدفت هجمات بطائرات مسيرة موقعًا يأوي نازحين في حي الدرجة الأولى. وأفادت التقارير بأن قوات الدعم السريع هي التي نفذت الهجمات، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 57 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال.

وأضاف البيان : ” إنه بين 5 و8 أكتوبر/تشرين الأول، أفادت التقارير بأن قوات الدعم السريع نفذت سلسلة من الهجمات، من بينها هجوم على المستشفى السعودي، آخر مرفق طبي رئيسي عامل في الفاشر، مما أسفر عن مقتل 53 مدنيًا على الأقل وإصابة أكثر من 60 آخرين. وقد تضرر المستشفى، الذي لا يزال يخدم آلاف المدنيين المتضررين من النزاع، بشدة. ويمثل الهجوم على هذا المرفق الحيوي ضربة قاصمة لبقاء المدنيين المحاصرين في المدينة”.

وطالب البيان بعدم استهداف المستشفيات والملاجئ وأماكن اللجوء. وجدد الدعوة لاحترام القانون الإنساني الدولي والوقف الفوري للهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية. كما طالبت بالتحقيقات الشاملة والنزيهة، ومحاسبة المسؤولين عنها.

معارك مستمرة

أعلنت مصادر عسكرية عن صدّ الجيش والقوة المشتركة هجومًا على الدفاعات الأمامية للفرقة السادسة مشاة في الفاشر بولاية شمال دارفور صباح اليوم.
وكشفت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن المدينة تشهد اليوم قصفًا مدفعيًا عنيفًا على الأحياء السكنية المختلفة ومراكز الإيواء والطرقات، وأشارت إلى توقف التكايا يوم أمس بسبب نفاد المواد الغذائية.
واتهمت قيادة الفرقة السادسة مشاة، في موجزها الإخباري، قوات الدعم السريع بالقبض على خمسة شباب والمطالبة بدفع فدية قدرها مليارا جنيه مقابل كل فرد، وأشارت إلى انقطاع التواصل بين بعض الأسر وذويها بعد خروجهم من المدينة.
وأضافت القيادة أن شهود عيان أكدوا وجود أعداد كبيرة من جثث الشباب والرجال في مناطق غرب الفاشر، تفوق المائتي جثمان.

ولكن قوات الدعم السريع تنفي هذه الاتهامات وتؤكد على  ان توفر ممرات آمنة للفارين من الفاشر.

وتواصل قوات الدعم السريع هجومها على الفاشر منذ  عام ونصف مع استمرار الحصار المطبق، حيث شيدت متاريس ترابية محيطة بالمدينة بطول 57 كيلومترات مع فتح اربع بوابات للعبور.

Welcome

Install
×